رسالة قصيرة عاجلة إلى مدير الضمان..
رسالة قصيرة عاجلة إلى مدير الضمان..
لأنني لست ممن يقطعون حبل الود رغم الخلاف والصدّ.. ولأن انتمائي لمؤسستي ومنظومتها الحمائية ورسالتها الاجتماعية كان ولا يزال قويّاً عميقاً ضارباً في الجذور..
فإنني أنصحك مخلصاً بأن تسحب وتنسحب؛
أولاً: أن تسحب مشروع القانون المعدّل لقانون الضمان من مجلس الوزراء دون تردّد.. لأنه مشروع متسرّع غير مدروس ولأن آثاره الاجتماعية والاقتصادية ستكون قاسية وربما كارثية على جميع الأطراف بمن فيهم مؤسسة الضمان نفسها، وهو ما يجب أن تعترف به بكل وضوح وشفافية، فالتراجع عن الخطأ فضيلة.
ثانياً: أن تنسحب بعدها من مشهد الضمان تماماً، فقد أمضيت أربع سنوات جدليات على رأس المؤسسة وأولجتها في مسارات صعبة، وعدّلت قانونها "قانون الضمان" بعد أقل من عام على تقلدك منصبك، وها أنت تدخل معركة تعديل جديد هو الأضخم والأقسى ولكن دون سلاح ودون أدوات دفاع كافية..!
صدقاً لا أريدك أن تتورّط وتُورِّط المجتمع والأجيال والحكومات بتعديلات مُتسرِّعة وغير مدروسة.. وأعلمُ أنّك بدأتَ تُراجعُ نفسَك في بعضها ولا سيما التأمين الصحي في مُقترَحه الضعيف الذي لا يُقنع أحداً، والذي لا يستند إلى أية دراسة وقد بدا ذلك واضحاً من ملاحظات وانتقادات جوهرية وجّهته له مذكّرة منظمة العمل الدولية مؤخراً..!
ثق أنّ الأجيال لن ترحمك إن لم تتراجع وتسحب المشروع ثم تنسحب بهدوء.
اقبل نصيحتي ولن تندم..
(سلسلة معلومات تأمينية توعوية بقانون الضمان نُقدّمها بصورة مُبسّطة ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والمعرفة مع الإشارة للمصدر)
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي