《عزم النيابية》 قدوة للعمل البرلماني وفلسفة جديدة قوامها الفعل الميداني 0   |   عبدالله شادي الحوراني فارس العام ٢٠٢٤   |   شكر على تعاز   |   أورنج الأردن تختتم حملة "اشترك واربح مع 5G" بتسليم الجائزة الكبرى للرابحة   |   سامسونج تعلن عن اختيار لاعب كرة القدم الدولي أشرف حكيمي سفيراً لها لأجهزة 《Galaxy》     |   زين ترسل شاحنة مساعدات شتوية للأهل في قطاع غزة   |   أهمية «بوصلة فلسطين» في هزيمة «جنرال التجهيل   |   عمان الأهلية تقيم حملتها التطوعية السّنوية لدعم بنك الملابس الخيري   |   سلاح الحكماء   |   زين تعتمد استراتيجيتها الجديدة 4WARD – التقدم بغاية وتتجه لبناء أكبر "تكتل تكنولوجي" في أسواق الشرق الأوسط   |   اتفاقية لإدارة مشروع جائزة تجارة عمّان للدراسات الاقتصادية   |   الحكومة: لا نقدم وعوداً لن نلتزم بها – صور   |   الحاج توفيق : السماح للشاحنات الأردنية بدخول سوريا على نظام door to door اعتبارا من الغد   |   الأردني الكويتي و ملتقى سيدات الأعمال والمهن الأردني يطلقان برنامج 《هي ريادية》 لتعزيز قدرات موظفات البنك القيادية   |   رحلة كريم في الأردن: ابتكار مستمر لتسهيل الوصول إلى سبل تنقل يومية سهلة وموثوقة من خلال حلول مصممة لتلبية الاحتياجات المحلية   |   السياحة ترعى إضاءة شجرة الميلاد في مكاور   |   المومني يُعلن قرارات مجلس الوزراء في محافظة الزرقاء   |   رئيس الوزراء: الحكومة لن تتأخر في إنجاز المشاريع ذات الأولوية لمحافظة الزرقاء.   |   دبي تحتضن القمة العالمية للابتكار فبراير المقبل    |   البيت العربي يزور مدارس جديدة بمناسبة يوم اللغة العربية    |  

مع اقتراب الانتخابات الأميركية (1-4)


مع اقتراب الانتخابات الأميركية (1-4)
الكاتب - د.اسعد عبد الرحمن

 

مع اقتراب الانتخابات الأميركية (1-4)

د . اسعد عبد الرحمن 

إذ تصبح «إسرائيل «لاعباً رئيساً» في لاهوت آخر الزمان!

 

عديدة هي المنظمات/ الجماعات الصهيونية الأمريكية التي تلعب دورا محوريا في دعم «إسرائيل» سياسيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا، خاصة وأن أعضاء هذه المنظمات/ الجماعات نشطاء في معظم الحركات السياسية، ولهم نفوذهم في الحزبين الديموقراطي والجمهوري، ما يعني تزايد قوتهم الانتخابية وتأثيرهم على صناعة القرار السياسي المؤيد لإسرائيل.

 

هذا، ولطالما عمل هذا اللوبي جاهداً لجعل الولايات المتحدة منحازة دوماً للدولة الصهيونية، وتأكيد أن «دولة إسرائيل» ذات موقع استراتيجي مهم بالنسبة للولايات المتحدة، والادعاء بأنها تكاد تشكل الحليف الفعلي الأوحد لها في منطقة الشرق الأوسط!!! لا بل والحليف الذي يوفر الحماية للمصالح الامريكية!!! (انظر خطاب نتنياهو الأخير في الكونغرس!!!)

 

وفي الوقت الذي يشهد فيه الرأى العام الأمريكي تحولات لافتة تجاه القضية الفلسطينية، وتراجع نسب التأييد لإسرائيل عند شرائح وازنة داخل وخارج الحزب الديمقراطى بشكل ملحوظ، خاصة فى أوساط القوى التقدمية والشباب والأقليات العرقية؛ تتزايد نسب الدعم لإسرائيل داخل الحزب الجمهورى مع تصاعد نفوذ التيار المسيحي الصهيوني الذي يمثل قطاعا عريضا من أنصار ذلك الحزب، كما يمثل نحو ثلث الهيئة الناخبة فى الولايات المتحدة الأمريكية، علماً بأن المسيحيين الانجيليين يشكلون نحو 40% من الناخبين الجمهوريين. ومعلوم ان هذا التيار أصبح في العقود الأخيرة أهم مناصر لإسرائيل ولسياساتها اليمينية المتشددة. وفي المقابل، يعمل اليمين الإسرائيلي ومنذ سنوات على تعزيز الحلف السياسي والمالي مع هذا التيار، الذي يشكل المشروع الصهيوني جزءا مهماً من إيمانهم، والذي يدعم بسط سيادة اليهود على القدس والضفة الغربية وإعادة بناء «هيكل سليمان»، ويربط عودة «شعب إسرائيل» إلى أرضه بمجيء «المسيح المنتظر»، ويسعى إلى مواءمة السياسة الخارجية الأمريكية مع نبوءات الكتاب المقدس بشأن هذه «العودة المقدسة»، ودعم إسرائيل كلاعب رئيس فى لاهوت آخر الزمان!!!

 

وبما أن «وجود اليهود في الأرض المقدسة هو أمر إلهي» عند هؤلاء المسيحيين الصهيونيين (اقرأ: المتمسيحين المتصهينين!)؛ فإن أي حرب تقوم بها إسرائيل هي بمثابة «مشيئة إلهية». وفي ضوء هذا المعتقد الأعوج، تُعتبر كل حروب إسرائيل مصيرية ومقدسة يجب دعمها ماليا، ولا يجب أن تخضع للقوانين الدولية، وبالتالي فإن كل عملياتها العسكرية واستيلائها على الأراضي في حروبها السابقة، وإبادتها الجماعية، وجرائمها ضد الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس مبررة (وغيرها وغيرها من مقارفات)، ويجب الدفاع عنها في المحافل السياسية والدولية! وهكذا، استفادت «إسرائيل» من دعم التيار المسيحي الصهيوني على أكثر من مستوى أهمها: الأول: الدعم السياسي، والثاني: الدعم المالي، والثالث: تأييدها في عدم التزامها بالقانون بالدولي والتهرب من تبعاته. وليس سرا كون العقيدة البروتستانتية الأصولية، التي اعتنقها غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى أمريكا والتي تأثرت كثيرًا بالديانة اليهودية، شكلت بيئة مناسبة لنمو هذا الفكر وانتشاره، هذا علاوة على طبيعة الشعب الأمريكي المحافظة/ «المتدينة»!!

 

فى العقود الأخيرة، تحول الحزب الجمهورى إلى المناصر الرئيس للمصالح الإسرائيلية فى واشنطن، ونشأ تحالف أيديولوجي وعقائدي بين القوى اليمينية المتطرفة بقيادة (بنيامين نتانياهو) في إسرائيل من ناحية، وبالأخص القوى المتنفذة من التيار المسيحي الصهيوني داخل الحزب الجمهوري من ناحية أخرى. ورغم أن مختلف تيارات الحزب الجمهوري تدعم إسرائيل/ ومنها تيار «المحافظين الجدد» وتيار الوسط إلا أنه، وبعد صعود (دونالد ترامب) إلى سدة الحكم عام 2016 أصبح التيار المسيحي الإنجيلي المحافظ (الذى يعرف أيضا بالتيار المسيحى الصهيوني) الأكثر تأثيرًا داخل الحزب الجمهورى بشكل عام وفيما يخص إسرائيل بشكل خاص. وغني عن الذكر أن المقابل الذي دفعه وسيدفعه ترامب لناخبيه المسيحيين - إذا ما فاز-؛ سيغير بشكل حاسم الواقع الراهن في إسرائيل، بتشجيع من التحالف اليميني، ليس في الولايات المتحدة فقط، بل أيضاً في أمريكا اللاتينية، وغيرها من الدول، التي يؤثر فيها الصعود المستمر للجالية الإنجيلية المؤيدة للصهيونية وبالذات في السياسات الداعمة لإسرائيل.

 

في السادس من شباط/ فبراير عام 1985، ألقى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة آنذاك (بنيامين نتنياهو) خطابا أمام المسيحيين الصهاينة، قال فيه: «لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنا اليهودية للعودة إلى «أرض إسرائيل»، وهذا الحلم الذي يراودنا منذ 2000 سنة تفجر من خلال المسيحيين الصهيونيين. إن المسيحية الصهيونية لم تكن مجرد تيار من الأفكار، إنما مخططات عملية وضعت فعلا من أجل عودة اليهود»! وفي هذا الاستخلاص المبكر وصف دقيق لجانب مهم من دور «المتمسيحين المتصهينين» هؤلاء في خلق ودعم وجود «إسرائيل»! ــ الراي