《جورامكو》 تعزز شراكتها مع 《PPG》 باتفاقية جديدة لضمان إمدادات مواد الطلاء والمواد العازلة   |   《طلبات مارت》 تضاعف متعة وقيمة التسوق مع جوائز نقدية قيّمة خلال النصف الثاني من شهر شباط   |   أورنج الأردن تشارك فيديو يسلط الضوء على أهم فعالياتها لشهر كانون الثاني   |   الاردن.. فاقدون لوظائفهم في وزارة التربية (أسماء)   |   الأردن.. مذكرات تبليغ وقرارات إمهال مطلوبين للقضاء (أسماء)   |   الأردن.. بدء خماسينية الشتاء في 30 كانون الثاني وتستمر حتى 20 آذار   |   توقيع مذكرة تفاهم في وزارة العمل لتسهيل انتقال العمالة غير الأردنية في قطاع الإنشاءات   |   مجموعة فنادق هيلتون العالمية تفتتح فندق سيغنيا من هيلتون عمّان في الأردن ليكون أول فنادق علامة سيغنيا التجارية على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا   |   نتورك إنترناشيونال الأردن توقع اتفاقية شراكة استراتيجية مع محفظة UWallet الرائدة لدعم التحول الرقمي في القطاع المالي   |   عشيرة آل حداد في المملكة الأردنية الهاشمية وبلاد المهجر   |   أورنج الأردن تطلق تطبيق Max it المتكامل لأول مرة في المملكة، لتعزيز الريادة الرقمية... تطبيق واحد لكل شي   |   سامسونج تتصدر تصنيف YouGov لأفضل العلامات التجارية العالمية لعام 2025   |   سياسة الحد من المخاطر المبتكرة.. هل تقدم السويد مفتاح نيجيريا لمستقبل أكثر أمانا؟   |   انضمام مساهمين استراتيجيين جدد لشركة مدفوعاتكم   |   احتلال ترامب لغزة هاشم   |   بيان عشائر الكساونة في الأردن وفلسطين وبلاد الشتات   |   تجارة عمان:إنجاز 330 ألف معاملة بخدمة المكان الواحد العام الماضي 2024   |   شركة توزيع الكهرباء: إصلاح جميع الأعطال خلال المنخفض الجوي بنسبة 100%    |   أسرة عمان الاهلية تُجدّد الولاء في ذكرى يوم الوفاء والبيعة   |   بمناسبة احتفالاتها باليوبيل الذهبي.. دائرة المكتبة الوطنية تنظم مؤتمرها الدولي الأول   |  

مناعة حضارية


مناعة حضارية
الكاتب - هالة جمال سلوم

مناعة حضارية

هالة جمال سلوم

 

   في الآونة الأخيرة، وتحديداً في السنوات الخمس منها، أصبحنا نشاهد ظاهرة ما يسمى ب " المشاهير" أو " المؤثرون"، مؤثرو السوشال ميديا، أو صانعو المحتوى، وهم عبارة عن مجموعة من الأشخاص يتابعهم ملايين الناس، يقدمون تسويقاً لسلعة ما، أو فكرة معينة، أو غناءً، أو تمثيلاً، وغيره، وهؤلاء لديهم القدرة الهائلة على الانتشار ونشر ما يقدمونه لكافة الفئات العمرية وبسرعة قياسية.

   حيث أصبح بإمكانك الآن وبكل سهولة أن تنضم لهذه القائمة، ويطلق عليك اسم 

" مشهور" بمجرد أن تحرك شفتيك وتردد أغنية ما، أو أن تعرض يومياتك، أو حتى تسخر أو تشتم شخصاً ما، فيصبح لديك ملايين من المتابعين والمعجبين.

   نشاهد في اليوم الواحد آلاف من مقاطع الفيديو، وآلاف الوجوه، وتصلنا عبرها آلاف الرسائل – الصاعدة والهابطة- حيث أصبحت تحتل جزءاً لا يستهان به من يومنا، أو قد تشغل اليوم كله عند البعض، وبخاصة فئة الشباب، الذين بدأوا بمتابعة المقاطع، ثم التعود عليها، ثم التعلق، فالإدمان، فالتأثر ومن ثم الاقتداء بصانعي المحتويات فيقلدونهم تقليداً أعمى، بدون دراية أو حتى وعي لما يقلدون، ونجد غالبية المحتويات التي يتأثرون بها، محتويات تافهة، فارغة، ساخرة، محرضة على طمس العادات والأخلاق، فيستهين أبناؤنا بالقيم، والتقاليد، و تعاليم الدين، فتشغل وقتهم، وتدمر معتقداتهم، وأصبحنا نلاحظ التغيير الكبير في سلوكهم نتيجة متابعة هؤلاء الفئات، والتأثر بهم، فصانعو المحتوى لديهم القدرة الخارقة في تربية هذا الجيل، الذي نراه يرسم منحنى - منحدر – بتصرفاته ومعتقداته الغريبة.

قيل لأحد العظماء: كيف ترى مستقبل أمتنا؟؟ 

قال: دعوني أنظر إلى حال شبابنا وتربيتهم، وعند ذلك أخبركم كيف.

يالَ حال شباب أمتنا! يسيرون نحو الضياع، يجرون وراءهم للهاوية مجتمعاً بأكمله، جيل مغيّب عن وعيه، مصاب بالهشاشة الفكرية، والانحدار المعرفي، بل وتلاشيها أيضاً، وقد تأثرت سلوكياتهم الحركية والنفسية أيضاً، فأصبحوا أكثر عدوانية وعنفاً، وأقل صبراً، نتيجة سرعة المحتويات وكثرة مضامينها.

تصنع هذه المقاطع السعادة الآنية لمتابعيها، وكلما زادت مدة المشاهدة، تزداد السعادة وحجم المتعة والراحة، وبالتالي نصل درجة الإدمان، إدمان التلقي، وإدمان السعادة اللحظية، فيزداد التوق والتعلق، والسعي لقضاء وقت أكبر لمتابعة جديد هؤلاء، حتى أننا نرى أبناءنا لا يرضيهم ما كان يرضينا، ولا يسعدهم ما كان يسعدنا، ولا يكفيهم ما نقدمه لهم، قد اعتادوا الوفرة في كل شيء، جيل "الدوبامين"، الذي نجح الغرب في تصميمه وإعداده، والقضاء عليه بدون أي عناء.      

   نعم، إنه القرن الحادي والعشرين، زمن الحضارة، والثورة الرقمية، وعصر الوفرة والسرعة، التي طالما لم يحسن استغلالها الكثيرون، فسخروها "بشقّها السلبي" لتلبية رغباتهم، وملء فراغهم بالفراغ!

   إنها لمدعاة للخوف حقاً، فيجب علينا التحرك فوراً أفراداً وجماعات ومؤسسات مجتمع مدني للتوعية من مخاطر هذه الظاهرة التي باتت تؤرق جميع الآباء والأمهات، فيجب أن تتكون لدينا مناعة حضارية للتصدي لمستجدات هذا العصر المخيف، وحصانة فكرية وحدود وضوابط للحد من هذه الهلوسة الإلكترونية.