في مسلسل الاعتقالات .. لربما انا الحلقة القادمة
في مسلسل الاعتقالات .. لربما انا الحلقة القادمة !!
الماجد عبدالله الخالدي
المركب الاخباري - كنت مترددا قبل كتابة هذا المقال .. لما كنت احتفظ به من بصيص امل بأن الحرية هنا حقا سقفها السماء .. نظرا للاحتفالات باليوم العالمي للصحافة وحرية التعبير .. ثم تصريحات رسمية تدين اعتقال الصحفيين والاعلاميين .
ولكن الواقع جاء مختلفا جدا عما وجدته في المواقع .. اعتقال يتبعه اعتقال .. وتوقيف بعد توقيف .. لم اجد بين تلك الاعتقالات اي استثناءات .. النائب الحالي والنائب السابق .. السياسي والاعلامي والمذيع .. المحامي والمهندس والطبيب .. المذيعة ورجال الاعمال .. الكبير والصغير والحدث .. الرجل والمرأة .. بعد اعتقال كل هؤلاء راودني شعور يخبرني : لربما انا القادم .. ثم يسأل ذات الشعور عن هؤلاء : الى متى ؟! .
الى متى ستبقى القبضة الامنية سلاح الحكومة لاخماد مطالب الشعب بالاصلاح ؟! والى متى ستبقى سياسة الترهيب طاغية بقرارات الحكومات ؟! حتى وصل بها الامر الى اعتقال النساء بدءا من هند الفايز مرورا بأبنتي عبدالله بطاح وانتهاءا بالزميلة الاعلامية رنا الحموز !! وما هو ذنب وجرم كل واحدة من هؤلاء الحرائر اللواتي تشرفت قبل لحظات بذكر اسماؤهن ؟! جرم المطالبة بالاصلاح بالنسبة لهند !! وذنب تصوير عبدالله بطاح لخط الغاز الصهيوني بالنسبة لبناته .. وخطيئة انتقاد تصريحات تستهجن مشاركة المتقاعدين العسكريين في المظاهرات بالنسبة للزميلة رنا الحموز !! .
وكيف سيمضي الاصلاح في طريقه الصحيح لطالما ان هنالك اليد التي تكمم الافواه معلنة كتمان الحريات للمواطنين بشكل عام والصحفيين بشكل خاص واطلاق شعار يتناسب مع الواقع بمجرياته (حرية سقفها الجويدة) بدلا من الشعار الدارج والمألوف لدى مرتادي الصحافة والاعلام (حرية سقفها السماء) .
بعد كل هذه الاحداث اصبحت متأكدا من ان الاعتقال بدأ يراودني هنا كالموت وكالموت ايضا انتظر دوري ووقتي وساعتي التي تعلن انتهاء حريتي وبدأ مسيرتي في المعتقل تحت العنوان الذي كتبته سابقا استعدادا لهذه اللحظة (انسان تنتظره القضبان) .