سامسونج للإلكترونيات تكشف عن تقنية Samsung Vision AI وابتكارات جديدة لشاشاتها خلال مشاركتها في First Look 2025 على هامش معرض CES 2025   |   جلسة نقاشية هامة لمكافحة الهجرة《 غير المشروعة》 تجمع لجان المرأة الوطني الأردني   |   الدكتور محمد خريس .. مستشفى الكندي .. شكرا لكم   |   كلمة بطرك الروم الأرثوذكس كيريوس ثيوفيلوس الثالث في قداس عيد الميلاد   |   سامسونج توسع رؤية 《الذكاء الاصطناعي للجميع》 في 2025 CES لتقديم الذكاء الاصطناعي في كل يوم وفي كل مكان   |   صفوة الإسلامي والبريد الأردني يوقعان اتفاقية استراتيجية لتعزيز الخدمات المالية   |   أورنج الأردن تستقبل العام الجديد بتنفيذ سلسلة من التعيينات الإدارية والتغييرات التنظيمية   |   إطلاق مبادرة 《التفريغ الآمن》 ومؤتمر طبي لتحسين رعاية مرضى الأمراض المزمنة   |   [دعوة] Galaxy Unpacked كانون الثاني 2025: نقلة نوعية في تجارب الذكاء الاصطناعي على الهواتف المحمولة   |   صدر حديثاً الكتاب الخامس للدكتور زياد العرجا   |   《المشهد الثقافي 2024》يواصل حضوره ويحتفي باليوبيل الفضي   |   البوتاس العربية وألبامارل الأمريكية تعلنان عن مشروع توسع في 《برومين الأردن》   |   سامسونج و《Instacart》 تتعاونان لتقديم تجربة مطبخ متطورة بتقنيات مبتكرة   |   كيا الأردن》 تتصدر قائمة رضى الزبائن عن خدمات ما بعد البيع لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم   |   1.366 مليار دينار صادرات تجارة عمان العام الماضي   |   وفد اقتصادي أردني يزور الإمارات   |   مركز زين للرياضات الإلكترونية Zain eSports Jo.. تطوير مُستمر ومُساهمات فاعلة لتنمية القطاع   |   الحياري: المصفاة تعيد تعبئة 35 مليون أسطوانة غاز منزلي خلال العام 2024   |   محمود أيوب في سطور   |   الخطوة الأولى نحو تجربة ذكاء اصطناعي متكاملة   |  

  • الرئيسية
  • نكشات
  • باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر

باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر


باسل العكور يكتب: هزيمة الاعلام المستقل ليست انتصارا للسلطة.. ادارة لشؤون البلاد دون منظومة انذار مبكر
الكاتب - زينب
كتب باسل العكور - 
 
لم ينل الانحباس القيمي في العام المنصرم من جذوة ايماننا بمهنة الصحافة، وذلك رغم انحسار المد الخبري وطغيان الفبركات والانتقائية والفهلوة الصحفية. لم نشك ليوم واحد ان الناس قادرون على الفرز وتمييز السمين، الا ان المشهد الاعلامي حالك السواد لم يتغير، فتبددت الرهانات، وخسر الممسكون على جمر المهنية جولة اخرى (عام اخر من العنت وضنك العيش).
 
مهنة الصحافة تعاني، والعاملون فيها يدفعون كلفة تضييق الهوامش وسطوة السلطات وانتهازية الادارات وضعف الامكانات والاصطفافات السياسية المقيتة والتخندق والعسكرة، ناهيك عن ضعف البنى النقابية وحساباتها الشخصية الضيقة، الامر الذي دفع الجمهور الى الهجرة نحو السوشيال ميديا، المكان الذي تلاحقه في بلادنا سياط السلطة ايضا ، سعيا منها لادخاله بيت الطاعة العمياء ، وتهديد حق النقد المباح على نحو غير مسبوق.
 
كم من المرات نضطر كصحفيين لنسأل انفسنا ذات الاسئلة الصعبة ،الى متى سنظل قادرين على الاستمرار؟ لماذا يزداد وضعنا سوءا رغم اننا اتخذنا القرارات المهنية الصحيحة والخيارات الاخلاقية الصائبة؟ هل نغير مهنتنا بعد كل هذه السنوات من التعب؟، وفي كل سنة نقول، هي كلف ندفعها بسعادة ما دمنا قادرين على تأمين الحد الادنى من متطلبات العيش الكريم، ولكن من يضمن ان يظل الحال على ما هو عليه في قادمات الايام، ونحن نشهد هذا الحجم من التداعي والتراجع المهني، وتعاظم قبضة السلطة وسيطرتها على مصادر او مفاتيح البقاء والاستمرار؟!
 
حكومتنا انقذت ثلاثا من الصحف الورقية من خلال الاعلانات القضائية، وتركت البقية الباقية يتهددها خطر الاغلاق وتسريح جميع العاملين فيها، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد ، فمن جهة تخرج بهذه الخطوة غير المنصفة ستة صحف على الاقل من المشهد، ومن جهة ثانية تربط خيوط الثلاث الكبار بكفها، لتضبط ايقاعهم على النحو الذي تشتهيه اذن صناع القرار، تلك العصبة التي باتت تحكم البلاد بالحديد و السيطرة على مصادر التمويل .
 
في العام ٢٠١٨ اضيف تلفزيون جديد الى الجوقة (تلفزيون المملكة)، حيث دفع المواطنون كلفة تخيلات وتخرصات وافتراضات منفصلة عن الواقع لاحد النافذين في دوائر صنع القرار، فخرج مولود لا فقاري بلا هوية ولا قيمة مضافة، الاذاعات المحلية تعاني هي الاخرى، زحمة وهواء مفتوح على مصراعيه للهواة و الكلام الفارغ وما يطلبه المستمعون، اما الصحافة الالكترونية فترزح تحت وطأة التشريعات السالبة للحرية والممارسات الرسمية المقيدة ،ومحالات التضيق المالي الممنهج، الى جانب الاشكالات الذاتية المتعلقة بتواضع الاداء المهني لعدد كبير منها، ناهيك عن الاهمال النقابي الذي يتزامن مع شهية مفتوحة للجباية وتعويض نقص عوائدها المالية بعد تفاقم ازمة الصحف الورقية. وحتى لا نأخذ الصالح في عروى الهابطين بالمهنة فهناك استثناءات، وحالات صمود نوعية، ولكنها جميعا تعاني من الحصار و تسرب الامل والدافعية ..
 
السلطات في العالم الثالث لا تفكر بجوهر المشكلات، لا تفكر بالاسباب التي دفعت الناس للنزول الى الشارع، لا تتدارس اسباب تفاقم الازمة الاقتصادية في بلدانها، لا تبحث في اسباب تفشي الفساد وتغلغله في مسامات مجتمعاتها، فجل اهتمامها ينصب على التغطيات الصحفية للحراكات، لارتفاع سقف الشعارات والمطالبات، للازمة الاقتصادية ،للفساد الذي اتى على الاخضر واليابس، تريد ان تسكِت الاعلام وتخرِس الافواه وتكسِر الاقلام، حتى لا ينكشف تواطؤها ومشاركتها في ما آلت اليه الاحوال.
 
الصحفيون يقرعون الاجراس، يحملون مشاعل المعرفة والحرية والحقيقة، يحذرون من المآلات والعواقب، ولكن يبدو ان هذه الاصوات تزعج اسماع صناع القرار الذين يفضلون المديح المفرط والتطبيل والتزمير، للاسف ساستنا لا يدركون ان الصحافة هي بمثابة منظومة انذار مبكر تكشف علامات تدهور الحالة العامة، وتدق نواقيس الخطر قبل الوقوع في المحذور.
 
 
لنودع -والحالة بهذا البؤس- مع بداية العام الجديد، الصحافة المستقلة، التي اُجهز عليها تماما، وذلك بعد ان تلاشت الامال بنهضة تعيد الاعتبار لمهنة الصحافة، لنعترف اننا هزمنا، اننا خسرنا حربنا ضد قوى الفساد والاستبداد، وهي خسارة موجعة ومؤلمة وقاسية، ولكنها غير مميتة…