صدِّقوا الصواريخ، حتى وإن همَست - فهي الاصدق إنباءً!!!
كتب الدكتور سمير محمد ايوب
صدِّقوا الصواريخ، حتى وإن همَست - فهي الاصدق إنباءً!!!
إضاءة على المشهد في فلسطيننا
قبل ايام، أطل الايراني مُباشرة على كل فلس - طين، وباقي الإقليم، كاسرا بصواريخه المُجَنَّحَة ومسيَّراته بعيدة المدى حاجزالتخويف، ممن هم مجتمعين أوهن من بيت عنكبوت. فإن تواضَع الإيراني وأصرَّ على أن حملته التأديبية على العدو، كانت فقط لهدف عسكري ردا على ضرب سفارته في دمشق، فلا تُصدِّقوه بالقطع!!!
بصلابة الصادق الامين، انتصر الايراني لما سبق وأن وعد به علنا. فقد كان الهدف الذي دكته صواريخه المحملة برسائل مشفرة، منتقى بعناية مقصودة، كان الهدف قاعدة عسكرية ومطارا في النقب، قلب العدو. كان الهدف محميا بقطعان من الطائرات والجيوش والبوارج والقبب الحديدية والدفاعات الجوية الارضية والمحمولة، وقواعد الناتو المنتشرة في دول من الاقليم، لتحصين العدو وحمايته.
تعمدت ايران الاعلان المسبق عن اهدافها، لتؤكد بصوت لا يعلو عليه صوت، ولكل من يعنيهم الامر، قدرتها متى وكيف وبالْكَمِّ والكيفية التي تريد، على اختراق كل اجواء الاقليم والعبور منها بنجاح، الى هدفها المقصود ودكِّه. والتاكيد على انهم قادرون على تكرار هذا الفعل وتوسيعه وتعميقه، مرات ومرات، وبدقة اعلى حين تُقرِّرُ إرادتهم.
وإن كانت رشقة الصواريخ الضاربة والمسيّرات الايرانية المُضلِّلَة، ليست في مستوى احلامنا وما نتمنى، نحن المعنيين بتحرير كل حبة تراب في فلسطيننا، فهي بالتاكيد في مستوى ما أعلنته ايران من اهداف مرحلية محددة الغرض. لكن أرامل وايتام ولقطاء " المسرحية" و"بازارات ماعز لو طار"، يتمادون والمرارة تأكلهم في تقزيم ما حصل، ونصْبِ محاكم تفتيش مشبوهة، تستعيد بقبح آثم، مستنقعات تاريخية عفا عليها الزمن، من عفن سياسي مذهبي سخيف.
يتعالى الإيرانيون حتى الآن، على أن يكونوا طرفاً مُخاصماً لآخرين، ويتجاوزون وجع التجريح والتشكيك والتجني، لطمأنة كل حر شريف ومخلص، على أن معسكر الاعداء مشترك وضعيف، حتى لو كان الهيلمان الناتوي هو الذي يقود، وهو الذي يدير حرب الابادة الهمجيةعلى اهلنا في غزة العزة، وباقي مناحي فلسطيننا بالكامل.
ثم ان ايران بما تملكه من قوة مادية، وبما تعلنه من عداء صامد للصهيو - امريكي، وما تبثه من رؤى تدين دعاة سلام الشجعان وحملة اغصان الزيتون للتنازل المجاني أمام العدو، وبما تملك ايران من رؤى تؤكد على أن الأوطان المسلوبة والكرامة الوطنية والحق بمستقبل افضل، لا تُستعاد إلا بقوة الحديد والنار وحدها، ، كل هذا والكثير من مثله، هو ما يرفع ايران الى سِدْرة الزعامة في الاقليم، وبلا منازع.
ولكن، من يعرف ما هو أدهى وأخطر مما في المسارح والمعلن عليها، يتسامى على صغائر المروّجين للهزيمة كاستثمار، فها هو وهج ساعات الخلاص على الطريقة الغزاوية آخذ في اجتياح المنطقة برمتها. فليس مصادفة أن يكون اهلنا في كل فلسطين واحرار امة العرب والعالم، شركاء في هذا النصر مهما صغر وكان محدودا. فهو ليس لايران ولا للشيعة حصرا، بل بلا تفرقة لكل من يناضل لتحرير كل حبة تراب في فلس – طين، بصبر مستعد لدفع الثمن من دمه ومن رزقه.
لا بد من الاقرار بالاختلاف السياسي مع كل طرف موصوف، والترفّع عن تحقير أي طرف تواطئ او تآمر او تخاذل او قعد ، ومعالجة كل اختلاف بالانفتاح وبالحوار انطلاقا من التسليم بوطنية الكل، ومن الرغبة المخلصة والمؤكدة لتحصين الاوطان وتمكينها بالاستمرار في تمتين الوحدة الوطنية بين القادرين المؤهلين، بدلا من مماحكات العجزة العابثة والتي لا تقدر على الانجاز ولا على الصمود، في وجه عدو يخطط بقدمه الهمجية لما بين النيل والفرات.
كانت رشقة الصواريخ الايرانية مهما يقال عن حجمها وعن فعالياتها او حتى عن مقاصدها، حافزا لنا لنحلم كل يوم، على قائد عربي ميداني مؤهل طموح، يُجدد في مقاصد ومفاعيل الثورة العربية الكبرى، يبني على صواريخ ايران، يُكمل ويُعزز في مواجهة العدو الصهيو – امريكي.
ومن هنا، اناشد إخوتنا في إيران الشقيقة والجارة الابدية، المبالغة في طمأنة إخوتها وجيرانها العرب وإن بالغوا في استعدائها، فإيران من القوى الاقدر في المنطقة، على تكريس وحدة المصالح والجغرافيا والايمان والثقافة التي تربطنا، بعيدا عن مستنقعات التاريخ المذموم، ومبالغاته وأوهامه مهما كان فيها من مظلوميات.
متمنيا ان تكون تلك الصواريخ الجليلة والمسيرات المباركة، وتلك القادمة في مستقبل الايام، هي بَسْمَلات وعتبات لحوار ايجابي بناء و في العمق، بين كل من يعلن أو يعمل من اجل بيت المقدس واكناف بيت المقدس.
بالتاكيد ليس على احرار أمة العرب والعالم، شيء بعيد او مستحيل!!!
الاردن – 17/4/2024