ورقه سياسات وطنية لتعزيز مرونة سلاسل الإمداد والمخزون في الأردن   |   الدكتور زياد الحجاج: المونديال ليس فرحة عابرة… بل اختبار جاد لجدّية الدولة في حماية أحلام شبابها وتحويل الإنجاز إلى مشروع وطني شامل   |   الحاج توفيق يثمّن فوز الأردن بأربع جوائز عربية للتميّز الحكومي   |   الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024   |   الدكتور وائل عربيات يوجّه رسالة مؤثرة يدعو فيها إلى صون المشروع الهاشمي وحماية الوطن   |   إنهاء الصراع العربي الأسرائيلي أو استمراره بيد الإدارة الأمريكية   |   سماوي يلتقي سلامة ولحود ويبحثان سبل التوأمة بين مهرجان جرش والمهرجانات اللبنانية   |   اللجنة التنفيذية لشؤون التربية والتعليم في 《الميثاق الوطني》تصدر توصيات حول نظام الثانوية العامة الجديد (نظام الحقول   |   شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة   |   البنك الأردني الكويتي يختتم المرحلة الاولى من برنامج CareArabia لدعم قطاع الحضانات في الأردن   |   فعالية رياضية نوعية تشعل أجواء الحماس في جامعة فيلادلفيا   |   مذكرة تفاهم بين الضمان الاجتماعي والبوتاس العربيّة لتنظيم إجراءات تسديد الاقتطاعات المستحقة من رواتب المتقاعدين   |   ACY Securities تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة وتؤكد دورها في تطوير الأسواق المالية الأردنية والإقليمية   |   أمام مكتب دولة رئيس الوزراء د. جعفر حسان طلبة أردنيون في هنغاريا يناشدون إنشاء مكتب مبعوث ثقافي لمتابعة شؤونهم   |   الضمان من فندق 《عمرة》إلى مدينة 《عمرة》.. هل يتحقق الأمل.؟   |   جهود الإعلام الأردني تعزز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع   |   زين تُضيء مبانيها باللون البنفسجي احتفاءً باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة   |   الفوسفات يتصدر النشاط قيمةً والاتصالات الأردنية حجمًا ببورصة عمّان   |   مؤسسات المجتمع المدني وتحقيق مستهدفات التحديث الاقتصادي   |   وزارة السياحة والآثار وأورنج الأردن تختتمان هاكاثون الحلول الرقمية في القطاع السياحي للأشخاص ذوي الإعاقة وتكرمان الفائزين   |  

  • الرئيسية
  • نكشات
  • باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر

باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر


باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر
الكاتب - زينب
كتب باسل العكور - 
 
لم ينل الانحباس القيمي في العام المنصرم من جذوة ايماننا بمهنة الصحافة، وذلك رغم انحسار المد الخبري وطغيان الفبركات والانتقائية والفهلوة الصحفية. لم نشك ليوم واحد ان الناس قادرون على الفرز وتمييز السمين، الا ان المشهد الاعلامي حالك السواد لم يتغير، فتبددت الرهانات، وخسر الممسكون على جمر المهنية جولة اخرى (عام اخر من العنت وضنك العيش).
 
مهنة الصحافة تعاني، والعاملون فيها يدفعون كلفة تضييق الهوامش وسطوة السلطات وانتهازية الادارات وضعف الامكانات والاصطفافات السياسية المقيتة والتخندق والعسكرة، ناهيك عن ضعف البنى النقابية وحساباتها الشخصية الضيقة، الامر الذي دفع الجمهور الى الهجرة نحو السوشيال ميديا، المكان الذي تلاحقه في بلادنا سياط السلطة ايضا ، سعيا منها لادخاله بيت الطاعة العمياء ، وتهديد حق النقد المباح على نحو غير مسبوق.
 
كم من المرات نضطر كصحفيين لنسأل انفسنا ذات الاسئلة الصعبة ،الى متى سنظل قادرين على الاستمرار؟ لماذا يزداد وضعنا سوءا رغم اننا اتخذنا القرارات المهنية الصحيحة والخيارات الاخلاقية الصائبة؟ هل نغير مهنتنا بعد كل هذه السنوات من التعب؟، وفي كل سنة نقول، هي كلف ندفعها بسعادة ما دمنا قادرين على تأمين الحد الادنى من متطلبات العيش الكريم، ولكن من يضمن ان يظل الحال على ما هو عليه في قادمات الايام، ونحن نشهد هذا الحجم من التداعي والتراجع المهني، وتعاظم قبضة السلطة وسيطرتها على مصادر او مفاتيح البقاء والاستمرار؟!
 
حكومتنا انقذت ثلاثا من الصحف الورقية من خلال الاعلانات القضائية، وتركت البقية الباقية يتهددها خطر الاغلاق وتسريح جميع العاملين فيها، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد ، فمن جهة تخرج بهذه الخطوة غير المنصفة ستة صحف على الاقل من المشهد، ومن جهة ثانية تربط خيوط الثلاث الكبار بكفها، لتضبط ايقاعهم على النحو الذي تشتهيه اذن صناع القرار، تلك العصبة التي باتت تحكم البلاد بالحديد و السيطرة على مصادر التمويل .
 
في العام ٢٠١٨ اضيف تلفزيون جديد الى الجوقة (تلفزيون المملكة)، حيث دفع المواطنون كلفة تخيلات وتخرصات وافتراضات منفصلة عن الواقع لاحد النافذين في دوائر صنع القرار، فخرج مولود لا فقاري بلا هوية ولا قيمة مضافة، الاذاعات المحلية تعاني هي الاخرى، زحمة وهواء مفتوح على مصراعيه للهواة و الكلام الفارغ وما يطلبه المستمعون، اما الصحافة الالكترونية فترزح تحت وطأة التشريعات السالبة للحرية والممارسات الرسمية المقيدة ،ومحالات التضيق المالي الممنهج، الى جانب الاشكالات الذاتية المتعلقة بتواضع الاداء المهني لعدد كبير منها، ناهيك عن الاهمال النقابي الذي يتزامن مع شهية مفتوحة للجباية وتعويض نقص عوائدها المالية بعد تفاقم ازمة الصحف الورقية. وحتى لا نأخذ الصالح في عروى الهابطين بالمهنة فهناك استثناءات، وحالات صمود نوعية، ولكنها جميعا تعاني من الحصار و تسرب الامل والدافعية ..
 
السلطات في العالم الثالث لا تفكر بجوهر المشكلات، لا تفكر بالاسباب التي دفعت الناس للنزول الى الشارع، لا تتدارس اسباب تفاقم الازمة الاقتصادية في بلدانها، لا تبحث في اسباب تفشي الفساد وتغلغله في مسامات مجتمعاتها، فجل اهتمامها ينصب على التغطيات الصحفية للحراكات، لارتفاع سقف الشعارات والمطالبات، للازمة الاقتصادية ،للفساد الذي اتى على الاخضر واليابس، تريد ان تسكِت الاعلام وتخرِس الافواه وتكسِر الاقلام، حتى لا ينكشف تواطؤها ومشاركتها في ما آلت اليه الاحوال.
 
الصحفيون يقرعون الاجراس، يحملون مشاعل المعرفة والحرية والحقيقة، يحذرون من المآلات والعواقب، ولكن يبدو ان هذه الاصوات تزعج اسماع صناع القرار الذين يفضلون المديح المفرط والتطبيل والتزمير، للاسف ساستنا لا يدركون ان الصحافة هي بمثابة منظومة انذار مبكر تكشف علامات تدهور الحالة العامة، وتدق نواقيس الخطر قبل الوقوع في المحذور.
 
 
لنودع -والحالة بهذا البؤس- مع بداية العام الجديد، الصحافة المستقلة، التي اُجهز عليها تماما، وذلك بعد ان تلاشت الامال بنهضة تعيد الاعتبار لمهنة الصحافة، لنعترف اننا هزمنا، اننا خسرنا حربنا ضد قوى الفساد والاستبداد، وهي خسارة موجعة ومؤلمة وقاسية، ولكنها غير مميتة…