بالصور يا معالي خولة العرموطي ....هذا الشخص يبحث عن كرامة وعزة وشيئاً من الحياة الانسانية

هو معروف البالغ من العمر 77 عاما يعيش كما تشاهدون في الصورة تماما منذ عدة أعوام هكذا بدون أدنى مقومات الحياة الانسانية التي تساعده و لو على قضاء حاجته بعد أن تخلت عنه كل الجهات و تركته وحيدا بين جدران الغرفة المتهالكة يزوره بين الحين و الاخر بعض أصحاب النفوس النقية و القلوب الطاهرة ليطعموه لقمة أو يسقوه كأسا من الماء مرددين عشرات العبارات الساخطه على اصحاب العلاقة من جهات رسمية و شعبية مختومة بلاحول ولاقوة الا بالله ..
هو معروف السبعيني الصابر المتضرع لله عزوجل أن يرق قلب مسؤول توسد كرسيه تحت تكييفه الخاص ليشاهد صورته المؤلمة و يأمر حاشيته بالتحرك فورا الى البلدة القديمة في العقبة لاخراج معروف ابن الوطن من القهر و البؤس و الحرمان الى نافذة يرى من خلالها النور .. و يحظى فيما تبقى من العمر بشيء من الكرامة و الرعاية التي يتشدق بها المسؤولين على الشاشات و يسمعها معروف في الاذاعات دون ان يرى فعلها في حياته .. هو معروف القاطن منذ سنين في غرفة صغيرة على اطراف البلدة القديمة في العقبة تدخل عليه (الدستور ) باستحياء و تخرج من عنده باستحياء لاننا عاجزين تماما ان نقدم له شيئا مما يريد و يناشد و يأمل غير هذه الكلمة و الصوره فمعروف لايريد مالا و لا عقارا ولا طرود خير و لا أغطية و لا وظيفة و لا حتى علاجا .. معروف يريد شيئا واحدا (وضعه في دار المسنين ) فقط نعم فقط
يا اصحاب القرار .. و يا اصحاب التصريحات الرنانة ..و يا سادة الرعاية الاجتماعية
السبعيني معروف لم يتبقى من وزنه الكثير ليس لأن مساعداتكم و طرودكم لم تصله و لكن لان بيروقراطيتكم الحكومية في وزارة التنمية الاجتماعية و غيرها من المؤسسات المعنية عقدت و أهملت هذا السبعيني الاردني الذي افنى حياته بحثا عن لقمة العيش
معروف .. يبتسم و نحن نغادر غرفته على استحياء .. يبتسم رغم مافيه من وجع و ألم .. و يقول أنا أردني احب هذا البلد و اتمنى فقط أن يتم نقلي لدار المسنين في اقرب وقت لانني تعبت .. تعبت .. تعبت
تعب معروف و بكى كل الحضور و مازال هذا الشيخ المريض العاجز يرقب الباب املا في صاحب قرار يترجل من سيارته الفارهة ليقول له مانسيناك أبا أحمد .وينقله باحترام و تقدير الى حيث يريد .. فهل نرى هذا المسؤول قريبا ؟؟