《جورامكو》 تعزز شراكتها مع 《PPG》 باتفاقية جديدة لضمان إمدادات مواد الطلاء والمواد العازلة   |   《طلبات مارت》 تضاعف متعة وقيمة التسوق مع جوائز نقدية قيّمة خلال النصف الثاني من شهر شباط   |   أورنج الأردن تشارك فيديو يسلط الضوء على أهم فعالياتها لشهر كانون الثاني   |   الاردن.. فاقدون لوظائفهم في وزارة التربية (أسماء)   |   الأردن.. مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء (أسماء)   |   الأردن.. بدء خماسينية الشتاء في 30 كانون الثاني وتستمر حتى 20 آذار   |   توقيع مذكرة تفاهم في وزارة العمل لتسهيل انتقال العمالة غير الأردنية في قطاع الإنشاءات   |   مجموعة فنادق هيلتون العالمية تفتتح فندق سيغنيا من هيلتون عمّان في الأردن ليكون أول فنادق علامة سيغنيا التجارية على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا   |   نتورك إنترناشيونال الأردن توقع اتفاقية شراكة استراتيجية مع محفظة UWallet الرائدة لدعم التحول الرقمي في القطاع المالي   |   عشيرة آل حداد في المملكة الأردنية الهاشمية وبلاد المهجر   |   أورنج الأردن تطلق تطبيق Max it المتكامل لأول مرة في المملكة، لتعزيز الريادة الرقمية... تطبيق واحد لكل شي   |   سامسونج تتصدر تصنيف YouGov لأفضل العلامات التجارية العالمية لعام 2025   |   سياسة الحد من المخاطر المبتكرة.. هل تقدم السويد مفتاح نيجيريا لمستقبل أكثر أمانا؟   |   انضمام مساهمين استراتيجيين جدد لشركة مدفوعاتكم   |   احتلال ترامب لغزة هاشم   |   بيان عشائر الكساونة في الأردن وفلسطين وبلاد الشتات   |   تجارة عمان:إنجاز 330 ألف معاملة بخدمة المكان الواحد العام الماضي 2024   |   شركة توزيع الكهرباء: إصلاح جميع الأعطال خلال المنخفض الجوي بنسبة 100%    |   أسرة عمان الاهلية تُجدّد الولاء في ذكرى يوم الوفاء والبيعة   |   بمناسبة احتفالاتها باليوبيل الذهبي.. دائرة المكتبة الوطنية تنظم مؤتمرها الدولي الأول   |  

استراتيجية التوازن الجيوسياسي


استراتيجية التوازن الجيوسياسي
الكاتب - الاستاذ الدكتور اخليف الطراونة

ـ

 استراتيجية التوازن الجيوسياسي

الاستاذ الدكتور اخليف الطراونة 

في ظل التحولات العميقة التي يشهدها النظام الدولي وخصوصًا بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية؛ يجد الأردن نفسه أمام معادلة معقدة تفرض عليه إعادة تقييم خياراته الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصًا مع تصاعد الخطاب السياسي المتشدد في الولايات المتحدة وإمكانية عودة سياسات الضغط الأحادي التي قد تعيد تشكيل العلاقة بين واشنطن وحلفائها التقليديين.

 

إن واقع الاعتماد المتزايد على المساعدات الغربية، لا سيما الأميركية، يجعل الأردن عرضة لتقلبات السياسة الخارجية للدول الكبرى، وهو ما يستدعي تبني نهج جديد يقوم على تنويع الشراكات الدولية، ليس كبديل لأي تحالف قائم، ولكن كاستراتيجية تضمن استقلالية القرار الوطني؛ وتحفظ المصالح الأردنية على المدى البعيد.

 

إن التوجه نحو قوى اقتصادية ناشئة، مثل الصين والهند، إلى جانب تعزيز التعاون مع روسيا، يفتح آفاقًا جديدة للأردن في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا. فالصين، التي تقود مشروع «الحزام وطريق الحرير»، يمكن أن تمثل شريكًا رئيسيًا في تطوير شبكة النقل والخدمات اللوجستية، ما يعزز مكانة الأردن بوصفه محورًا تجاريًا إقليميًا. كما أن الهند، بقدراتها التكنولوجية المتقدمة، توفر فرصًا استراتيجية في قطاع الاقتصاد الرقمي والصناعات التقنية، بينما يتيح التعاون مع روسيا إمكانية تنويع مصادر الطاقة وتعزيز القدرات الدفاعية دون الارتباط المطلق بشريك واحد. إن هذا الانفتاح على الشرق لا ينبغي أن يُقرأ بوصفه خروجًا من عباءة التحالفات التقليدية، وإنما هو تعبير عن نهج متزن يسعى إلى خلق تعددية في الخيارات بما يحقق المصلحة الوطنية الأردنية بعيدًا عن الإملاءات السياسية أو الضغوط الخارجية.

 

على الرغم من الفرص التي يوفرها هذا التوجه، لا يمكن تجاهل التحديات المرتبطة به. فالولايات المتحدة تظل الشريك الأمني والاقتصادي الأهم للأردن، والاتحاد الأوروبي يمثل رافدًا رئيسيًا للاستثمارات والتعاون التنموي. وعليه؛ فإن أي تحول مفاجئ في مسار العلاقات قد يُعرّض الأردن لضغوط سياسية واقتصادية غير محسوبة العواقب.

 

ومن هنا، فإن التعامل مع هذه المعادلة يتطلب دبلوماسية دقيقة تقوم على التوازن الدقيق بين تعزيز الانفتاح على القوى الصاعدة، مع الحفاظ على علاقات قوية مع الشركاء التقليديين، وهو ما يستوجب خطابًا سياسيًا عقلانيًا يوضح أن تنويع الخيارات لا يعني التخلي عن التحالفات، بل هو استجابة طبيعية لتغيرات المشهد الدولي.

 

إن الأردن، بحكم موقعه الجغرافي ودوره الإقليمي وقيادته الحكيمة، يمتلك القدرة على إعادة تعريف علاقاته الدولية بما يحقق الاستقلالية دون الدخول في مواجهات غير ضرورية. فمن خلال تعزيز دوره باعتباره محورًا استراتيجيًا في المنطقة، والانخراط بفاعلية في المبادرات الاقتصادية العابرة للقارات، يمكنه أن يتحول إلى نقطة تلاقٍ بين الشرق والغرب بدلًا من أن يكون عالقًا بين الضغوط المتعارضة للقوى الكبرى.

 

وفي هذا السياق، فإن بناء تحالفات اقتصادية وتجارية متنوعة من شأنه أن يمنح الأردن مساحة أكبر للمناورة، ويقلل من اعتماده على مصدر واحد للمساعدات أو الاستثمارات.

 

ليس المطلوب اليوم الانحياز إلى محور ضد آخر، وإنما التحرك وفق رؤية وطنية تحقق أعلى قدر من المكاسب مع أقل قدر من المخاطر. فالعالم لم يعد أحادي القطبية، والسياسات المبنية على الاصطفافات الصارمة لم تعد تخدم الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تحتاج إلى تعددية في خياراتها للحفاظ على استقلالية قرارها. وبذلك، فإن تبني سياسة التوازن والانفتاح الذكي على مختلف القوى الدولية يمثل خيارًا استراتيجيًا يضمن للأردن تحقيق مصالحه الوطنية في بيئة عالمية تتسم بالديناميكية وعدم اليقين، وهذا باعتقادي ما تقوم به الحكومة الأردنية. ــ الراي