انتهاك جثة متوفي في مستشفى خاص وذويه يهددون بمقاضاته
في حادثة نادرة٬ وربما تكون الأغرب على المجتمع الأردني أو حتى العربي٬ أقدم فنانان تشكيليان عراقيان على الدخول لمستشفى خاص في عّمان٬ وأخرجا جثة زميلهما الفنان التشكيلي العراقي المعروف (م.ع) من ثلاجة الموتى٬ لعمل (قناع) من الجبس لوجهه. الغريب٬ أيضاً٬ أن الفنانين وأثناء عملية صنع 'القناع' ووضع الجبس ومواد كيميائية أخرى٬ على وجه المتوفى٬ صّورا مراحل العملية فوتوغرافياً٬ وكل ذلك دون أن يتدخل أحد من كوادر المستشفى لمنع الأمر.
'القناع' وبعد إخراجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت٬ يعرض الآن في أحد متاحفها٬ وفق مصدر قريب من عائلة المتوفى وورثته٬ والذين بدأوا بإجراءات التقاضي وتقديم شكوى لملاحقة المستشفى وكل من تسبب بانتهاك حرمة جثة الفنان. وتحدث المصدر عن تسهيلات قدمتها إدارة المستشفى٬ لدخول الاثنين إلى ثلاجة المتوفى لإخراج الفنان الذي كان يقيم في الاردن منذ ما يزيد على عشر سنوات. وشدد على 'معارضة هذا العمل لحق الانسان وحماية حقه ميتاً كما تفرض ذلك الشريعة الاسلامية بحفظ الجثة وابقائها بحرمتها دون الاعتداء عليها من اي كان وتحريم اهانتها من اي فعل'.
وقال ان ادارة المستشفى رفضت التصريح عن الأشخاص الذين سهلوا هذا الفعل٬ لافتاً إلى أن ورثة المرحوم الفنان التشكيلي لم يستلموا الجثة حيث تم إرسالها الى العراق بواسطة سفارة بغداد في عمان٬ منوهاً بأن ورثة المرحوم بصدد إعداد دعوى ملاحقة المستشفى ومن كان وراء هذا الفعل. مصدر قضائي اعتبر عمل القناع على وجه ميت انتهاكاً لحرمة ميت وفق ما نص عليه قانون العقوبات الاردني.ولفت المصدر القضائي إلى أن هذا الاجراء مخالف للقانون ويشكل جريمة بالنسبة لمن عمل القناع والمستشفى٬ مؤكدا في الوقت ذاته ان هذه القضية الغريبة تحتاج لاثبات هوية الشخصين اللذين عملا القناع وبعدها يحاكمان هما والمستشفى.
وقال 'ما دامت الجثة في مستشفى فهي تقع ضمن مسؤولية ادارة المستشفى وهي تتحمل المسؤولية القانونية في حال الاعتداء عليها'. واضاف المصدر انه كان من واجب السفارة متابعة الموضوع وتحويله للقضاء من خلال مستشارها القانوني لمعرفة من هو الطبيب الذي اشرف على حالة المتوفي وهل القناع جزء من العلاج؟ وهل كانت حالته الصحية تستدعي ذلك؟ والا تعتبر جميع الاطراف مشتركة في الجريمة او متدخلة. من جانبه اكد المحامي احمد النجداوي ان هذه القضية الغريبة هي اعتداء على حرمة ميت واساءة للمتوفى وورثته٬ كما انها تشكل جريمة المتاجرة بحقوق الورثة واستغلال شكل المتوفى وعرضه للمتاجرة. والقى المحامي النجداوي المسؤولية على عاتق المستشفى في حماية جثة المتوفين من جهة والسفارة التي كان عليها معرفة الدوافع والاسباب التي دفعت هؤلاء الاشخاص لعمل القناع وهل الموضوع له ابعاد سياسية او طائفية او اجتماعية او مالية واحالة الموضوع للتحقيق لمعرفة ما هي مصلحة هؤلاء الاشخاص في عمل القناع وما مصلحة المستشفى الذي سهل لهم الدخول لعمل القناع.