بدم بارد.. الاحتلال يسرق فرحة 23 شابا فلسطينيا "بالتوجيهي"
- أفسد الاحتلال الإسرائيلي فرحة المقدسيين بنجاح أبنائهم في الثانوية العامة، عبر تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالقدس المحتلة، وأنحاء الضفة الغربية، بعدما حرم 23 شابا فلسطينيا من معايشة تلك اللحظة، إما بالاعتقال أو الإعدام بدم بارد، في إطار سياسة تهويد المدينة والتضييق على سكانها في محاولة بائسة لتفريغها تدريجيا منهم لصالح المستوطنين المتطرفين.
وعلى وقع تقاطر جموع الفلسطينيين اليوم للاحتشاد بالمسجد الأقصى المبارك ضد انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه؛ فقد انقضت قوات الاحتلال بالقوة المسلحة على تجمعات الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من المدن الفلسطينية المحتلة، لتفريقهم وتكدير احتفالاتهم بالناجحين في امتحان الثانوية العامة، وسط تشييع جثمان شاب فلسطيني ارتقى برصاص الاحتلال، أمس، خلال مواجهات في نابلس، بالضفة الغربية.
وحرم الاحتلال ستة طلبة من نتائج الثانوية العامة، أحدهم من بلدة سلوان بالقدس المحتلة واثنين آخرين ارتقيا بالعدوان الإسرائيلي الأخير على جنين بعدما تقدما للامتحان فاستشهدا قبل معرفة نتيجة أدائهما في الامتحان، فيما يزال 17 طالبا أسرى في معتقلات الاحتلال ممن كان يفترض أن يتقدموا للامتحان هذا العام، وفق وزارة التعليم في السلطة الفلسطينية.
يأتي ذلك في ظل دعوات فلسطينية كثيفة لتكثيف الرباط والتواجد في "الأقصى"، والتصدي لمخططات وانتهاكات الاحتلال والمستوطنين، الذين يستغلون فترة الأعياد اليهودية المزعومة لتنظيم اقتحامات جماعية وانتهاك حرمة المسجد بشكل صارخ.
وتستعد ما تسمى جماعات "الهيكل" المزعوم، لتنفيذ مسيرات واقتحامات جماعية للمسجد الأقصى لإحياء ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، في 27 الشهر الحالي، وفق نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة 1948، الشيخ كمال الخطيب.
وقال أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تزداد خطورة في فترة الأعياد اليهودية، حيث يتم استغلالها بشكل صارخ؛ لاستعراض شعائرهم وإقامة طقوسهم الدينية المزعومة في باحات المسجد، ومحاولة إثبات أحقيتهم المزيفة في المكان.
في حين اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن "عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة".
بينما تواصل قوات الاحتلال التضييق على دخول المصلين للمسجد الأقصى، وتدقق في هوياتهم وتحتجز بعضها عند بواباته الخارجية، وتبعد العشرات عن المسجد، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة عليه، وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وفي الأثناء؛ ومن بين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والداعية للرد؛ شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد بدر المصري (19 عاما) الذي ارتقى أمس خلال مواجهات مع جيش الاحتلال بمحيط "قبر يوسف" شرقي المدينة الفلسطينية.
وأصيب عشرات الفلسطينيين، أيضا، بينهم حالات خطيرة، بالرصاص الحي والاختناق بالغاز السام، أثناء تصديهم لاقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة الشرقية من مدينة نابلس من أجل تأمين اقتحام المستوطنين لمنطقة "قبر يوسف"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وتصدت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال واستهدفت آلياتها بالرصاص وتفجير عبوات محلية الصنع، وإغلاق الشوارع الرئيسية بالإطارات المطاطية المشتعلة للتصدي لاقتحام المستوطنين وعرقلة اقتحامهم للمنطقة.
من جانبها، أكدت حركة "حماس"، إن "الاحتلال سيدفع ثمن كل قطرة دم تسيل على التراب الفلسطيني، ولن يتراجع الشعب الفلسطيني عن خط دفاعه عن نفسه وعن كل شبر من أرضه ومقدساته"، مشددة على أن "الشعب الفلسطيني لن يمرر جرائم الاحتلال بدون رد، ولا اقتحاماته من دون صد ومواجهة".
بدورها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عامة وللقدس ومقدساتها والمسجد الأقصى المبارك بشكل خاص.
وأدانت "الخارجية الفلسطينية"، في تصريح صادر عنها أمس، اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين لمدينة نابلس، بالضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد الشاب بدر المصري، وإصابة عشرات الفلسطينيين.
كما أدانت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والمواقع والمقامات الدينية والأثرية والتاريخية في الضفة الغربية، وعمليات هدم وتسليم إخطارات بهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية التي ترتكبها قوات الاحتلال في المناطق المصنفة "ج" بالضفة الغربية.
وأكدت أن هذه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية تندرج ضمن مخطط استعماري إحلالي توسعي يقوض أي فرصة لتجسيد دولة فلسطين على الأرض بعاصمتها القدس المحتلة.
وحملت "الخارجية الفلسطينية"، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات والجرائم، محذرة من مخاطرها على ساحة الصراع، بالتزامن مع مطالبتها بمواقف دولية جدية لإجبار سلطات الاحتلال على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب.