برعاية صاحبة السموّ الملكي الأميرة ريم علي ... انطلاق برنامج 《تعزيز وبناء القدرات العربية في الإعلام العلمي》بمعهد الإعلام الأردني    |   جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي في إربد   |   جرش 39.. ثقافة الحياة في وجه الموت   |   《انطلاق معسكر 》النشاط الرياضي والبدني《 في مركز شباب دير أبي سعيد النموذجي 》   |   سفير جمهورية السودان في الأردن 《سوار الذهب》يوضح أهمية و تفاصيل مشاركة بلاده بمهرجان جرش 2025 – فيديو   |   معسكر صحي 《توعية حول الإسعافات الأولية 》 في مركز شابات الوسطية   |   جلسة توعوية لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الشباب في مركز شباب الشيخ حسين.   |   منتدى التواصل الحكومي يستضيف المدير التنفيذي لمهرجان جرش   |   مهرجان جرش ٣٩: من 《الوعد》إلى 《المجد》… حين تنهض أفروديت من تراب الأردن   |   《صوت الأردن》عمر العبداللات نجم 《مهرجان جرش》 لهذا العام   |   بمناسبة مهرجان جرش دعونا نشتم ايمن سماوي والمهرجان    |   انطلاق دورة الفوتوشوب لتصميم فيديو الألعاب في مركز شابات جديتا   |   انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في شابات لواء الجيزة   |   الابتكارات التي أسهمت في تطوير أنحف وأرقى أجهزة سامسونج القابلة للطي على الإطلاق   |   اختتام بطولة تنس الطاولة في مركز شباب أم الرصاص   |   انطلاق معسكر التجارة الإلكترونية في مركز شباب لواء الجيزة   |   انطلاق دورة تدريبية في اللغة العربية في مركز شابات المزار الشمالي   |   اختتام فعاليات معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب وشابات كفر الماء المدمج   |   خالد المطلق من السعودية: مزيج فني بين الخط العربي والفن التشكيلي   |   الحبيب بيده... من تونس الخضراء إلى عمان   |  

التعليم التقني والمهني وآفاقهما الجديدة


التعليم التقني والمهني وآفاقهما الجديدة
الكاتب - الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي*

 التعليم التقني والمهني وآفاقهما الجديدة

• الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي*

  في ردها على كتاب التكليف السامي تعهدت حكومة الدكتور جعفر حسان بمواصلة العمل على تطوير التعليم وتحديثه، كونه عملية يجب أن تواكب التطورات العالمية ومستقبل المهن، ومن الضروري العمل على أن نراعي مواءمتها مع احتياجات أسواق العمل.

      ولعل التركيز على جانب التعليم التقني والمهني هو أبرز المحاور التي تتطلبها مرحلتنا المقبلة، وهذا ما شددت عليه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في رؤيته للتحديث السياسي والإداري والاقتصادي العابرة للحكومات، أي أن أولوية الحكومة يفترض أن تنصب على محاربة البطالة، وتوفير فرص عمل مستدامة، مع ضرورة استمرارية تطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني، وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة لتلبية متطلبات سوق العمل، وتغيير الثقافة المرتبطة بالوظائف المهنية.

    وفي هذا المنحى تواجهنا مشكلة كبرى تتمثل في أن الإقبال على التعليم التقني والتدريب المهني ما زال ضعيفا ودون الطموح. وهذا يعيق كل توجه تنفيذي من شأنه أن ينهض بالاقتصاد، ولهذا سأتناول بعجالة الآفاق الممكنة التي يحتاجها بلدنا في بنية وفلسفة التعليم التقني والمهني.

    ففي وقت شهد فيه العالم المتقدم تحولاً، باتجاه التعليم المهني والتقني؛ فإن معظم الدول العربية تعاني وللأسف من ضعف الإقبال على هذا النوع من التعليم، إذ تتراوح نسبة الملتحقين به من إجمالي المسجلين في التعليم العالي في الوطن العربي بيـن 10% – 35%، أي أن الهرم مقلوبٌ، أي أن عدد خريجي الجامعات من البرامج الأكاديمية غير المهنية كبير لدرجة لا يمكن معها لسوق العمل استيعابهم، في حين نعاني نقصاً كبيراً في المهنيين والفنيين.

   وخلال حكومات متعاقبة تم الحديث عن ضرورة وجود نظام متطور للتعليم والتدريب المهني والتقني لأهمية ذلك في الخطط الرئيسية مثل "رؤية الأردن 2025" والاستراتيجية الوطنية للتشغيل. وبالرغم من إحراز تقدم في هذا المجال خلال السنوات الماضية، إلا أن التصورات المجتمعية عن هذا النوع من التعليم بين الطلاب وأسرهم ما زالت هي السائدة، حيث ينظر إلى هذا المسار على أنه من الدرجة الثانية بالنسبة للطلاب.

     نعيش عصر العلم والتكنولوجيا وثورة المعلوماتية، والتي تهيمن على عقول الناس وحياتهم، لذا نراهم ينجذبون نحو ما هو عملي، وما يمكن أن يحقق لهم فوائد ملموسة في حياتهم، وهذا ما يبعد الطلبة عن دراسة بعض التخصصات، التي يعتقدون أنها لا تحقق لهم فائدة في سوق العمل.

   التعليم التقني في الأردن لم يصل لغاية الآن إلى المستوى المطلوب، وما زالت خطواته متعثرة على الرغم من تعدد الجهات التي تُعنى بهذا الحقل إلا أن المخرجات ظلت قاصرة عن تحقيق الأهداف والطموحات التي أنشئت هذه المؤسسات من أجلها، وهناك عدم وضوح للعلاقة بين التعليم التقني والتدريب المهني، وغياب التكامل بينهما. كذلك لم تعطَ المرأة فرصة المشاركة في التعليم التقني وإفساح المجال أمامها خاصة في المهن التي تناسب ميولها وقدراتها.

   وقبل كل شيء نحتاج إلى وضع وتطبيق استراتيجية شاملة ومتكاملة للمواءمة والمواكبة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل من خلال اختيار برامج تواكب المستجدات في سوق العمل وفق مهارات القرن الـ 21 والثورة الصناعية الرابعة، ودعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتجنب التكرار في التخصصات وتجميد القبول في التخصصات المشبعة والراكدة، وإنشاء مجالس ولجان استشارية في الجامعات يشارك فيها ممثلون عن القطاع الخاص، وأن يكون للجامعة دور أساسي في رعاية الطلاب الموهوبين وتعزيز ملكاتهم في البحث والابتكار من خلال برامج الشراكات المثمرة والتدريب على احدث التقنيات وابتكارات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من التجارب العالمية.

   ولأهمية هذا الموضوع الذي سيعمل على التخفيف من الفقر والبطالة وزيادة في النمو الاقتصادي لا بدَّ من العمل على وضع استراتيجية عملية، غير نظرية، لتأسيس وتطوير التعليم التقني بشكله الصحيح، والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال.

   وكذلك أن نعمل على تقييم حقيقي لوضع التعليم التقني الحالي في الجامعات وكليات المجتمع، لنتمكن من تطوير الخطط والمناهج الدراسية لتلبية متطلبات السوق، وكل هذا يتطلب منا الشروع في تأهيل وتدريب كوادر بكفاءة عالية، وإعداد برامج وفق معايير عالمية، ووضع خطة لزيادة نسبة الطلبة المقبولين في التخصصات التقنية في الجامعات بنسبة 5% سنوياً، وتخفيض أعداد المقبولين في الكليات الانسانية وإغلاق بعض التخصصات الراكدة.

     كما وعلينا تشجيع الجامعات الرسمية والخاصة على استحداث برامج تعليم تقني نوعية، مع إشراك القطاع الخاص وحصر احتياجاته، وعقد اتفاقيات تعاون مع مؤسسة المدن الصناعية لتدعيم الربط بين الجامعات وقطاع الصناعة، وتخصيص حوافز ومنح للطلبة المتميزين للالتحاق بهذه البرامج بهدف رفع كفاءة ونوعية خريجي التعليم التقني.

      ولما كانت بعض التخصصات القائمة لا تتواءم مع سوق العمل، صار لزاماً على الخريجين أن يعدّوا أنفسهم جيداً لمتطلبات المهنة التي قد تختلف عن دراستهم الأكاديمية ومنها، المهارات الحياتية والتدريب العملي واستخدام التكنولوجيا حيث أصبحت هذه الشروط ضرورية لكي يخوض الخريج معترك الحياة العملية بنجاح.

  وفي هذا الجانب وكما هو معروف فأن المؤسسات الأكاديمية في البلدان الصناعية المنتجة تسعى دوماً إلى عقد شراكات واتفاقيات توأمة مع القطاع الخاص والقطاع الصناعي المنتج، بحيث يتم طرح التخصصات وبالذات الهندسية منها حسب احتياجات هذا السوق النشط، على أن تكون هذه التخصصات بمثابة الحاضنات لقطاع الصناعة، حيث يشارك قطاع الصناعة في إعداد الخطط الدراسية.

 *الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا