البكم الأزرق على المدرج الجنوبي.. (الله يهديك يا أخ عبدالهادي راجي)   |   ورشة لمركز الشفافية في بيت شباب إربد لتمكين الشباب في تعزيز نزاهة الأحزاب   |   تنظيم التبغ في أوروبا: بين الصحة العامة والتعقيد البيروقراطي   |   افتتاح البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون 39    |   افتتاح المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 ضمن فعاليات 《جرش39》   |   الكنيست الصهيوني انهى القضية الفلسطينية وحل الدولتين   |   اختتام فعاليات معسكر النشاط الرياضي في مركز شابات جديتا   |   خصوصيتك في أمان: كيف تحمي تقنية 《Galaxy AI》 الخصوصية باستخدام《Samsung Knox Vault》   |   ميادة شريم : عندما اختفى صوت الإنسانية في العالم ما زال صوت الأردن حاضرًا في كسر الحصار عن غزة   |   عمر العبداللات يتضامن إنسانياً وفنياً مع أهالي قطاع غزة   |   وكالة بيت مال القدس تمُول مشاريع لتمكين المزارعين الفلسطينيين في محافظة القدس   |   جرش وغزة: بين الواجب القومي والهوية الحضارية   |   في جرش كل البدايات لكل شيء    |   إفتتاح إستثنائي لفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 39   |   أيمن سماوي يهندس مشهد الافتتاح في جرش بطريقة مبتكرة.. وسماء المدينة تتوهج بالدرون   |   برعاية رئيس الوزراء انطلاق شعلة مهرجان جرش الـ39 تحت شعار 《هنا الأردن..ومجده مستمر》   |   تواصل الجلسات التعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في إربد   |   مهرجان جرش.. عنوان لإدامة الحياة   |   الفنان ناصيف زيتون : “لطالما حلمت أن أكون جزءًا من مهرجان جرش   |   اختتام معسكر التجارة الإلكترونية في مركز شباب لواء الجيزة   |  

جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني


جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني
الكاتب - بقلم المحامي وليد حياصات

جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني

 

بقلم المحامي وليد حياصات

في لحظة إقليمية محتقنة، يطلّ مهرجان جرش كحالة سيادية، لا مجرد فعالية فنية. فحين تُضاء المسارح في المدينة الأثرية، لا تُضاء فقط للقصائد والموسيقى، بل يُضاء معها وجه الوطن الآمن.

 

أيمن سماوي، المدير التنفيذي لمهرجان جرش، أجاب في صالون عمّان الثقافي على سؤال من الصحفية لما شطارة: “كيف يعبّر المهرجان عن الأمن والأمان في الأردن؟” فأجاب ببساطة مذهلة: “بإقامة المهرجان نفسه.” هذه الجملة، تحمل في جوهرها فلسفة سياسية وثقافية عميقة، وتُترجم ببلاغة العلاقة العضوية بين الأمن والهوية، بين الفن والسيادة.

 

فالأردن لا يُقيم مهرجان جرش لأنه بلدٌ مستقرّ فحسب، بل ليُعلن بهذا الاستقرار نفسه. فكل دورة من دورات جرش، هي رسالة استراتيجية تُرسل إلى الداخل والخارج: نحن بلدٌ آمنٌ بما يكفي ، ونُعلن الحياة لا الطوارئ.

 

الفنانين الأردنيين يصعدون على مسارح جرش، لا يُقدّمون عرض فقط، بل يُشاركون في طقس جماعي يؤكّد معنى الانتماء. هم يُجسّدون قدرة الدولة على توفير مساحة حُرّة للتعبير، آمنة، مشرعة، ومفتوحة على الجمال لا الخوف.

 

وعندما أعلن سماوي عن مشاركة فرقٍ من أكثر من ثلاثين دول عربية وأجنبية، لم يكن يعلن فقط عن تنوّع البرنامج، بل عن عمق الثقة الدولية بالأردن: ثقة بأن هذا البلد، برغم ما يحيط به من حرائق، لا يزال يفتح أبوابه للفنّانين كما يفتح قلبه للضيوف. الأمن هنا ليس إجراءً، بل ثقافة.

 

في جرش، لا تُرفع لافتات الأمن كشعار، بل يُمارَس كحقيقة معيشة. يُمنح الفنّان كامل حريته، ويُقابل الإبداع بالتقدير، هذا هو الأمن الحقيقي: أن تؤمّن للمبدع خشبة، لا أن تحاصره بسياج.

 

جرش هو الأمن حين يُغنّى.