شركة توزيع الكهرباء تفوز بثلاث جوائز للتميّز في السلامة والصحة المهنية من الضمان الاجتماعي   |   العياصرة يشارك بندوة في كلية الحصن الجامعية حول اليوبيل الذهبي للمكتبة الوطنية   |   ورشة توعوية حول آفة المخدرات في مركز شابات ماركا   |   يوم الابتكار في عمان الأهلية بمشاركة نخبة من متخصصي الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال   |   البنك العربي وشركة جي سي بي إنترناشونال يطلقان عمليات قبول الدفع ببطاقات جي سي بي في الأردن   |   مفارقة بين متقاعدي الشيخوخة ومتقاعدي المبكر.!   |   المهندس العلاونة : أكاذيب وافتراءات ممنهجة ، ودورنا الوطني مستمر مهما تعالت أصوات الناعقين   |   الاردن اقوى واشرف من كل اخبار الفتنه   |   35 دار نشر أردنية تشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب 2025    |   الاتصالات الأردنية تعلن عن توزيع الأرباح على المساهمين ٢٠٢٤   |   عبدالرحمن الخضور يفوز بلقب نجم "مهرجان العقبة الغنائي" في موسمه الأول   |   خبراء يحذرون: تجاهل الأدلة العلمية حول البدائل المبتكرة قد يعيق جهود مكافحة التدخين   |   جامعة فيلادلفيا تُطلق رسميًا نادي العمل التطوعي بندوة بعنوان 《العمل التطوعي: مسؤولية، أثر، وتمكين》   |   جامعة فيلادلفيا تحرز الميدالية البرونزية في بطولة الجامعات الأردنية للملاكمة   |   شاشات 《QLED》من سامسونج تحصل على شهادة 《Real Quantum Dot Display》من 《TÜV Rheinland   |   من المرور إلى حماية الأسرة: ندوات شاملة تعزز وعي طلبة فيلادلفيا بالمسؤولية الوطنية   |   نتائج مميّزة لطلبةعمان الأهلية في بطولة الجامعات للملاكمة   |   العمالة غير الأردنية واشتراكات ضائعة على الضمان.!   |   الاردن ليس متهما ليدافع ، ولا يطلب شهادة حسن سلوك من أحد   |   جامعة فيلادلفيا تحرز الميدالية البرونزية في بطولة الجامعات الأردنية للملاكمة   |  

زمن الرويبضة


زمن الرويبضة
الكاتب - نادر حرب

زمن الرويبضة

بقلم: نادر حرب

 

في زمن تعالت فيه أصوات الجهل على نبرات الحكمة، واعتلى السطح من لا يملك من المعرفة إلا قشورها، نعيش ما يمكن أن يُسمى حقًا بـ"زمن الرويبضة". ذلك المصطلح الذي جاء في الحديث النبوي الشريف، حين سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن معنى الرويبضة، فقال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

لقد أصبحنا نرى هذا المشهد يتكرر يوميًا. أشخاص لم يعرفوا للعلم بابًا، ولا للفكر مسارًا، يتصدرون المجالس والمنابر، ويصدرون الأحكام، ويوجهون العقول. في الإعلام، في السياسة، على منابر التواصل الاجتماعي، وحتى في بعض ساحات التعليم، أصبح الرويبضة رمزًا لا يُستهان به، يقود جموعًا من المتابعين، لا لشيء إلا لبراعة في الظهور، أو جرأة في الخطاب، أو قدرة على إثارة الجدل.

والمأساة الأكبر ليست في وجود الرويبضة، بل في تقبُّل المجتمع لهم، بل وإعطائهم المساحة والشرعية. كأن العقول ارتضت أن تُقاد، وأن تُستبدل المعرفة بالتهريج، والفكر بالشعارات، والوعي بالتسطيح.

زمن الرويبضة ليس وليد لحظة، بل هو نتاج عقود من تغييب الوعي، وتهميش العقل، وتسليط الضوء على كل ما هو فارغ. والنتيجة: نعيش اليوم زمنًا تغيب فيه البوصلة، ويختلط فيه الصادق بالكاذب، والجاهل بالعالم، ولا يُعرف للحق طريق واضح.

لكن رغم كل ذلك، يبقى الأمل. الأمل في صحوة فكرية، في عودة الكلمة إلى مكانها، وفي إحياء العقل النقدي في أجيالنا القادمة. فالتاريخ علمنا أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.

ختامًا، لعلنا في زمن الرويبضة الآن، لكن دوام الحال من المحال. وما دامت هناك أقلام حرة، وعقول تفكر، فإن هذا الليل له فجر قادم لا محالة.