شيرين لم ترحلي بعد د. احمد عرفات الضاوي
شيرين لم ترحلي بعد .
صوتك الهادىء وثباتك في مواقع الخطر ، لغة ملامحك في كل الأوقات الصعبة كانت تبث فينا الشجاعة ، لم نرك تجزعي في اي موقف مهما كان صعبا . كنت طيفا ملائكيا في وسط النيران ورقص الشياطين ، كنت وستظلين في ذاكرتنا عنوان مرحلة ورمز صمود ، لم تنتمي مهنيا الى الجزيرة ، وانما الجزيرة هي من تشرفت بالانتماء اليك ، لا نستطيع أن نتخيل بعد اليوم اي تغطية للجزيرة في فلسطين من غير حضورك ، انت تاريخ ممتد بين الكاميرا ودم الأبرياء استمدت الصحافة منك بريقها ، وتعلم منك الاعلام الموضوعية ، انت الشهيدة التي استشهدت بقرار من القاتل ، لم يكن استشهادك صدفة ، هو قرار اتخذ بليل ، قائمة التعليمات التي حملها القتلة الى مخيم جنين ، تتضمن قتل اي صوت أو صورة اعلامية تفضح ما كان القتلة ذاهبين الى فعله ، لم نستغرب استشهادك فأنت الصحفي الستين الذي قضى في ميدان الحقيقة والموضوعية .
لا نتخيل ان نرى الجزيرة من غير صورتك وصوتك ، اليوم اغتال القتلة الجزيرة نفسها التي منحت الاحتلال منصة مجانية لتقول على مدى سنوات الأكاذيب والروايات المزورة .
رحيلك ياشيرين ليس كاي رحيل ، لقد عمقت في وجداننا الاحساس بقداسة القضية واقتربنا من خلالك من أوجاع المظلومين والمقهورين .
دمك يا شيرين سيسهم في تاجيج الغضب على من قتل وظلم ، سيظل دمك عنوان محطات ومراحل ، ستحمل شوارعنا اسمك ، وسيهتف أطفالنا باسمك في طوابير الصباح في مدارسهم ، انت باقية ومؤثرة والمزيفون المرتهنون المستلبون في قاع المرحلة ضمن قائمة القمامة التي تتحضر دائما للتدوير .
اكبر خيانة لدمك ان تمنح المنصة الاعلامية التي ناضلت تحتها لقتلتك . وان لا ينطلق الرصاص والصواريخ ثارا لدمك .
د. احمد عرفات الضاوي