سامسونج تكشف النقاب عن سلسلة Galaxy S25 وتحدث ثورة في الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة   |   رغم التفاوض مع الشرع.. قسد ترفض حل قواتها وتسليم السلاح   |   الأمناء العامين للأحزاب الأردنية يجتمعون لمناقشة قضايا التحديث الاقتصادي والسياسي ومواجهة التحديات المستقبلية   |   عمّان تستعد لاستضافة النسخة الثانية من مؤتمردرويدكون 《droidcon》 العالمي    |   سامسونج توسع نطاق 《AI Home》عبر مجموعة من الأجهزة المنزلية تجسيداً لرؤية 《شاشات في كل مكان》   |   برنامج Jordan Source يدعم توسع شركة 《ديناميكا》 تعزيزاً للابتكار والنمو الاقتصادي في الأردن   |   فارس الاغنية العربية يطلق جديد اعماله 《كسر عظم》   |   عمان الأهلية تشارك بالحفل الختامي لهاكاثون الريادة 2024   |   أبرز الأسرى من 《المؤبدات》 بسجون الاحتلال الاسرائيلي   |   الأمن العام : وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية تلاحق حسابات وأشخاص يحاولون إثارة الفتن والنعرات   |   إطلاق فيديو كليب 《نكبر سوا》 للفنان عزيز عبدو   |   لجنة تنفيذية لتنظيم مهرجان عمان للتسوق 2025   |   الشركة المتحدة للاستثمارات المالية والبنك الأردني الكويتي يوقعان اتفاقية تقديم خدمات الحفظ الأمين   |   《مؤسسة أورنج الأردن》و《مؤسسة أرض البشر (تير دي زوم)》توحدان جهودهما لافتتاح موقعين جديدين ضمن مراكز المرأة الرقمية   |   انس عامر المصري مبارك الماجستير   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين أعضاء هيئة تدريس   |   أورنج الأردن ترعى فعالية إنترنت الأشياء في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا   |   أبوغزاله: البدء بإنشاء مشروع استثماري جديد في مأدبا بالاردن   |   تأثير الهباء الجوي للتبغ المُسخّن على صحة الفم الأقل مقابل دخان السجائر التقليدية   |   سامسونج تكشف عن مكبرات صوت جديدة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2025   |  

أمهات شهداء فلسطين:قلوب فولاذية


أمهات شهداء فلسطين:قلوب فولاذية
الكاتب - د . اسعد عد الرحمن


أمهات شهداء فلسطين:قلوب فولاذية
د . أسعد عبدالرحمن :
يا لها من قلوب قدّها النضال من فولاذ الإرادة المقاتلة.
وحقا، لا يوجد، بالعالم كله، أم كأمهات فلسطين: أبناء شهداء، وآخرون محكومون بالسجن المؤبد لعشرات بل ولمئات السنين. أمهات يحلمن في العيش بأمان دون الاحتلال الذي أصبح السبب الرئيسي في عذابات الشعب الفلسطيني، في ظل واقع معقد وصعب، لا يجعل فلسطين وطنا يحتضن الأبناء بأمن ولا يؤمن لهم الأمان منملاحقة قوات الاحتلال وقطعان المستعمرين/"المستوطنين"، ووطنا يكفل دماء الشهداء ويحقق للأسير حرية واجبة.

وجع أمهات الشهداء ليس أقل من لوعتهن وشوقهن لأبنائهن الآخرين المعتقلين في سجون الاحتلال، وجع ربما يضاعفه فقدان ابن ثالث لأحد أعضائه بسبب رصاص الاحتلال.
فنحن أمام احتلال تنصل من كل ما هو إنساني وأخلاقي وقانوني وحقوقي، في ظل غياب ردع عربي وإسلامي وعالمي.
فأمهات الشهداء مثال بسيط للواتي حرمتهن آلة الموت الإسرائيلية من أبنائهن وتكفلت معتقلات الاحتلال بتغييب آلاف آخرين منهم خلف القضبان.

هن أمهات يعشن حالة فريدة! أنهن يتحدين ألمهن وحزنهن ويسرن يزفون أبنائهن شهداء بين جموع المشيعين مرددين "خلي الشهيد بدمه.. ألف تحية لأمه" ويواسون صبرهن بعبارات "يا أم شهيد نيالك.. ياريت إمي بدالك".
يصلن إلى النعش ويلقين نظرة وداع على الكفن ومنهن من يضعن النعش على كتفهن ويسرن مع المشيعين متماسكات صابرات، يزفونهن عرسانا بالدموعِ.
وأخريات يرفعن البندقية وكأنهن يجددن مع المشيعين عهد المقاومة ويوصوهن بالسير على الدرب. ومع ذلك، ما لا نراه، نحن المتفرجون، هو ذلك الحزن العميق المقيم في قلوبهن!

هؤلاء الأمهات، ورغم الألم وقسوة لوعة الفقد، يمثلن قضية عادلة، بل أنهن أصبحن نموذجا للروح المضحية بأعز ما تملك، في جسدن حالة الصبر الجميل والرضى عما أصابهن باعتزاز، فيشتد عضد الشعب ويمد عزائمهما يجعله حيا وقويا.
 ويكفينا "تجمع أمهات الشهداء" الذي تشكل قبل أكثر من عام تقريبا، من خمس أمهات قررن التحرك جماعيا في سبيل إنجاز مهمة سامية، حيث يقمن بالذهاب لزيارة أمهات شهداء جدد وتقديم واجب العزاء لهن كتعبير عن أن الجرح واحد. فعندما ترى أم الشهيد أمهات أخريات فإن ذلك يمنحها الصبر والثبات، وستشعر حينها أنها ليست وحيدة، في ظل تبعات مشاعر الفقد، وهو ما يمنح الأم التي ما زال ألم فقدها جديداً، نوعاً من البلسم الذي يمنحه المجتمع لبعضه البعض.

صور مشرقة، تتكرر كثيرا، لأمهات شهداء صنعن من لحظات الحزن انتصارا، واهبات فلذات أكبادهن لأجل فلسطين: الوطن الأم. هؤلاء يمثلن نموذجًا متجددا للأم الفلسطينية المقاومة، ويقدمن صورا من الثبات والصمود، تنحني لها الهامات فخرا وحبا واعتزازا. إنهن صانعات المجد في "فلسطين اليوم"، اللواتي يحولن أيام استشهاد أبنائهن إلى أعراس حسب وصف محمود درويش:
"هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا أو شريدا".

ــ الراي