سفيرة التراث غير المتوجة الصحفية هيا الدعجة في لقاء لـ أخبار البلد
عفـاف شـرف
* يعجبني شكل "جداتنا" وأهازيجنا ..وتلفتني المدرقة جداً
* لا يمكنك أن تكون مذيع ناجح دون أن تكون صحفي بالفطرة
* اعتقدت أنني صحفية منذ صغري ، وعرفت ذلك في قرى وبوادي بلدي
كانت تروي القصة وتتحدث عن نفسها وكأنها إحدى الأساطير ، تأخذنا بجولة إلى الذاكرة الأردنية القديمة وتقنعك بأنها جزء منها، ترافق عرار إلى كوخ الندامة وتراقص الغجر، تعزف الأردن وناسها وقصصها ، تجالس النجوم في صحراء البادية وتشب النار وتكون خير "معزبة" لها " تقهويها" وتتسامر معها. تراها بدوية تارة وقروية تارة أخرى ، وفي المحصلة هي أردنية جداً.
استطاعت الصحفية والباحثة في التراث إبنة البادية الأردنية هيا الدعجة الجريَّ وراء شغفها لإلتقاط أحلامها ، هندست الوقت والمكان ، وازنت بين وظيفتها كمذيعة أخبار وبين كونها باحثة ومدونة للتراث ، لتخرج بمزيج بين كل هذا لترسم واقعها وطموحها ومستقبلها.
"أخبار البلد" قررت أن تقابل الصحفية والباحثة في التراث هيا الدعجة لمعرفة محطات حياتها وتجاربها وما قالته في حب هذا الوطن بتاريخه المجيد وعظمة أجداده الذين بنوا أردن من حديد ليختصروا حكاية البسطاء البواسل السمر الفوارس كما أحبت أن تصفهم.
تشير الدعجة إلى أن التحول الكبير نحو الحداثة والتسارع المذهل يفقد الأشياء هويتها وبساطتها ، فأرتأت أن تحمل هذه الهوية رسالة في زمن شتات الهوية وحرصت على أن تبني جسراً منيعاً يربط الأجيال بجذورها.
حصلت الدعجة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة الاردنية وخلال فترة دراستها في الجامعة عملت مع العديد من المؤسسات المحلية والدولية كمتطوعة وعضوة فاعلة ، واصفةً التطوع باللبنة الأساسية لشخصية قوية ومتزنة، مضيفةً بأن العمل التطوعي قام برسم شخصيتها وصقلها وزرع فيها شعورالرضى والقوة، عملت كمدربة بمنظمة الطفولة العالمية "اليونسيف" ومؤسسات محلية ، أسست مباردة لتدريس الأطفال المتسربين من المدارس في المناطق الأقل حظاً.
وتقول الدعجة إن حياتها الصحفية والإعلامية بدأت خلال فترة التطوع كانت تكتب وتستقصي عن الأحداث والقصص بحكم الزيارة للقرى والمحافظات، وتضيف "لا صحافة دون ميدان" ، وتكمل "عرفت قصص لا يعرفها الكثيرين ولم يتناولها التلفزيون ولا الصحف كتبت عنها وصورتها ، لأخلد الأردن والأردنيين، امتلكت القصة لأنني ابحث ، وهذه رسالتي لمن يهتم بالعمل الصحفي" ، ففي عام 2018 تخرجت من الجامعة الأردنية وخلال فترة الدراسة كانت تكتب مقالات حول التراث ولها عامود خاص في صحيفة الرأي، وبعد التخرج بدأت الإهتمام في العمل الصحفي جلياً مما دفعها للحصول على شهادة ال ماجستير في الصحافة والإعلام الرقمي بمعهد الإعلام الأردني عام 2019 مؤكدة بأنها تجربة ثرية تعلمت من خلالها أساسيات العمل الصحفي وقواعده وبعد تخرجها من المعهد شعرت حينها بأنها صحفية حقيقية، وبعد ذلك عُيّنت لفترة وجيزة في قناة ليبية كمذيعة أخبار اقتصادية ثم انتقلت للعمل في قناة رؤيا كمذيعة أخبار سياسية منذ عام حتى اليوم.
وعبرت الدعجة عن حبها للأردن وقصتها مع التراث قائلة: يعجبني شكل "جداتنا" و"دقهن" والأغنية الاردنية والمدرقة تلفتني جداً، مما دفعها للتعرف والبحث أولاً ثم الاختصاص بكل ما يتعلق بالتراث الاردني ، فكانت من أوائل الذين كتبوا ووثقوا للدق البدوي، واليوم هيا في صدد الإنتهاء من إنتاج كتاب خاص بالأزياء التقليدية للنساء في الأردن بالتعاون مع وزارة الثقافة.
جسدت هيا نموج الأصالة والمعاصرة ، فتراها مهرة بدوية الفكر والمبدأ حضارية لتحملك معها مسافرة مدونة للسياحة التراثية بين بيادر القمح الذهبي شمالاً مروراً ببيوت عمان القديمة وتنتهي بك في صحراء البادية الاستثنائية.