إشهار 《المفصل في التعريفة الجمركية》 للباحث سمير المكاحلة في المكتبة الوطنية   |   السارة والنوباتونِز) تُحيي أمسية في جرش 2025   |   مشروع 《ذاكرة المكان وجمالياته》.. نقلة نوعية في برامج مهرجان جرش الثقافية   |   علاء حبش بطلاً لفئة الماستر في الجولة الثانية من بطولة الأردن للكارتينغ   |   الحاج توفيق يجدد دعوته للاسراع بإعادة فتح معبر باب الهوى   |   《طلبات》 الأردن تعلن الفائز بسيارة 《BMW I4》 ضمن حملتها الصيفية الأولى 《اطلب بلا هم واربح BMW》   |   بنك الأردن وشركة بيت التصدير يوقعان اتفاقية رعاية للجناح الأردني في معرض دمشق الدولي 2025   |   أنشطة تدريبية ومحاضرات توعوية هادفة لتعزيز قدرات الشباب في إربد.   |   زينه جميل العموري مبروك التفوق والنجاح بالثانوية العامه   |   كورال 《هارموني عربي》المصري يعتلي مسرح جرش الأثري في 27 تموز   |   《عبق اللون》 مبادرة إبداعية تتألق في مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025   |   مدير الإذاعة الأردنية يلتقي الفائزين في الدورة الخامسة عشرة للمسابقة العربية للموسيقى والغناء   |   《Galaxy Watch》... لأن العناية بصحتك تبدأ من النوم   |   مؤتمر صحفي لوزارة الشباب حول 《عمان عاصمة الشباب العربي 2025》   |   انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب بيت راس   |   مذكرة تعاون بين عمان الأهلية و《هواوي تكنولوجيز – الأردن》   |   ديانا كرزون تحيي حفلاً غنائياً في مهرجان جرش   |   إطلاق مشروع 《الذاكرة الثقافية للمخيم》 ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025   |   ندوة حول مهارات الاستماع في مركز شباب بيت راس   |   فرقة 《توت أرض》 تشارك في جرش بعروض موسيقية على المسرح الشمالي   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية


الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية
الكاتب - كتب : محمود الخلايلة 

الملك في الأمم المتحدة .. رسائل القوة ومحاكمة لضمير الإنسانية

 

كتب : محمود الخلايلة 

 

 

قدم جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بنيويورك، عدة رسائل على المستويات السياسية والإنسانية والقانونية الدولية، حملت في طياتها مضامين قوة الخطاب وعمقه مُدعماً بالأدلة والأرقام والبرهان، وكأنما يقدم جلالته محاكمة لضمير الإنسانية لصمته على جرائم المحتل الإسرائيلي. 

وفي كل مرة يعتلي جلالته منبر الأمم المتحدة، يقدم لقادة العالم خلاصة سنوات تجلت فيها الحكمة وبعد النظر، مستنداً على إرث الراحل الحسين الذي يستذكره جلالته بعين الفخر والأثر والتأثير، حين بقي متمسكاً بالسلام حتى الرمق الأخير، وعلى نهجه سار جلالة الملك من أجل مستقبل أجيال المنطقة، لكن الطرف الإسرائيلي إختار المواجهة وانتهج التطرف والقتل والتدمير، حيث يرى نفسه محصناً وفوق كل معايير القانون الدولي.

 

لقد كان الخطاب الملكي في المسار السياسي يضع قادة العالم أمام حقيقة مفادها أن إسرائيل باتت تجر المنطقة إلى منحنيات خطيرة وعواقب السكوت عنها وخيمة، فهذا الكيان لا يعرف سوى لغة القوة، وباتت كل مساعي الحديث عن السلام تذهب أدراج الرياح، وفي ذات السياق أبرق جلالة الملك برسالة مفادها أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً لأحد، وهذا الموقف يعبر عن وجدان وإرادة كل الأردنيين الذين يقفون صفاً واحداً خلف جلالة الملك _ شعباً وسلطات وجيشاً وأجهزة أمنية ومؤسسات، وبعد هذا القول على الألسن التي تطاولت على الأردن أياً كان مصدرها أن تعرف حجمها وأن تدرك جيداً بأن هذا الوطن أصعب وأقوى مما يظن الجميع، ما يحتم علينا في الداخل الأردني أيضاً أن نكون أكثر صلابة وفي جبهة وطنية موحدة متماسكة.

 

وعلى الصعيد الإنساني، لم يسبق الملك أي زعيم في العالم ولا حتى المنظمات الإنسانية، بتقديم هكذا خطاب مدعم بلغة الأرقام والأدلة والبرهان لحجم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية سواء في غزة أو الضفة، وهي لغة الإقناع والتأثير بمواجهة زيف رواية الاحتلال التي باتت مكشوفة أمام الرأي العام الدولي، وهذه لغة بالتأكيد تزعج كياناً اعتاد على بناء سردية مليئة بالأكاذيب.

وعلى صعيد القانون الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، دق جلالة الملك ناقوس الخطر، بقوله إن الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحدة قد بدأت بالانهيار، حيث تصبح حقوق الإنسان انتقائية؛ وعلى العالم أن يدرك أهمية الحديث الملكي بأن تقويض المؤسسات الدولية والأطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه الأمن العالمي اليوم.

 

خلاصة القول، لقد قدم جلالة الملك ما يمكن وصفه بالمحاكمة للضمير الإنساني، ولإرادة قادة العالم، ليصبوا جهودهم سوية من أجل وقف الهمجية الإسرائيلية، أو الانحياز للباطل الذي ستصيب آثاره وسلوكياته المدمرة كل بقعة في هذا العالم، حيث يخفت صوت العقل، ويعلو صوت الجهل، وحيث تبقى قيم ومعاني الإنسانية انتقائية حسب الأهواء، وحينها يعود العالم إلى سنوات القتل والدمار والحروب المدمرة.