الغارديان تفضح التعذيب الذي يتعرض له غزيون بمعتقل إسرائيلي
كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن الأسرى الفلسطينيين في معتقل إسرائيلي بصحراء النقب يتعرضون لعمليات تعذيب ممنهجة تسببت للعديد منهم في مضاعفات صحية خطيرة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الجمعة إن أيدي المعتقلين في سجن تيمان تبقى مكبلة طول الوقت، وإن واحدا -على الأقل- من المعتقلين بترت يده بسبب تكبيله بشكل مستمر.
ونقلت غارديان عن اثنين ممن يعملون في المعتقل قولهما إن الأسرى يقيدون حتى داخل المستشفيات التي ينقلون إليها معصوبي الأعين، وهم في ظروف صحية صعبة وحقوقهم منتهكة.
وتابعت الصحيفة أن المعتقل الذي يوجد على بعد نحو 29 كيلومترا من غزة يتكون من قسمين، أولهما هو عبارة عن منطقة سياج يحتجز داخلها نحو 200 فلسطيني في ما يشبه الأقفاص، والمنطقة الأخرى هي عبارة عن مستشفى ميداني من الخيام يحتجز داخله عشرات الأسرى الجرحى والمحرومون من مسكنات الألم.
ويشهد المستشفى الميداني إجراء "عمليات جراحية" للمعتقلين على نقالات، في غياب الشروط الصحية الضرورية.
وبحسب رواية أحد حراس السجن لـ"غارديان"، فإن كل المعتقلين في المستشفى الميداني كانوا جميعا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين وشبه عراة، وقد خضع بعضهم لبتر أطراف، فيما أجريت لبعضهم عمليات جراحية كبيرة في البطن أو الصدر.
وقال عضو طاقم طبي لـ"غادريان" إنه حضر إجراء عملية طبية مؤلمة لمريض من دون مسكنات.
وأكدت المصادر لصحيفة أن المرضى هم مواطنون من غزة أسرهم جيش الاحتلال من داخل مستشفيات غزة وأحضروا إلى المعتقل وهم يئنون من الألم.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المعتقلين يجبرون على الوقوف لساعات طويلة أو الجثو على ركبهم، ويتعرضون للضرب المبرح بالهراوات، ولا يتمكنون حتى من تحريك رؤوسهم أو من التحدث داخل المعتقل.
وتابعت المصادر في حديثها لـ"غارديان" أن أرضية المعتقل قذرة، والرائحة الكريهة تنتشر في المكان لدرجة أن العمال يأتون وهم يرتدون كمامات صحية.
وأضاف أحدهم "تسمع أحيانا صوت الصراخ والضرب الشديد، حتى ليخيل إليك وكأن الضرب ينال من جدار معدني لشدة الصوت".
وأوضح المصدر لـ"غادريان" أن التغذية سيئة جدا داخل المعتقل، حيث حصل بعض المعتقلين على حبة خيار واحدة وشرائح قليلة من الخبز وبعض الجبن، مؤكدا أن مظاهر سوء التغذية واضحة على أجساد المعتقلين.
وما يزيد الطين بلة -بحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة البريطانية- هو أن جيش الاحتلال ليست لديه إثباتات أن المعتقلين ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مثلا، لذلك اعتبر معظمهم مشتبها بهم، وأطلق سراح بعضهم من دون توجيه أي اتهامات رسمية إليهم.
وبحسب المصادر، فإن معسكر الاعتقال ذاك يمكن اعتباره معسكر احتجاز وتصفية حسابات مؤقت.
ونقلت "غادريان" عن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان -التي طالبت بإغلاق معسكر الاعتقال هذا- قولها إن الجيش الإسرائيلي صنف جميع سكان غزة منذ بداية الحرب "مقاتلين غير نظاميين"، وهو تصنيف مقصود لحرمانهم من امتيازات "أسرى الحرب".
وتحدث تقرير الصحيفة عن حالة عز الدين البنا (34 عاما) الذي توفي في مركز طبي إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي بعدما نقل إليه من معتقل تيمان، علما أنه كان يعتمد في حركته على كرسي متحرك.
وتوضح "غارديان" أن جيش الاحتلال رد على كل تلك الاتهامات بقوله إن من بين المعتقلين مقاتلين خطيرين تكبل أيديهم وفقا لمستوى الخطر الذي يمثلونه.
وأضاف جيش الاحتلال أنه يعامل المعتقلين بـ"شكل مناسب وعناية تامة".