في تشرين أول من عام 2019، جرمت محكمة الجنايات الكبرى الشقيقتين بجناية القتل خلافا لاحكام المادة 3281 و2 و76 من قانون العقوبات مكررة مرتين، جناية السرقه ،جناية اضرام الحرائق وجنحة حمل وحيازة أدوات حادة وراضه.
وقالت المحكمة في قرارها ” ان المتهمتين شقيقتان وتسكنان في شقه صغيرة في منطقة الجبيهة في عمان ،وكانتا تعملان في خدمة عالئات مختلفه مقابل الأجرة ،وتعانيان من ضائقه مالية ،وكانتا مقترضتين من مؤسسات اقراض، وان المغدور هو رجل كبير في السن يبلغ من العمر 72 سنة، كان يعيش هو وخادمته الفلبينية المغدورة لوحدهما في شقته الكائنه في الطابق الأرضي من العمارة في شارع المدينة المنورة “.
وأضافت تولد لدى الشقيقتين الرغبه والتفكير في الحصول على الأموال بطريقه سريعة وترك هذا العمل وذلك عن طريق التخطيط لسرقه المنازل، ولو كلف الأمر قتل أصحاب هذه المنازل للاستيلاء على ما بحوزتهم من نقود لهذه الغاية، قامت الشقيقتان بتحميل كتاب الكتروني بعنوان قواعد السطوة على هاتف احدى الشقيقتين ويتضمن هذا الاكتاب التدريب على قواعد واسس السيطرة على الأشخاص سواء بالكلام او الأفعال ومحاولتهما كذلك الحصول على كاميرا صغيرة الحجم ويتم التحكم بها عن بعد ولم تتمكنا من ذلك لحظر هذا النوع من الكاميرات واستمرتا بالإعداد والترتيب والتخطيط لتنفيذ مخططاتهما الإجرامية حيث قامتا بالنشر بين عدة نساء انهما تعملان في تنظيف المنازل وكانتا تحاولان اختيار الضحايا من كبار السن والاغنياء “.
وتابعت المحكمة في سرد تفاصيل الجريمة، وأفادت ان احدى المتهمين قامت بتقديم نفسها كعاملة نظافة حتى تتمكن من الدخول الى المنازل والإطلاع على محتوياتها ومحاولتها اخراج ساكنيها والاتصال بالمتهمة الثانية التي تكون قريبة من المنزل للدخول وارتكاب الجرائم دون أن يشعر أحد وهذا الأمر جرت محاولة الترتيب له “.
وتبين من خلال تسجيلات صوتية فيما بين الشقيقتان ان خطتهما في تنفيذ جرائمهما تكمن في قيام إحداهما بعرض نفسها كعاملة تنظيف على بعض الأشخاص وبهذه الطريقة، تقوم بالدخول الى المنزل وكانت مهمتها تكمن في محاولة إخراج ساكني المنزل الى أي مكان والاتصال مع شقيقتها المتهمة، والتي تكون بالخارج قرب ذلك المنزل وإخبارها بان الفرصة مواتية لدخولها، وتقوم المتهمة بالدخول ومن ثم يصار الى ارتكاب الجرائم المخطط لها ودون ان يعلم بها حتى ساكني ذلك المنزل، وهو الأمر الذي جرى محاولة الترتيب له في منزل إحدى الشاهدات ومنزل شاهدة أخرى، كما تبين ومن خلال التحقيقات ارتباط المتهمتان بعدد كبير من الأشخاص وقيامهما بعرض اجسادهما بطريقه تعتمد على الإغراء والأوضاع الجنسية الصريحة في محاولة منهما لجذب أولئك الأشخاص لتحقيق أهداف وجرائم غير مشروعة لم يتوصل التحقيق الى ماهيتها.
وتبين انه ونتيجة تصميم الشقيقتان القاتلتان على جني المال بكل الطرق ورغم فشلهما في بعض الأحيان، إلا انهما لم تيأسا من ذلك وبقيتا تتابعان محاولة البحث عن فريستهما المنشودة، وأثناء خضم هذه الاحداث كان المغدور السبعيني يسكن هانئا بعيشة بمنزله في منطقة ام اذينة، وبرفقته خادمته المغدورة بينما يقيم باقي افراد عائلته في دولة الامارات العربية ويزوروه بين الفينة والأخرى أبناء شقيقته الشاهدان، وكانت لديه امرأة تحضر الى منزله لإعداد الطعام مقابل الأجر، وأراد المغدور استبدالها بأخرى فقام بنشر إعلان على موقع الكتروني يطلب فيه إمراة لاعداد الطعام (طباخة) مقابل راتب شهري وذيل ذلك الإعلان برقم هاتفه ، وما كان يدري انه ينعي نفسه بإعلانه هذا ، اذ ما وقعت اعين الشقيقتان على هذ الإعلان حتى قامت احداهما بالاتصال مع المغدور.
ومن خلال تلك المكالمة الهاتفية علمت المتهمتان بان المغدور طاعن في السن وانه يسكن برفقة خادمته الفلبينية ولا ثالث لهما،ووجدا ان محاولتهما الاجرامية ستنجح في هذه المرة اذ ان ظروف عيش المغدور مناسبة لجرائمهما ، وبقي امامهما فقط التأكد من ثراء المغدور وذلك لا يتم الا بالمعاينة الحسية من خلال زيارة منزل المغدور، وبالفعل قامت احداهما بالترتيب مع المغدور للحضور الى منزله بحجة معرفة تفاصيل العمل ومكانه وتم الاتفاق على ان يكون يوم 20-1-2017 موعدا للزيارة، حيث قامت الشقيقتان بالتوجه الى منزل المغدور ودخلت المشتكى عليها ابتداء وبقيت احدى الشقيقتين خارجا بانتظار مكالمة او رسالة من المتهمة ، وعرفتا تفاصيل العمل ونمط حياة المغدور وتأكدتا من عدم وجود اي شخص يساكنه باستثناء خادمته، وقامت بالتجول في المنزل واثناء تجولهما شاهدتا خزنه قاصة كبيرة الحجم في غرفة نوم المغدور ، وفي تلك اللحظة قررتا الاستماتة في سبيل الحصول على المال المتوقع داخل هذه الخزنه وغادرتا المنزل تحملان معهما خطة اجرامية سعيا الى ان تكون محكمة، وأخذتا وعلى مدى رقابة الأسبوعين تفكران في كيفية تنفيذ جريمتهما ووسائلها وموعدها والإجراءات الواجب اتخاذها عقب التنفيذ لاخفاء أي اثر يذكر يدل عليهما .
وكانتا خلال تلك الفترة على تواصل مع المغدور لإشغاله وإيهامه باستعدادهما للعمل من خلال احدى الشقيقتين، حتى لا تفوتان الفرصة ويقوم المغدور بإحضار طباخه غيرهما، وفي نهاية الأمر توصلتا الى ضرورة قتل المغدور وخادمته والاستيلاء على أمواله التي في الخزنة وطمس الأدلة بإحراق منزله وكان موعد التنفيذ بتاريخ 5-2-2017 وقبل هذا الموعد بيومين او ثلاثة قامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي كانت قد تعرفت عليه في احدى المرات ، وطلبت منه الحضور الى منزلها بحجة ان ينقلها الى احد الأماكن ولدى حضور الشاهد المذكور قامت احداهما بالركوب معه وطلبت منه الذهاب بها الى احد مطاعم الوجبات السريعة وقامت بشراء الطعام ومن ثم وفي طريق عودتها الى منزلها طلبت من الشاهد التوقف بالقرب من احدى محطات الوقود لتعبئة كاز، وقد استهجن الشاهد طلبها وسألها عن حاجتها بالكاز فأخبرته كذبا بأنها تريد وضعه في مدفاة كاز في منزلها على الرغم من عدم وجود مثل هذه المدفأة في المنزل.
وقام الشاهد بتنفيذ رغبتها غير قانع بإجابتها ومن ثم أوصلها الى منزلها ، وبتاريخ 5-2-2017 قامت احدى الشقيقتان بالاتصال مع المغدور وأخبرته بأنها ستقوم بالحضور اليه للاتفاق على العمل لديه كطباخة وتم تحديد الموعد بان يكون قرابة الخامسة والنصف مساء، وبالفعل قامت المشتكى عليهما بالذهاب الى منزل المغدور بعد ان أخذت إحداهما الكاز الذي قامت بشرائه مسبقا ودخلتا منزل المغدور الذي قام باستقبالهما واعد لهما القهوة من خلال خادمته المغدورة كما قدم لهما الشوكولاته وأثناء ذلك قام المغدور بالدخول الى غرفة نومه لسبب لم يتبين وعندها اشارت الشقيقتان لبعضهما باشارة لبدء التنفيذ لجريمتهما النكراء .
وكانت كل منهما تحمل أداة راضه لم يتمكن التحقيق من معرفتها ولحقا بالمغدور في غرفة نومه وبغفلة منه قامتا بضربه ضربات متتالية وقوية على رأسه والذي حاول جاهدا الدفاع عن نفسه بالإمساك بشعر احداهما الا ان ضرباتهما كانت اقوى من مقاومة، وتمكنتا منه حيث سقط وقد فارق الحياة.
وفي هذه الاثناء كانت الخادمة قد حضرت من فورها على صراخ المغدور الا ان الشقيقتين وبذات الأدوات الراضة قامتا بضربها على رأسها والتي حاولت الهرب من باب المطبخ إلا أنهما لحقتا بها وقامت إحداهما بأخذ سكين المطبخ وطعنتها عدة طعنت في خاصرتها، الا أن المغدورة قامت بالهرب باتجاه غرف النوم الداخلية ولحقت المتهمتان بها وقامتا بإلقائها أرضا وتثبيت رأسها على الأرض وضربها عدة ضربات بقوة على رأسها الى ان خرج دماغها من رأسها وفارقت الحياة.
ومن ثم قامتا بالدخول الى غرفة النوم ونزعتا بنطلون المغدور الذي كان يرتديه ويضع فيه محفظته وأخذتا مبلغ 700 دينار وقامتا بمحاولة خلع الخزنة الحديدية بعد ان قامتا بدفعها باتجاه السرير إلا انهما فشلتا في فتحها وبعد ذلك قامت احدهما بارتداء بنطلون من داخل احدى غرف النوم فوق بنطالها وفعلت كذلك المتهمه الأخرى وذلك لاخفاء دماء المغدورين التي تلطخت به ملابسهما ومن ثم اخذتا هاتف المغدور وإشعال النار بعد سكب الكاز لاخفاء جميع الأدلة من خلفهما وغادرتا المنزل ،وفي الطريق قامتا بالقاء هاتف المغدور وذهبتا الى منزلهما وهناك قامت احداهما بخلع البنطال كذلك الأخرى الذي لبستاه ممن شقة المغدور والقيا بهذه الملابس في احدى الحاويات، وقامتا بتسليم الشقة المفروشة لحارس العمارة التي تسكنان بها.
وقامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي تعرفه من السابق منتصف ليلة الجريمة لكي يقوم بتأمينها وشقيقتها بمنزل والذي رفض الحضور الا ان احدى المتهمتان اتصلت مع سائق التاكسي المذكور سابقا والشاهد في القضية وطلبت منه نقلهما الى الرصيفة وقامتا بالذهاب الى منزل صديقة لهما وأمضيتا ليلتهما في منزلها دون ان يخبراها بجريمتهما .
وفي اليوم التالي ونتيجة استدلال رجال الشرطة على مكان وجودهما قامتا بالهرب من منزل الشاهدة الى منزل والدتهما في مخيم الزرقاء، وبذات اليوم قامت احداهما بأخذ بطاقة الصراف الالي الخاصة بشقيقتها المتهمة وكانت تحل معها المبلغ المسروق 700 دينار وقامت بإيداعه ومن ثم ومباشرة سحب المبلغ مرة أخرى وذلك بهدف تبديل أوراق النقد من اجل طمس الأدلة المادية على تلك الأوراق والتي تعود للمغدور، ومن أجل عدم تتبع تسلسل ارقام النقدية ومن ثم عادت الى شقيقتها المتهمه في منزل والدتها وبذات اليوم تم القاء القبض عليهما واستجوابهما حيث انكرتا الجرم المرتكب من قبلها ابتداء.
إلا انه وبعد ممارسة الاستجواب القانوني عليهما من حيث مواجهتهما بالادلة المادية ومناقشتهما مناقشة تفصيلية اعترفتا بالجرائم المسندة اليهما