جلسات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال من حرب غزة إلى الذكاء الاصطناعي والتحديات القانونية في الفضاء الرقمي   |   جلسات موازية في 《مستقبل الاعلام والاتصال》حول الذكاء الاصطناعي والبودكاست والصحافة الورقيّة   |   الدكتور عوض القضاة نائباً لرئيس المجلس المركزي في حزب نماء   |   هالة الجراح.. سيدة الموقف    |   الاصلاح الاداري في الاردن وبيئه الاستثمار   |   انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث عشر للجمعية الأردنية لأطباء الدماغ والأعصاب بالتزامن مع المؤتمر الحادي عشر لجمعية مساندة مرضى الصرع – فرع الأردن الخميس القادم   |   《نادي الفحيص》 يتوج بطلا بلقب دوري السيدات لكرة السلة للمرة الثانية بعد تغلبه على كوسيدار الجزائري   |   انطلاق فعاليات بطولة 《عمان عاصمة الشباب العربي 2025》 في مديرية شباب محافظة إربد بمشاركة واسعة من الفرق الشبابية   |   الدكتور منذر جرادات يهنئ الدكتور مدثر ابو كركي بمناسبة تعيينه نائبًا لرئيس جامعة الحسين بن طلال   |   كل عام وأنتم بخير   |   العدوان يطلق بطولة 《عمان عاصمة الشباب العربي》 ٢٠٢٥ لخماسيات كرة القدم من جرش   |   البنك العربي الراعي الماسي لحفل الخير 2025 لمؤسسة الحسين للسرطان   |   سامسونج تكشف عن 《Galaxy S25 FE》 بتقنيات 《Galaxy AI》 وكاميرا احترافية لتجربة رائدة متكاملة   |   وزير العمل يكرّم شركة زين تقديراً لدعمها قطاع التدريب المهني والتشغيل في المملكة   |   مؤسسة الضمان الاجتماعي توفر خدمة جديدة لمتقاعديها للاستفادة من الخصومات الجامعية المقدمة لها من بعض الجامعات والكليات   |   وزير الشباب من الطفيلة: نعمل على تأهيل الشباب من باحثين عن عمل إلى صانعين للفرص   |   خلال جلسة حوارية نظمها 《الميثاق الوطني》.. داودية: لا خوف على الأردن في ظل قيادة حكيمة ووحدة أبناء شعبه   |   المصري يحلل فوضى الإنتاج وأثرها على المزارع والمستهلك   |   سلطنة عُمان ضيف شرف معرض عمّان الدولي للكتاب   |   سارق الأحلام   |  

«طوفان الأقصى»: سيناريوهات التشاؤم...التفاؤل والتشاؤل


«طوفان الأقصى»: سيناريوهات التشاؤم...التفاؤل والتشاؤل
الكاتب - د.اسعد عبد الرحمن

 

«طوفان الأقصى»: سيناريوهات التشاؤم...التفاؤل والتشاؤل

د . اسعد عبد الرحمن :

استفاقت الدولة الصهيونية السبت الماضي على أكبر موجة صواريخ بتاريخها. آلاف الصواريخ التي انطلقت معاً ليس فقط صوب مستعمرات/ «مستوطنات» غلاف غزة، بل صوب تل أبيب وغيرهما من مدن «اسرائيلية» لتنشر الرعب والهلع وتحول «المستوطنين» إلى نازحين لأول مرة في تاريخهم، مع دخول مئات من مقاتلي المقاومة الفلسطينية الى داخل «اسرائيل»، في حادثة لم يكن ليتوقعها أكثر المتفائلين الفلسطينيين وأشد المتشائمين من الإسرائيليين، جعلت هؤلاء الأخيرين يعيشون في صدمة أذهلتهم ولا تزال.

 

عملية «طوفان الاقصى» التي أظهرت (ضمن ما أظهرت) كفاءة وبطولة المقاتلين الفلسطينيين وبراعة التخطيط والتدريب والتمويه والتنفيذ، وكشفت أيضاً عن أن القدرات العسكرية والتحديث في الأسلحة ومليارات الدولارات التي يقدمها الغرب «لإسرائيل»، والصناعات العسكرية الدقيقة وغيرها، ليست ضمانة لا للتفوق الميداني، ولا هي ضمانة للعيش بسلام! فالفلسطينيون، الذين كانوا طوال الصراع هم المدافعين، قلبوا المعادلة ونقلوا الحرب إلى الدولة الصهيونية، التي سقط منها في يوم واحد عدد غير مسبوق من القتلى (الأمر الذي جعل الحكومة تلجأ للاعلان ع?هم بالتقسيط، ووفقاً لفئات، لتجريع الاسرائيليين الحقائق المُرٍة على دفعات) علاوة على أسر أعداد من الجنود و"المستوطنين» لا مثيل لها من قبل.

 

ومن «الطبيعي/ الإسرائيلي» اتخاذ قرار اعلان «حالة الحرب» في الدولة الصهيونية (وهي التي لم تعلن منذ 1973) وبروح انتقامية ثأرية لتعظيم حجم الرد ومضمون وحشيته. ونحن نعي جيدا عدوانية الدولة الصهيونية عند ردها على كل عملية مقاومة سابقا فما بالكم الان وهي مثل «الذئب المجروح"و المهان؟ لكن يبقى السؤال الأهم: هل يكون «طوفان الأقصى» مقدمة لحرب إقليمية أكبر وأوسع ام تظل محصورة في مواجهة محدودة بين الدولة الصهيونية وفصائل المقاومة في قطاع غزة؟!! وهل من مجال لفتح التسوية من جديد؟!!

 

من المهم التركيز على ردود فعل المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين البارزين الذين اكدوا الفشل والإخفاق السياسي والعسكري والاستخباراتي الإسرائيلي: «نحن في بداية كارثة، وسيكون لها تأثير على الشرق الأوسط كلها». وأضاف المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» (عاموس هرئيل): «إسرائيل بحالة حرب. لقد انهارت كليةً العقيدة الدفاعية العملياتية عند حدود قطاع غزة. المجهود العسكري الفلسطيني استهدف غلاف غزة، وبشكل تراجيدي، حقق نجاحًا كاملًا». وختم: «النتيجة كارثية – خمسون عامًا ويوم واحد بعد حرب يوم الغفران. هذا إخفاق هائل تت?ارك فيه كل القيادة السياسية والأمنية، لكن مثل هذه الأمور يجب أن تتضح بشكل معمق بعد الحرب. هذه المصيبة تأتي وإسرائيل في حالة أزمة داخلية غير مسبوقة». أما (غيورا آيلند) الجنرال والخبير العسكري فيقول: «3 دوائر في هذا الحدث تبدو منذ الآن في حالة فشل كبير، أولاً الموضوع الاستخباراتي فالحدث يدور عن عملية حقيقية والاستخبارات الإسرائيلية لم تعرف عنها شيئا، ثانيا منظومة الدفاع عن الجدار انهارت فقد دخل المقاتلون إلى إسرائيل ولم يكن هناك أي شيء لإيقافهم، ثالثا إدارة الحدث، فبعد ساعات طويلة على وقوع الحدث لم ينجحوا في?التغلب على المقاتلين. الحدث كان في 22 بلدة و معسكر جيش». و نختم مع المحلل العسكري (عمير رابوبورت): «ترافق بدء العمليات الحربية بسلسلة من الإخفاقات المذهلة وليس فقط تقصيرا استخباراتيا. لكن بعد ما حدث تنتظرنا أيام صعبة أخرى. قوة الأعمال القتالية في قطاع غزة في الوقت الذي يتواجد هناك عشرات (الاسرى) الإسرائيليين ليست خطوة سهلة».

 

والحال كذلك، ولأن «طوفان الاقصى» جاء بمفاعيل ومفاجئات كبرى لا سابق لها، لا غرابة في صدور ردود أفعال متفاوتة جداً: فمنها - مع حكومة اسرائيلية «مجنونة» في تطرفها - ما يرقى (اقرأ: يهبط) الى قاع خيار تحدث عنه كتاب وعسكريون اسرائيليون عديدون بعبارات مختلفة وأسميه شخصياً:خيار/ سيناريو «شمشون» حتى لو أدى الى هدم المعبد على رؤوس الكثيرين (دخول اراضي «القطاع» من «خلال هجوم عنيف متواصل يهدف الى تدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحركتي «حماس» «والجهاد الاسلامي» - وفق بيان الحكومة الامنية الاسرائيلية).أما السيناريو الث?ني والنقيض فهو «المتفائل» الذي يتحدث عن ضرورة اغتنامها فرصة لفتح «كوة» على درب «الحل السياسي» المهجور منذ سنوات (والمؤمل أن ينتهي الى حل شامل) علاوة على سيناريوهات «متشائلة» مختلفة ومتفاوتة تقع بين السيناريوهين الاولين: المتشائم (وربما جداً) والمتفائل (وربما جداً) !!!! فلمن تكون الغلبة والترجيح بين هذه السيناريوهات؛ سؤال كبير يبقى في «بطن المستقبل» ...وان غداً لناظره لقريب.

ــ الراي