الإعلام الأردني والفرصة المهدورة.
قراءة ما وراء الخبر، وما بين السطور، ومعرفة ما وراء الاكمة، ليست بالضرورة جمع المعلومات، أو حشد الأخبار فقط.
أهمية المعلومة ووظيفتها فهم سيولة اللحظة وتقلباتها الراهنة، لأنها تعني لصنّاع المستقبل (اكتشاف الفرصة)، واغتنامها.
والناس بطبائعهم ألوانٌ ومعادنٌ، فمنهم من يصنع الفرصة إن لم تكن متاحة، ومنهم من يتفنن في إضاعتها وهي بين يديه وملك يمينه...
أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي التخطيط الصحيح لصناعته ، والاستعداد لجميع الاحتمالات القادمة، ومواجهة اي طارئ أو جديد.
حدوث غير المتوقع او توقع ما لا يحدث.
التحدي الذي رافق جائحة الفايروس كورونا حمل على أجنحته فرصاً وافرة ومتعددة.
الإعلام الرسمي الأردني قُدّمت له فرصة العمر بشكل غير مسبوق وبالمجان.
بدفقة واحدة عاد الجمهور الأردني الذي هاجر وهجر الإعلام الرسمي، عاد إلى وسائل الإعلام المحلية الرسمية ( التلفزيون الأردني وقناة المملكة) مع استرجاع بعض الثقة المفقودة. ..
ليس مطلوبا أن يتحول الإعلام الأردني إلى ماراثون السباق مع وسائل الإعلام الدولي أو الإقليمي، ولكن الواجب أن يحافظ على جمهوره الوطني الممول الحقيقي لهذا الإعلام.
للأسف الشديد الفرصة لم يلتقطها العقل السياسي - على افتراض وجوده - فبقي الإعلام صوت الجانب الرسمي الواحد واللون الواحد...
علما بأن خطاب المعارضة لم يكن بعيدا عن الخطاب الرسمي إن لم يكن متماهيا.!
ومع ذلك احتكر الشاشة نفس الفرسان....
إلى درجة الاستهلاك والاستنزاف....
الإعلام المرعوب لن ينتج إلا المهزلة ،
الي متى يبقى الإعلام محجوراً في صندوق الخوف من الرأي الآخر؟
ومتى يتحرر الإعلام من كونه إعلام حكومة إلى إعلام دولة؟