ارتفاع صافي أرباح  قطاع التعدين 10.1% في الربع الأول عام ٢٠٢٥   |   المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ينظم اليوم البحثي الأردني-الأوروبي في ثلاث جامعات أردنية   |   إن القويّ بكلّ أرضٍ يُتّقى   |   تعلن رابطة الكتّاب الأردنيين عن إطلاق جائزة            المفكّر والمناضل مجلي نصراوين للدراسات الفكرية والقومية / 2025   |   《ريفلِكت》 يطلق حملة 《المليون نقطة》 ويعلن عن ميزة "لقسائم الإلكترونية" الجديدة   |   زين ومؤسسة التدريب المهني تجددان شراكتهما للعام الـ17 على التوالي   |   تقرير الرئيس السابق لوزراء إيطاليا والبنك المركزي الأوروبي يلهم أسس تعزيز التنافسية الأوروبية لمستقبل اقتصادي أفضل من خلال تبني نهج الحد من المخاطر   |   فيلادلفيا تتألق في بطولة الكرة الطائرة للجامعات   |   كلية الهندسة والتكنولوجيا في جامعة فيلادلفيا تشارك في ملتقى الريادة 2025   |   《سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي》 تعلن عن إطلاق الحملة السنوية للصيانة المجانية لأجهزة التكييف المنزلي   |   شراكة بين نتورك إنترناشيونال–الأردن وجامعة مؤتة لدعم التعليم المالي وتعزيز الابتكار والاقتصاد الرقمي   |   وزير الثقافة يفتتح بازار الخضر السنوي في ماحص والفحيص   |   مهرجان العقبة الغنائي الأول》.. يتوج نجمه في الثامن من أيار   |   حداد مديرا وممثلا لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في السعودية   |   منتدى الاستثمار الرياضي في الشرق الأوسط يعود إلى لندن في نسخته الرابعة المرتقبة   |   القضاة: الحكومة ملتزمة بدعم قطاع المواد الغذائية    |   البنك الأردني الكويتي يطلق حملة 《توفيرك عنا وربحك منا》 لأصحاب حسابات التوفير-الجوائز   |   زين تجدد دعمها لصندوق الأمان لمُستقبل الأيتام للعام الـ14 على التوالي   |   عمّان تُشارك العالم صناعة الأمل في سباق وينغز فور لايف العالمي   |   عمان الأهلية تُشارك وتُساهم برعاية المؤتمر الأردني العاشر للبصريات   |  

زمن الرويبضة


زمن الرويبضة
الكاتب - نادر حرب

زمن الرويبضة

بقلم: نادر حرب

 

في زمن تعالت فيه أصوات الجهل على نبرات الحكمة، واعتلى السطح من لا يملك من المعرفة إلا قشورها، نعيش ما يمكن أن يُسمى حقًا بـ"زمن الرويبضة". ذلك المصطلح الذي جاء في الحديث النبوي الشريف، حين سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن معنى الرويبضة، فقال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

لقد أصبحنا نرى هذا المشهد يتكرر يوميًا. أشخاص لم يعرفوا للعلم بابًا، ولا للفكر مسارًا، يتصدرون المجالس والمنابر، ويصدرون الأحكام، ويوجهون العقول. في الإعلام، في السياسة، على منابر التواصل الاجتماعي، وحتى في بعض ساحات التعليم، أصبح الرويبضة رمزًا لا يُستهان به، يقود جموعًا من المتابعين، لا لشيء إلا لبراعة في الظهور، أو جرأة في الخطاب، أو قدرة على إثارة الجدل.

والمأساة الأكبر ليست في وجود الرويبضة، بل في تقبُّل المجتمع لهم، بل وإعطائهم المساحة والشرعية. كأن العقول ارتضت أن تُقاد، وأن تُستبدل المعرفة بالتهريج، والفكر بالشعارات، والوعي بالتسطيح.

زمن الرويبضة ليس وليد لحظة، بل هو نتاج عقود من تغييب الوعي، وتهميش العقل، وتسليط الضوء على كل ما هو فارغ. والنتيجة: نعيش اليوم زمنًا تغيب فيه البوصلة، ويختلط فيه الصادق بالكاذب، والجاهل بالعالم، ولا يُعرف للحق طريق واضح.

لكن رغم كل ذلك، يبقى الأمل. الأمل في صحوة فكرية، في عودة الكلمة إلى مكانها، وفي إحياء العقل النقدي في أجيالنا القادمة. فالتاريخ علمنا أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.

ختامًا، لعلنا في زمن الرويبضة الآن، لكن دوام الحال من المحال. وما دامت هناك أقلام حرة، وعقول تفكر، فإن هذا الليل له فجر قادم لا محالة.