تتسارع الأحداث في القطاع المصرفي الأمريكي بعد إغلاق مصرفي "سيليكون فالي" و"سيغنتشر"، من قبل السلطات الأمريكية.
وخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين، بتصريحات ليطمئن المودعين الأمريكيين أن ودائعهم المصرفية آمنة ووعد بتعزيز اللوائح المصرفية، وبذل "كل ما هو مطلوب" لتجنب المزيد من الانهيار، بعد إفلاس بنكين رئيسيين في البلاد.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، في بيان مشترك، أن جميع المودعين في بنك "سيليكون فالي" سيحصلون على ودائعهم كاملة متجاهلين الحد المسموح بتأمينه والبالغ 250 ألف دولار في البنك الواحد.
أكثر من تريليون دولار من الودائع غير مؤمن عليها في البنوك الأمريكية
تؤمّن المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) حتى مبلغ 250 ألف دولار لكل حساب في بنك أمريكي، حيث أعلنت في بيان مشترك مع الخزانة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي عن تجاهل هذا المستوى، لتعيد أموال جميع المودعين في البنوك التي تم إغلاقها.
وبلغت قيمة الودائع في بنك "سيليكون فالي" نحو 173 مليار دولار، منها نحو 88 % لم يتم تغطيتها، أي أكثر من 150 مليار من الودائع الإضافية التي قررت FDIC فجأة تأمينها.
كما وستتكفل FDIC بتأمين 90 % من ودائع بنك "سيغنتشر" التي تعادل نحو 79 مليار دولار.
وبحسب تقرير لموقع "Insider"، الذي قام بتحليل الإيداعات المصرفية غير المؤمن عليها، فقد وصلت لأكثر من تريليون دولار، موجودة في 15 بنكا أمريكيا حتى نهاية عام 2022.
"موديز" تخفض تصنيف النظام المصرفي الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي على مفترق طرق
خفضت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" نظرتها المستقبلية للنظام المصرفي الأمريكي إلى "سلبي" بعد أن كان بتصنيف "مستقر"، وذلك بعد أن أدى انهيار ثلاثة بنوك كبرى إلى إذكاء المخاوف من توالي الأزمات.
وجاء قرار الوكالة بعد تدخل بنك الاحتياط الفيدرالي، ووزارة الخزانة، والمؤسسة الفيدرالية لضمان الودائع، بخطة إنقاذ دراماتيكية للمودعين والمؤسسات الأخرى المتأثرة بالأزمة، لمنع انتقالها إلى بنوك أخرى.
وقالت الوكالة: "نتوقع استمرار الضغوط وتفاقمها بسبب التشديد المستمر في السياسة النقدية، ومن المرجح أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حتى يعود التضخم إلى النطاق الذي يستهدفه بنك الاحتياطي الفيدرالي. تواجه البنوك الأمريكية الآن أيضًا ارتفاعًا حادًا في تكاليف الودائع بعد سنوات من انخفاض تكاليف التمويل، مما سيقلل الأرباح في البنوك، لا سيما تلك التي لديها نسبة أكبر من الأصول ذات السعر الثابت".
ويواجه جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي تحد كبير ممثلا بمحاربة التضخم وتساقط البنوك الأمريكية، بحسب ما نشر موقع "بوليتيكو".
ففي الوقت الذي كان من المقرر أن يجتمع فيه الاحتياطي الفيدرالي، في 21 و22 مارس/آذار، لدراسة رفع أسعار الفائدة للمرة التاسعة على التوالي، ظهرت مشكلة فشل البنوك وإفلاسها.
ففي حال لم يتم رفع أسعار الفائدة فإن التضخم سيبقى على مستوى عال لأطول فترة ليستمر بإستنزاف رواتب الأمريكيين، وفي حال قام بخطوة رفع الفائدة فإنه قد يؤدي لمزيد من الاضطرابات المالية في المؤسسات البنكية.
ووصف الاقتصادي جون فاجان الذي كان رئيسا لغرفة الأسواق بوزارة الخزانة الأمريكية من 2014 ولغاية 2018، إمكانية رفع الفائدة، قائلا: "الآن قد يرفعون أسعار الفائدة بما يعادل نصف نقطة مئوية، لتكون مثل صب البنزين على النار".
وتوقعت وكالة "مودز" أن يشهد الاقتصاد الأمريكي حالة من الركود في وقت لاحق من هذا العام مما سيزيد الضغط على الصناعة الأمريكية.