ورشة حوارية حول الحكم المحلي في مركز شباب المزار الشمالي النموذجي   |   《الفوسفات - البوتاس》.. لقاء العمالقة   |   السياحة تعيش على الصورة والاعلام هو من يصنعها او يشوهها   |   إطلاق معسكر الشباب والأمن والسلام في مركز شابات جديتا   |   محافظ جرش: 95% نسبة إشغال المنشأت السياحية خلال مهرجان جرش   |   المدرج الجنوبي يتحول إلى سماءٍ من نجوم   |   《إلى أين؟》.. عرض ليبي يُجسّد القلق الوجودي ضمن مهرجان المونودراما العربي في جرش 39   |   اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين   |   جوزيف عطية وملحم زين في ليلة لبنانية في مهرجان جرش   |   نجوم الطرب الأردني يضيئون مسرح أرتميس في جرش   |   ختام معسكر سواعد الإنقاذ في مركز شابات ماركا    |   《اختتام دورة استراتيجيات الطهي وتخطيط الوجبات في مركز شابات الطيبة》   |   اختتام معسكر 《النشاط الرياضي والبدني》 في مركز باب وشابات سهل حوران المدمج   |   سامسونج تطلق تحديث واجهة 《One UI 8 Watch》على 《Galaxy Watch Ultra》   |   الجمود السياسي والصحي في فرنسا يمنع تبني البدائل الفعالة والحلول المبتكرة ويفاقم أزمة التدخين   |   تحفيز قاطرة النمو بقيادة القطاع الخاص   |   جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في لواء غرب إربد   |   ورشة تدريبية حول كتابة السيرة الذاتية في مركز شباب وشابات كفر الماء المدمج   |   فعاليات متنوعة على الساحة الرئيسية تجمع بين التراث والفن المعاصر في رحاب جرش   |   الليلة الأردنية.. لمسة وفاء على روح الفنان زياد الرحباني   |  

(لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)


(لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)
الكاتب - بقلم سمية الحاج عيد

بقلم سمية الحاج عيد

(لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)

 

على مدى قرنٍ من الزمان كانت الدولة الأردنية حريصه ببناء وطن ومصالح وثروات و كانت ابرز تلك الثروات هو إرثً الانسانية ،وبذلك كانت تُرسل جوهر رسالتها للعالم ،أن الأردن بيت دافئ احتضن الملهوفين، وملاذاً آمناً مُشرع القلب والأبواب، وواحةٌ للتسامح لا تعرف معناً للمفردات التعصبيه كالعنصرية والطائفية والاختلاف فلم تولد تلك المصطلحات من ضمن قاموسها. 

 

فقد استقبل الأردن بكل محبة وترحاب موجاتٍ متعاقبةً من الأشقاء والأصدقاء الباحثين عن أمانٍ فُقد في أوطانهم، فكان لهم أكثر من وطن وأدفأ من بيت و ظل البابُ مفتوحًا، والقلبُ كبيرًا، والحضن يزداد اتساع مع كل زائر جديد.

هذا هو إرث الأردن وهذه هي رسالة الهاشميين التي تُقرأ على رؤوس جباله الشامخة وتُسطر في حاراته ومدنه وقراه 

هُنا كتبنا بكل فخر 

(لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)

فكان الناس بكل ألوانهم للإردنين والأردنيات اخواناً

 

 

هذا الإرث الإنساني العظيم هو الثروة الحقيقية التي بناها الأردن. ثروةٌ لا تُقاس بالمال والطوب والموارد بل بالثقة الدولية، وبسمعةٍ جعلته شاهدًا على أن الاستقرار ممكنٌ في أصعب الظروف. وكيف لا، وقد حوَّل التحديات إلى جسورٍ للتواصل، والإنسان إلى محورٍ للسلام؟  

 

وهنا يأخذنا الحديث عن مهرجان جرش ، الوجه الناصع لهذه الروح  

ليست حفلاتٍ غنائيةٍ تحت أعمدة الرومان، بل هي سياسة خطاب الأرواح والقلوب حين تتحدث بلغة الفن. 

هنا بين حجارة التاريخ يجلس العالم على مقعد واحد على حجر حمل الآلاف على مر السنين من فنانين وشعراء ومثقفين وموهوبين، ثم من الساعين نحو السلام والحرية ،المترنمين على انغام المحبة و التآلف 

ثقافاتٌ متنوعة، وألوانٌ إنسانيةٌ تجتمع في فضاءٍ واحد. إنه مسرحٌ حيٌّ يقول: الأردن كان وما زال جسرًا للحضارات، وحاضنًا للإبداع، وصوتًا للتعايش.

  

وها نحن نُخبر العالم مرة بعد مرة أن هذه الأرض الطيبة حملت تاريخًا من العطاء، ترفض أن تكون ساحةً للصراع، وتصرّ أن تكون مساحةً للحوار، فالفن هنا يصافح الإنسانية، والتراث يصافح الحداثة، والأردن يقدم نفسه كما هو، قلبٌ مفتوحٌ وباب مُشرغ في زمنِ الأبواب الموصدة .

 

حين ترى أضواء المهرجان تنير آثار جرش، تذكَّر أنها شموعٌ تضيء مئة عامٍ من الكرم، والثبات، والإيمان وتذكر بأن السلام يبدأ من احتضان الإنسان. هذه رسالة الأردن الخالدة، وهذا هو جوهر مهرجانه الأثير.

فالان كل العالم يعرف أن الأردن هو بلد الامن والامان