هل تتدخل وزارة الثقافة لايقاف الانحدار في المسرح الاردني؟   |   زين تحتفل بمرور 10 أعوام على تأسيس منصّتها للإبداع (ZINC)   |   الضمان الاجتماعي تصدر التقرير التحليلي لإصابات العمل خلال عام 2023   |   السعودي مشعل تامر يستعد لاطلاق البومه الغنائي باللغات العربية والإنجليزية والاسبانية   |   استراتيجية التوازن الجيوسياسي   |   الأردن يسير 16 طائرة مساعدات جديدة ضمن الجسر الجوي إلى غزة   |   إصابة 8 في إطلاق نار على موقع للجيش الإسرائيلي شرق جنين   |   الطفل شهم زياد يطفىء ثلاث شمعات .. العمر المديد   |       تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين: - مشرف مختبر الهندسة الكهربائية- قوى وآلات / كلية الهندسة والتكنولوجيا   |   مجموعة نُقُل تطلق 《شركة نُقُل للبناء》 وتُدخِل الطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد إلى قطاع الإنشاءات في الأردن لأول مرة   |   مؤتمر لسلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة وهيئة تنشيط السياحة اليوم في مدينة العقبه   |   مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين غرفتي تجارة الاردن واوزباكستان   |   وكلاء الذكاء الاصطناعي - مستقبل التعلم   |   قرابة 70 برنامجا في الخريطة البرامجية لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية في شهر رمضان المبار   |   《جورامكو》 تدعم برنامج GoGreen+ لوقود الطائرات المستدام التابع لشركة   |   للعام الحادي عشر على التوالي JTI العالمية تحقّق جائزة Global Top Employer   |   ما الذي حقا يريده الرئيس دونالد ترامب   |   بنك الأردن يدعم حملة الشتاء ليساند الأطفال في قطاع غزة بالشراكة مع تكية أم علي   |   لتعزيز دور الثقافة في الإصلاح والتحديث   |   عيش لحالك اغنية جديدة للفنانة العراقية ميرنا كوزا   |  

مواصفات «الترمبية الجديدة» وسؤال المستقبل؟


مواصفات «الترمبية الجديدة» وسؤال المستقبل؟
الكاتب - د.اسعد عبد الرحمن

 

مواصفات «الترمبية الجديدة» وسؤال المستقبل؟

الدكتور اسعد عبد الرحمن :

«البنية الفكرية والسياسية» للرئيس الأميركي السابق (والقادم) دونالد ترامب باتت أمراً معروفاً على نطاق عالمي. وهذه"البنية» هي الجانب الأساسي المتعلق بشخص ترامب غير المختلف عليه ليس على صعيد العرب و الاسرائيليين البارزين فحسب، وانما أيضاً على صعيد البارزين في العالم سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو اعلاميين أو باحثين... الخ.

 

أما الأمر المختلف عليه بين معظم هؤلاء فينصّب تحديداً على طبيعة مفاعيل افرازات خلايا دماغ الرئيس ترامب وأثرها على قراراته المستقبلية التي يصعب تقديرها أو تخمينها. وهذا الواقع هو الذي جعل المحللين يخلصون دوماً إلى وضع سيناريوهات بخصوص قراراته المستقبلية دون توافر اي قدرة لدى هؤلاء المحللين على وضع الاصبع عليها بدقّة أو بيقين!

 

ومع كثرة المصادر الاسرائيلية التي تحدثت عن حقيقة البنية الفكرية والسياسية لترامب، فإنني وجدت ان أشملها وأبلغها هو ما جاء في افتتاحية صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر بتاريخ 8/11/2024. فلقد أجملت الافتتاحية مكونات تلك البنية على أساس أن ترامب (ويشاركه فيها-وفق استخلاص الافتتاحية- رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو) هو من المؤمنين بأفكار «انعزالية قومية»، وكراهية للأجانب، والاعجاب بالأثرياء، واحتقار المؤسسات والقواعد والقوانين.. كي تكون سلطته هو (وليس أحداً غيره) سلطة بدون كوابح. هذا، (علاوة على نجاحه) في تحويل?(الحزب الجمهوري الأميركي)...الى مشروع لعبادة الشخص»!

 

وسواء أحببنا هذا الواقع أم كرهناه، فإن عودة الرئيس ترامب ستحمل في طياتها تغييرات جذرية ليس داخل الولايات المتحدة فحسب وإنما أيضاً على امتداد العالم خاصة بعدأن اضافت مواصفات هذه «العودة» الكثير الكثير لقوته. فهو الرئيس الثاني (في التاريخ الأميركي) الذي خسر الرئاسة في دورة ثانية لكنه عاد ففاز فيها في دورة جديدة. كما أن شعبيته، التي تتبدى في الحقائق والأرقام، جعلت منها شعبية كاسحة على مستوى الاصوات الاجمالية للمنتخبين (ساحباً عديد الأصوات المحسوبة تاريخياً لصالح الحزب الديمقراطي المنافس) فاكتسح جميع الولايات ?لمتأرجحة.

 

والحال كذلك، انعقد لترامب ولتياره الانعزالي لواء الحزب الجمهوري ملغياً أو محجماً مختلف القيادات التاريخية أو الصاعدة في الحزب، وبالذات مع استيلائه، في عودته «المظفرة»، على السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والمحكمة العليا)!

 

ومما راكم قوة استثنائية إضافية للرئيس القادم ترامب حقيقة أنه، بهذه الشعبية المذهلة، لربما ينجح في إكمال عملية «تنظيف» اسمه ومحو الفضائح التي واكبته تاريخياً. أما وأنه لن يستطيع (قانونياً) الترشح لرئاسة قادمة فإن ذلك يعزز من واقع أنه ليس ولن يكون مديناً لأحد في الحزب أو في خارجه، سواء على صعيد ترشحه أو على صعيد نجاحه الباهر، خاصة وأنه -أصلاً- كان قد جاء من خارج عالم السياسة الأميركي وكذلك من خارج عالم السياسة الخاص بالحزب الجمهوري.

 

إزاء كل هذه «التراكمات»، فان من الغريب وأيضاً الطريف، أن عدداً متنامياً من المحللين والمراقبين يراهنون الآن على مكونات القوة الاستثنائية التي أصبحت في يدي ترامب، محمولة على نرجسيته العالية (ولربما المتفاقمة) للاستنتاج بأن عصره (بنسخته الجديدة) سيكون عصراً ذهبياً يمارس فيه الرئيس (العائد الى سدة حكم اقوى بلدان العالم) دور «المستعيد» لعظمة أميركا الجديدة داخلياً وخارجياً، مقروناً بدور «مطفئ الحرائق» على امتداد الكرة الأرضية، متواكباً مع دوره المنشود بصفته «صانع السلام» العالمي بما يؤهله لنيل جائزة نوبل للسلا? (وهو أحد السيناريوهات التي أوردتها في مقالتي السابقة). فهل يتحقق هذا السيناريو «المتفائل» ويشمل في طياته الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي (الأخطر والمزمن في منطقتنا)، ام يسود السيناريو «المتشائم» (وربما المرجح وبالذات بعد إعلانه عن تركيبة ادارته القادمة وهو الأمر الذي لا يبشر بأي خير) هل نشهد سياسة أميركية قوامها أن ما ينطبق على العالم في ظل «الترمبية الجديدة»، المتمتعة بل والمستمتعة بفائض القوة، لا ينطبق علينا نحن معشر العرب والمسلمين بحيث نبقى مستثنيين من تطبيق نواميس الشرعية والقوانين الدولية وبالتالي عرضة?لمخاطر (اقرأ: حماقات) «الترمبية القديمة» التي تمخض جبلها يوما فولد فأر «صفقة القرن» سيئة السمعة والصيت؟!

 

ــ الراي