إنهاء الصراع العربي الأسرائيلي أو استمراره بيد الإدارة الأمريكية   |   سماوي يلتقي سلامة ولحود ويبحثان سبل التوأمة بين مهرجان جرش والمهرجانات اللبنانية   |   اللجنة التنفيذية لشؤون التربية والتعليم في 《الميثاق الوطني》تصدر توصيات حول نظام الثانوية العامة الجديد (نظام الحقول   |   شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة   |   فعالية رياضية نوعية تشعل أجواء الحماس في جامعة فيلادلفيا   |   مذكرة تفاهم بين الضمان الاجتماعي والبوتاس العربيّة لتنظيم إجراءات تسديد الاقتطاعات المستحقة من رواتب المتقاعدين   |   ACY Securities تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة وتؤكد دورها في تطوير الأسواق المالية الأردنية والإقليمية   |   جهود الإعلام الأردني تعزز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع   |   مؤسسات المجتمع المدني وتحقيق مستهدفات التحديث الاقتصادي   |   أبوغزاله يعرض رؤيته لإصلاح الأمم المتحدة أمام دبلوماسيين من 30 دولة   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين: - مشرف أنظمه وشبكات في مركز الحاسوب.   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين: - فني صيانة الكترونيات في مركز الحاسوب.   |   ديانا كرزون تسحر الجمهور بأحدث أعمالها الغنائية 《دوخني》   |   ماذا على مؤسسة الضمان أن تفعل في المرحلة القادمة.؟    |   عمّان الأهلية تنظّم ندوة عن الصناعات الدوائية ويوما طبيا في عين الباشا   |   زين تدخل في شراكة مع المنتدى الدولي لأعمال الإعاقة كأول شركة اتصالات في المنطقة   |   مجموعة الخليج للتأمين – الأردن تعزز ريادتها في قطاع التأمين بعد فوزها بجائزة   |   شركة ميناء حاويات العقبة تكشف عن أبرز مؤشرات أدائها التشغيلي لشهر تشرين الثاني 2025   |   لجنة الاقتصاد والاستثمار في حزب الميثاق الوطني تبحث تعزيز بيئة الأعمال في العقبة   |   مشاركة واسعة في البطولة السعودية للهواة على ملاعب نادي ديراب للجولف   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني

مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني


مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني
الكاتب - داود شاهين

داود شاهين

يُعد مهرجان جرش للثقافة والفنون أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في الأردن والمنطقة، ويترك أثراً عميقاً ومتعدد الأوجه على الاقتصاد والسياحة والمجتمع. حيث يوفر المهرجان فرص عمل مؤقتة وموسمية للعديد من الشباب والشابات في مجالات مختلفة مثل التنظيم، الضيافة، النقل، البيع بالتجزئة، والصناعات اليدوية.

في كل عام تتحول المدينة الاثرية القديمة والمساحات المحيطة به إلى خلية نحل تنبض بالنشاط، ليس فقط بفضل العروض الفنية التي تستقطب الآلاف، بل أيضاً بفضل الأثر الاقتصادي المباشر وغير المباشر الذي يتركه المهرجان. يبدأ هذا التأثير بخلق الآلاف من فرص العمل المؤقتة والموسمية التي لا غنى عنها للشباب والأسر. فمنذ بدء التحضيرات، تتطلب العملية جهوداً مكثفة في مجالات التنظيم، والخدمات اللوجستية، والتقنية، والأمن، والضيافة، وتذاكر البيع، مما يوفر دخلاً للعديد من الأفراد والعائلات. هذا التدفق النقدي يسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى المعيشة للعديد من العاملين في هذه القطاعات. حيث يتجلى الأثر الاقتصادي للمهرجان أيضاً في إنعاش الحركة التجارية بشكل لافت. فالمطاعم والفنادق والشقق الفندقية في جرش وعجلون وحتى العاصمة عمان تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإشغال والإيرادات. هذا التدفق السياحي، سواء من الزوار المحليين أو العرب والأجانب، ينعكس إيجاباً على محلات التجزئة، ومحلات بيع الهدايا التذكارية، وخدمات النقل والمواصلات التي تستفيد جميعها من زيادة الطلب. الأسواق التقليدية والحرفية في جرش تزدهر خلال فترة المهرجان، حيث يقبل الزوار على شراء المنتجات المحلية التي تعكس التراث الأردني الأصيل.

ولعل من أبرز إسهامات المهرجان الاقتصادية هو دعم الصناعات الحرفية والإبداعية والمنتجات المحلية. وذلك لتوفير المهرجان منصة تسويقية ذهبية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخاصة تلك التي تديرها النساء، لعرض وبيع منتجاتها اليدوية الفريدة. من المطرزات التقليدية، إلى المنتجات الغذائية التراثية، مروراً بالخزف والمنحوتات الخشبية والمنتجات العطرية، يجد الحرفيون سوقاً واسعاً لمنتجاتهم، مما يعزز دخول الأسر ويحفظ الحرف التراثية من الاندثار. هذا الدعم المباشر للمنتج المحلي يساهم في بناء اقتصاد محلي أكثر استدامة وتنوعاً.

كما يوفر المهرجان بيئة حاضنة لدعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة، ليس فقط في المجالات الفنية والثقافية، بل أيضاً في التكنولوجيا وتصميم المنتجات. إن عرض هذه المشاريع أمام جمهور واسع من الزوار والمستثمرين يفتح آفاقاً جديدة للنمو والتعاون، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

في المحصلة، يتجاوز مهرجان جرش للثقافة والفنون كونه مجرد احتفال فني ليصبح رافعة اقتصادية قوية، تسهم في التنمية المستدامة، وتعزيز سبل العيش، وإبراز القدرات الاقتصادية الكامنة في التراث والثقافة الأردنية. إنه ليس مجرد حدث عابر، بل هو احتفال بالحياة، بالفن، وبالقدرة اللامتناهية للإبداع على تحويل التحديات إلى فرص، ونسج خيوط الازدهار في نسيج وطننا الغالي. ومع كل عام يمر، يثبت مهرجان جرش أنه ليس فقط إرثاً ثقافياً عريقاً، بل هو شعلة أمل وتقدم تضيء دروب المستقبل، مؤكداً على أن الفن والثقافة هما القوة الدافعة للتنمية الشاملة والرفاهية المجتمعية.

ختاماً يبقى مهرجان جرش للثقافة والفنون، عاماً بعد عام، شهادة حية على قدرة الفن والثقافة على بناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية المستدامة، ونسج خيوط الأمل في قلب كل زائر ومشارك.