ميثاق الولاء
بسم الله الرحمن الرحيم
ميثاق الولاء
اهمية تصويت الناخب لمن وعده بالتصويت
أخبرنا رسولنا الكريم عن المنافقين بخصال ليحذرنا منها، حتى نبتعد عنها، يقول ﷺ: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. يحذرنا من إخلاف الوعد، ومن الكذب في الحديث ، ومن الخيانة في الأمانة، وأنها من خصال أهل النفاق، نعوذ بالله. لذا يجب علينا الحذر من انتهاك هذا الميثاق العظيم الذي يجمع بيننا وبين مجتمعنا.
تُعتبر الانتخابات من أهم المظاهر الديمقراطية التي تعكس إرادة الشعوب وتوجهاتها السياسية. ومن بين الأمور الأساسية التي يجب على الناخبين مراعاتها خلال هذه العملية هو الالتزام بالوعود الانتخابية كجزء من الميثاق الاجتماعي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالانتماء إلى حزب معين.
في سياق الانتماء الحزبي، يُعتبر التصويت للحزب الذي ينتمي إليه الناخب بمثابة تعبير عن الولاء والوفاء للميثاق الذي يمثل القيم والمبادئ التي يعتنقها ذلك الحزب. فالأحزاب السياسية تأتي عادةً ببرامج وأهداف واضحة تهدف إلى تحقيق الخير العام، ومن هنا فإن التصويت للحزب يعتبر ترجمة لتلك الأهداف واعترافًا بالجهود التي بذلها المرشحون في سعيهم لنيل الثقة، مما يؤكد التزامهم بالميثاق الذي وعدوا به ناخبيهم.
إن عدم التصويت للحزب المنتسب إليه الناخب يمكن أن يُعتبر تجاوزًا للوعد الملتزم به بين الناخب والمرشح، وكسرًا للميثاق المتعلق بالثقة والولاء. فالوفاء هو صفة نبيلة، والتراجع عنه يعد من أنواع الغدر والنفاق. المجتمع يحتاج إلى أناس مخلصين يتبعون مواقفهم ويؤمنون بأفكارهم، وعندما يُظهر الناخب ترددًا أو عدم التزام بحزبه، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الميثاق الاجتماعي ويُفقد الثقة بالمؤسسة السياسية بشكل عام.
علاوة على ذلك، إن النفاق وفقًا للعديد من الثقافات والديانات يُعتبر من الصفات المذمومة، لذا فإن الانتماء الحقيقي والدعم المستمر للحزب والنخبة السياسية يُعتبر عنصرًا حيويًا للحفاظ على النزاهة والشفافية في العملية الانتخابية، وبالتالي الحفاظ على الميثاق الذي يجمع بين الحكومة والمواطنين.
لذلك على جميع الناخبين الانخراط في العملية الديمقراطية بشكل فعّال، ولكن من المهم عليهم أن يستعرضوا خياراتهم بوضوح وأن يتخذوا قراراتهم بناءً على القيم والمبادئ التي يعتنقونها في إطار الميثاق الذي يربطهم بمصير وطنهم و مستقبلهم . علينا أن نتذكر أن لكل صوت تأثير، ويجب أن يُستخدم بشكل يؤكد التزامنا بالمبادئ التي نؤمن بها.
الدكتور نهاد الجنيدي
معا نبني المستقبل