المركب الاخباري:
اعتذرت السلطة الفلسطينية ضمنا من الحكومة الأردنية لأن تعقيدات العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي لا تساعدها في منع المواطنين الفلسطينيين من رعاياها استعمال مطار رامون الإسرائيلي في التنقّل والسّفر خارج فلسطين المحتلة.
وأبلغت الحكومة الأردنية هنا رسميا بأن تدخّل السلطة وبصرف النظر عن كونه غير منتج وغير ممكن قد يؤدي إلى تشجيع سلطات الاحتلال لفلسطينيين أكثر لاستعمال مطارها الذي أثار الضجة والجدل ويقال إنه يتسبّب بخسائر كبيرة للقطاعات الخدماتية والسياحية الأردنية بسلسلة ضخامة الاموال التي يدفعها المسافر الفلسطيني بعد وأثناء استخدام الجسور والمعابر الأردنية.
ذريعة السلطة هُنا كانت أن الإسرائيلي قد يتحرّك نكاية وستوسع في بناء علاقة تعاقدية مباشرة مع المواطنين أو المسافرين الفلسطينيين حيث لن تجد السلطة وسيلة في ظل الظروف والتعقيدات الحالية للحيلولة دون ذلك، الأمر الذي يجعل التصدي لعمليات مطار رامون الجوية محصور فقط بتحسين ظروف السفر ورسوم وكلفة التنقّل عبر الجسور الأردنية ومطار عمان الدولي.
وهُنا ما فعلته السلطة الفلسطينية هو أنها تواصلت مباشرة مع الحكمة التركية ومنعت رحلة كانت مقررة عبر رامون وفيها ركاب فلسطينيون فيما اتّجهت السلطة للتباحث مع الأردنيين لتسهيل إجراءات العبور وطلبت من الامريكيين والدول المانحة تمكين السلطة من تشغيل مطار قلنديا القابع في أراضيها على خط واحد مباشر عبر قلنديا عمان.
بكُل حال بيّنت التفاصيل أن وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية لا تملك أي وسيلة قانونية أو أمنية لمنع سفر الفلسطينيين من رعاياها عبر رامون لكنّها شجّعت عن بعد ونكاية بالاحتلال الاسرائيلي أن تقوم الفصائل بهذا الأمر.
وبالتالي بدأت أطراف في حركة فتح وبصورة أقل في فصائل اخرى بتحذير الفلسطينيين ومحاولة منعهم بصفة غير رسمية طبعا من السفر عبر مطار رامون الإسرائيلي مع التحذير من مخاطر هذا الاتجاه.
وهُنا برزت تصريحات مباشرة لوزراء السلطة الفلسطينية تحذر أبناء الضفة الغربية بأن إسرائيل وعبر برامج مطار رامون تحفر كمينا وهي لم تكن ولن تكون معنية حقا بتسهيل إجراءات الانتقال والسفر ولا بتيسير سبل العيش للشعب الفلسطيني.
ورصدت السفارة الأردنية في رام الله الأسبوع الماضي بطُوله نشطاء من حركة فتح يتصرّفون بالشارع ويرفضون استخدام مطار رامون ويتواصلون تلقائيا مع المكاتب السياحية المحلية ومع المواطنين الفلسطينيين في محاولة للحد من الإغراء الذي يُمثّله السّفر عبر رامون بكُلفة قليلة مادية مع التذكير بأن الالتحاق بحافلة اسرائيلية تنقل ركابا إلى رامون يتطلّب تصريحًا خاصًّا لكل راكب.
وبالتالي موقف السلطة الرسمي المبلغ لعمان هو أن مطارها خيار السلطة والشعب الفلسطيني الأوّل والأخير لكن ظروف الانتقال والسّفر ينبغي أن تتغيّر أو تتحوّل