Visa تطلق الميزة التقنية 《Tap to Add Card》في الأردن، لتعزيز سهولة وأمان إضافة البطاقات إلى المحافظ الرقمية   |   الطالب أبودية يُمثل جامعة فيلادلفيا في الملتقى العربي الطلابي السادس لإعداد القادة في دولة الإمارات العربية المتحدة*   |   صور بانوراميه مذهلة لقبة الصخرة من قلعة مكاور بمادبا (شاهد)   |   المنتجات البديلة أقل خطورة من السجائر التقليدية مع مركبات ضارة أقل بنسبة تصل إلى 95%   |   السعودية تستضيف النسخة الـ 27 لبطولة مجلس التعاون الخليجي للجولف في جدة   |   السعودية تستضيف النسخة الـ 27 لبطولة مجلس التعاون الخليجي للجولف في جدة   |   شركة لافارج الاسمنت الأردنية تعلن تحقيق صافي أرباح بقيمة 33.8 مليون دينار في 2024   |   شركة توزيع الكهرباء تطلق خدماتها الإلكترونية التجريبية عبر تطبيق واتساب   |   بمناسبة احتفالاتها باليوبيل الذهبي.. دائرة المكتبة الوطنية تنظم مؤتمرها الدولي الأول   |   موقع عماد السيد المسيح (المغطس) يفوز بجائزة جيست أكتا (GIST ACTA) العالمية للسياحة الأثرية والثقافية لعام 2025   |   الدويري يعلن ترشحه لمنصب نقيب المقاولين للدورة الـ25 بحضور عدد من أعضاء الهيئة العامة .. شاهد الصور   |   15 مليار دينار حجم مبادلات الأردن والسعودية التجارية خلال 5 سنوات   |   تريند مايكرو تحصد لقب «الخيار المفضل للعملاء» من جارتنر لعام 2024   |   نجاح لافت لطلاب قسم العلاج الطبيعي في امتحان الأوسكي (OSCE) بجامعة فيلادلفيا   |   أورنج الأردن تنظم ورشة عمل توعوية لتعزيز شمولية الأشخاص ذوي الإعاقة بالشراكة مع اللجنة البارالمبية الأردنية   |   الحكومة: تعديل ساعات الدوام الرسمي في جميع المؤسسات والدوائر الحكومية للأيام الثلاثة المقبلة بسبب الأحوال الجوية   |   أسير إسرائيلي يقبّل رأس عنصر من القسام خلال تسليمه للصليب الأحمر   |   رغم المحنة.. مطاعم شهيرة في غزة تعود للعمل وسط الركام   |   《حماس》 تسلّم 6 من الاسرى الإسرائيليين في قطاع غزة وتستعرض اسلحة اغتنمتها اثناء الحرب.. شاهد   |   رغم توثيق التنسيق الأمنيّ مع الاحتلال .. ترامب يقطع المساعدات عن أجهزة عبّاس الأمنيّة   |  

الأمن الغذائي مهنا نافع


الأمن الغذائي مهنا نافع

الأمن الغذائي
مهنا نافع

لأسباب انقراض الديناصور العديد من النظريات، وبالرغم من اختلاف العامل الأول المسبب لأي نظرية منهم إلا أن اغلبهم ارتبط بنتيجة ثانية تتعلق بالجانب الغذائي، فبسبب شراهتة ونهم الطعام لديه بعكس غيره من قدرة على الاكتفاء بالقليل مات أبناء جنسه تباعا فانقرض، هي مجرد نظريات غير مثبتة ولكنها تحمل بين طياتها الكثير من العبر، واذكر يوما أنني رسمت ابتسامة متبوعة ببعض الحيرة على وجوه الحاضرين عندما حدثتهم عن فنجان القهوة الذي كان بيدي وقلت ان القليل من الماء سوف يملؤه والقليل من عدم الانتباه سيُميله فيُفرغه.

خبراء ومراقبون حول العالم يحذرون من تداعيات الأحداث الحالية في اوكرانيا وتبعات الجائحة المنصرفة، ومن أن العالم قد يشهد قريبا أزمة حادة للمواد الغذائية، البعض يراها ازمة مفتعلة والبعض يراها غير حقيقية وانها من باب إلقاء اللوم على الدولة الروسية والبعض يراها قاب قوسين او أدنى وهي تنتظر حدثا ما، فالاحداث متتالية والقلق والتوتر أصبح سمة عامة للكثير من الدول مما استدعاهم للبدء بوضع الخطط والمباشرة بتنفيذها لتجنب اي من تداعيات هذه الازمة الغذائية المرتقبة وحتى أن البعض منهم توقف كليا عن التصدير لاهم المواد الغذائية لديه وذلك لدعم مخزونه الاحتياطي.  

لا بد لنا أن نصغي جيدا لتحذيرات الخبراء من أبناء الأردن عشاق الزراعة، ولا بد ان ننتبه اولا لما تيسر لنا من الموارد المائية، فإن حرصنا على تحديث وسائلنا الزراعية، ومع القليل مما لا بد ان نستورده، سنتجاوز اي أزمة عالمية تتعلق بالغذاء والتي نتمنى إن حدثت ان تكون مؤقتة، فبعض الدول ذات التعداد السكاني المرتفع ستعاني كثيرا، فرغيف الخبز لديهم قد يتجاوز خطه الأحمر الاول والذي كان يطلق على رفع سعره إلى خط أحمر جديد هو التقصير بتأمينه. 

 لا نطالب اليوم بالعمل على زراعة الصحراء ولا استصلاح  الأراضي، فقط وبكل بساطة بالطرح نطالب أن نلتفت لزراعة الأراضي الخصبة الصالحة الآن للزراعة حولنا، كم استغرب لِما يحدث نهاية فصل كل ربيع عندما تطالعنا الأنباء عن الحرائق نتيجة كثافة جفاف الأعشاب البرية، فبغض النظر الآن عن الأسباب الغير حميدة لذلك الا يلفت ذلك انتباهنا لخصوبة هذه الأراضي؟

هناك تجارب لبعض الدول لتشجيع المزارع للاقدام على إنتاج بعض الانواع من المنتجات الزراعية التي هي تختارها حسب حاجتها، ويتم ذلك بأن تتعهد الجهة الحكومية ذات العلاقة  بشراء كامل الإنتاج من ذلك المنتج المحدد وبسعر يحقق هامش الربح الجيد للمزارع، وتلحق هذا القرار بتقديم كل الدعم من مشورة وآليات ومستلزمات واسمدة وغيره من وسائل للحصول على أفضل الاصناف من الإنتاج المطلوب، ففي خضم  هذه الاحداث المتتالية يتوقع الخبراء ان يستمر الارتفاع الغير مسبوق للمواد الغذائية والذي قد تتحول تبعاته إلى عواقب وخيمة على العالم بشكل عام وعلى الدول الغير منتجة للغذاء بشكل خاص.

ان الاردن هو من اوائل الدول العربية التي ارست قواعد نظام الجمعيات التعاونية وبنظام محكم عريق شمل اكثر من عشر تخصصات من الجمعيات التعاونية تحت مظلة مؤسسة واحدة، وقد كان أحداها الجمعيات التعاونية الزراعية، فلا اعتقد انه سيصعب على أصحاب الاختصاص العمل على استحداث نظام قريب من نظام تلك الجمعيات لادارة ما قدم من اقتراح الشراء المباشر لمنتج او اكثر من قبل الحكومة.

لا يمكن أن نستمر على نفس النهج الزراعي فلا بد من ان نحتاط لما يجري حولنا، وايا كانت نسبة الصحة لهذه التوقعات فإن هذه التجربة مفيدة وجديرة بالاهتمام، فالامن الغذائي هو الركن الأول من أركان الأمن القومي لأي بلد، وبما أن مقومات نجاحه حاضرة لدينا والتي تشمل توفر الأمن والاستقرار ووجود الاراضي الصالحة للزراعة والوفرة من حملة الشهادات أصحاب الخبرات العلمية المختلفة وخاصة التي تتعلق بالحصاد المائي والاساليب الحديثة للري والأهم من كل ذلك التعداد السكاني المعتدل لدينا مقارنة بغيرنا من الدول فإن لتحقيق هذا الأمن الغذائي المطلوب لا ينقصه الا القرار السليم متبوعا بالتوجيه الحكيم. 

في الأردن أرض خصبة كريمة ان اكرمتها او حتى لو شغلتك عنها مشاغل الدنيا، هي أرض طيبة لن تيأس ابدا لطول غيابك عنها، فهي تترقب عودتك مع اطلالة كل صباح، وكم هي مشتاقة لتسمع ضجيج جرار محراثك، فلنضع خلفنا كل تلك التكهنات والنظريات ولنتجه اليها لضمان استمرار أمننا الغذائي وحرصا منا على مستقبل ابنائنا ومستقبل أحفادنا.
مهنا نافع