هل ستضرب رئيسة مجلس النواب الأمريكي بمخاوف جيشها عرض الحائط وتستفز الصين بزيارة تايوان؟
هل فقدت الولايات المتحدة الأمريكيّة هَيبتها، وقُدرتها على تفعيل الرّدع السياسي والعسكري عالميّاً، هذا سُؤالٌ يتردّد في وسائل الإعلام الغربيّة، فحتى حُلفاء أمريكا ما عادت قادرة على “إرغامهم” على تنفيذ رغباتها، وهذا الحال واضحٌ وجليّ من عودة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبلاده، دون أن يحصل على تأكيدات سعوديّة برفع الإنتاج النفطي، وبالتالي خفض أسعار البنزين في بلاده، وامتصاص الغضب الشعبي الأمريكي.
المسألة تكبر وتتعاظم بالنسبة للولايات المتحدة، حينما يتعلّق الأمر بخُصومها الكِبار الصين وروسيا، فالأخيرة تتّجه للانتصار في حربها مع أوكرانيا ضاربةً كُل التهديدات الأمريكيّة بالعُقوبات، ومد كييف بشتّى أنواع الأسلحة، وها هي الصين هي الأخرى تضع أمريكا وسط جدل وإحراج، يتعلّق بتايوان، والتي تعتزم بكين اجتياحها عسكريّاً فيما يبدو.
رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تُخطّط لقيادة وفد وزيارة تايوان، وهي خطوة تبدو للصين استفزازيّة، وتستدعي ردًّا رادعاً، ولكن هي خطوة ستكون أكثر إحراجاً وإذلالاً للولايات المتحدة، حال جرى التراجع عنها، وبفعل التهديدات الصينيّة بالخُصوص.
يُتوقّع أن تقوم بيلوسي بزيارة لتايوان في أغسطس/ آب، ولم يجر تحديد تاريخ مُحدّد لها، وستكون أوّل زيارة نادرة لمسؤول أمريكي، وبالصفة رفيعة المُستوى التي تشغلها بيلوسي حيث تشغل ثالث أهم منصب في التسلسل الهرمي للحكومة الأمريكيّة، ولكن على الأخيرة أن تُعيد حساباتها جيّدًا، وتُدرك حجم التأثيرات السلبيّة التي ستتركها زيارتها لتايوان، والتي قد تصل لمُستوى اندلاع حرب.
التحذيرات الصينيّة بخُصوص زيارة بيلوسي المُرتقبة، واضحة، ولا تحتاج لقراءة ما بين السّطور، فالأمر حينما يتعلّق بسيادة الصين، وسلامة أراضيها، لا يُمكن لبكين التهاون فيه، أو اختيار أوساط الحُلول، وظهر ذلك جليّاً بتصريحات المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة تشاو لي جيان، حين قال بأن أيّ زيارة ستقوم بها بيلوسي “ستُقوّض بشَكلٍ خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”.
ومن غير المعلوم إذا كانت إدارة بايدن درست جميع خيارات الرد الصيني بخُصوص الزيارة الاستفزازيّة في توقيتها، لكن يُدرك الصينيون أن تلك الإدارة يُمكن أن تذهب بعيدًا، وتقدم على تلك الزيارة عنادًا، حيث قال المُتحدّث جيان: “إذا تمسّك الجانب الأمريكي بعناد في هذا المسار، فإن الصين ستتّخذ بالتأكيد إجراءات حازمة وقويّة للدفاع بقوّة عن سيادتها الوطنيّة وسلامة أراضيها، تبدو لغة الصين هُنا حادّة وصارمة، وواضحة، في حين أنها لم تشرح شكل وكيفيّة وحجم هذا الدفاع الرافض لزيارة بيلوسي لو تمّت، إلا أنّ زيارة بيلوسي وفقاً للخارجيّة الصينيّة ستكون بمثابة “ضربة خطيرة” للأساس السياسي للعلاقات الصينيّة الأمريكيّة، وستُرسل إشارة كاذبة للقوى الانفصاليّة المُؤيّدة لاستقلال تايوان.