خبير: الجيش الروسي سيكون في كييف خلال 10 أيام إذا اندلعت الحرب
تتوالى التوقعات السياسية والعسكرية من اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا، واحتمالية حدوثه في غضون أيام، خصوصا في ضوء التصريحات الصادرة عن مسؤولين أميركيين مؤخرا.
من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي مأمون أبو نوار، إن موعد الهجوم الروسي في حال وقع سيكون قبل منتصف شهر آذار/ مارس المقبل؛ نظرا لطبيعة الأرض في ضوء الحالة الجوية.
وأضاف أبو نوار في حديثه لـ”الغد”، أن الأرض الآن شبه متجمدة، وحركة الناقلات والآليات العسكرية عليها ستكون سهلة، لكنها قد تبدأ بالذوبان الشهر المقبل، الأمر الذي يُعيق حركة الناقلات ويؤخر الهجوم ويجعله بطيئا جدا، لكنه لن يوقفه.
وتابع أن الغزو سيبدأ بقصف جوي وصاروخي على أهداف مختارة ذات ثقل استراتيجي، يتبعه هجوم سيبراني كبير يضرب القيادة والسيطرة وشبكات الطاقة؛ حتى تنقطع الاتصالات بينهم وبين وحداتهم، بالإضافة إلى المؤسسات المالية.
وأوضح أبو نوار أن ذلك كله، مع الهجوم الصاروخي سيؤدي إلى شبه شلل استراتيجي في البلاد، وهدف روسيا من ذلك هو عدم ضم أوكرانيا للناتو، ومن أجل السيطرة والنفوذ على مجال أوكرانيا بالكامل، وبهذا يبتعد الناتو عنها.
وتوقع أن يلي القصف الجوي والهجوم السيبراني، هجوم مدولب ومدرع، لكن الضربات الجوية والسيبرانية يمكن أن توقف الحرب؛ لأنها تمنع حلف شمال الأطلسي “الناتو” من الاقتراب من حدود أوكرانيا، وقد تدفع بالطرفين إلى الوصول لاتفاق مشترك.
ولفت أبو نوار إلى وجود مناورات روسية في البحر الأسود، تُعطي إشارات إلى أن الدخول سيكون من القرم إلى دونباس حيث توجد جماعة الانفصاليين، والذين سيكونون جزءا من مراحل الهجوم.
وأضاف: “بعد ذلك يحدث هجوم محدود مع بلاروسيا باتجاه كييف، وهنا ومع الضربات الجوية والسيبرانية والهجوم المدولب، يمكن أن تندفع أوكرانيا للدعوة إلى الوصول لاتفاق، سوف تنص أهم بنوده على عدم الانضمام إلى الناتو، وإبعاد الصواريخ، والسيطرة والنفوذ على المجال الحيوي والأمني الأوكراني”.
وأكد أبو نوار أنه في حال وقوع حرب، فإن الناتو والدول الأوروبية لن تدخلها، بل ستخوضها أوكرانيا وحدها، لاسيما وأن هناك خلافا بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ذهب بدوره لإجراء محادثات مع بوتين.
وتابع أن ألمانيا ليس لديها يقين استراتيجي فيما يتعلق بمشروع نقل الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب “نورد ستريم 2” الروسي إلى ألمانيا.
وأضاف أبو نوار أن “أوروبا لن تتمكن من التدخل بالحرب؛ لأنها تعتمد بشكل أساسي على الغاز الطبيعي المستورد من روسيا، ونقص الغاز الروسي سيؤثر على الطاقة والنقل والاقتصاد في أوروبا”.
وقال إنه ومع ذلك، فإن بوتين يدرس احتمالية حدوث عمليات مقاومة وتمرد ضده في حال غزو أوكرانيا؛ لذلك سوف يحاول أن يحل الأزمة سلميا وينسحب منها كما حصل في القرم وجورجيا.
وحول قدرة الجيش الأوكراني لصد الهجمات الروسية، بين أبو نوار أن الجيش الأوكراني تدرّب على مدار 10 سنوات وهو مزود بأسلحة من الغرب، لكنه وبعد المحاولة والقتال، سيطلب التفاوض بشأن اتفاق ثنائي مع روسيا.
وبين الخبير العسكري أن قوة روسيا لا تقارن بأوكرانيا، بل إن روسيا سوف تدحر الجيش الأوكراني دحرا، وإن بدأت حسب مراحل الهجوم المتوقع ورغبت روسيا بشن حرب شاملة على أوكرانيا، فستصل القوات الروسية إلى كييف خلال 10 أيام.
وأوضح أبو نوار أن “الجيش الأوكراني أصبحت لديه عقيدة قتالية، لكنه لن يصمد أمام الروس، والهجوم سوف يكون على مراحل لحين الوصول إلى تنازل من الناتو وكييف”.
وشدد على أن الانفصاليين مهمّون للغاية بالنسبة لروسيا؛ لأنهم سبيلها في كسب النفوذ بالبرلمان الأوكراني مستقبلا، وإمكانية أن يكون رئيس الوزراء في أوكرانيا أحد الانفصاليين، وهذا يصب في صالح النفوذ الروسي.
وفيما يتعلق بالتدخل الأميركي عسكريا للوقوف بجانب أوكرانيا في حال الغزو الروسي، أكد أبو نوار أن ذلك لن يحدث؛ لأنها عبارة عن حرب عالمية ومذابح ووقوع صراع أميريكي روسي ناتو كبير.
وكانت واشنطن أعلنت الجمعة، أنّ روسيا قد تغزو أوكرانيا “في أيّ وقت” خلال الأيّام المقبلة، في وقت بلغت الجهود الدبلوماسية الأوروبية بشأن الصراع في هذا البلد طريقا مسدودا وفق ما أعلن أمس المشاركون فيها.
وحذّر البيت الأبيض الجمعة، من أنّ غزواً عسكرياً روسياً لأوكرانيا تتخلّله حملة غارات جوية و”هجوم خاطف” على كييف، بات “احتمالاً فعلياً جداً” خلال الأيام المقبلة، داعياً الأميركيين إلى مغادرة هذا البلد “خلال 24 إلى 48 ساعة”، حسبما ذكرت “فرانس برس”.
وتوالت بعد التصريحات الأميركية، دعوات العديد من بلدان العالم رعاياها في أوكرانيا، إلى مغادرته، وهو الأمر الذي حذت حذوه الأردن التي دعت المواطنين هناك إلى مغادرة البلاد، كما دعت إلى تجنب السفر إليها في الوقت الراهن.