جماعة عمان لحوارات المستقبل تعلن عن مبادرتها حول السياحة العلاجية في الأردن كرافعة للاقتصاد الوطني الأردني   |   《طلبات》 الأردن تكرم سائقيها المتميزين وفريق باترول الداعم والشركاء المساندين لسنة 2025   |   حماس أم تهوّر ؟.   |   الموازنة… اختبار دولة لا اختبار مجلس: من يحمي الأردن فعليًا   |   تالوار يتصدر … وبريسنو يخطف الأضواء عربياً في انطلاق بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة   |   البريد الأردني وسفارة بنغلادش تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك   |   أبوغزاله وآفاق الرؤيا يوقّعان اتفاقية لتبادل الخبرات وتنفيذ برامج مهنية مشتركة   |   سامسونج تفوز بجائزة Euroconsumers 2025 عن فئة المكانس اللاسلكية العمودية   |   الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026   |   54) مليون دينار فائض اشتراكات تأمين التعطل لسنة 2024   |   مبادرات هادفة ومستدامة لأورنج الأردن في اليوم العالمي للاشخاص ذوي الإعاقة   |   العماوي يهاجم الموازنة: دين عام منفلت.. ورؤية اقتصادية غائبة والحكومة تكرر النهج نفسه   |   رئيس عمّان الأهلية يشارك في المنتدى الخامس لرؤساء الجامعات العربية والروسية   |   البنك الأردني الكويتي يحصل على شهادة ISO/IEC 27001:2022 المحدثة في إدارة أمن المعلومات   |   النزاهة ومكافحة الفساد.. ركيزة التحديث والإصلاح   |   مصدر رسمي يكشف حقيقة قرار إسرائيلي بعدم تزويد الأردن بحصة المياه   |   الغذاء والدواء: سحب مستحضرات +NAD وحقن غير مجازة من عيادتين   |   فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالبا تسببوا بمشاجرات داخل جامعة اليرموك   |   تعاون بين شركة أكابس (Acabes)، الذراع التكنولوجية للبنك العربي وشركة ميناآيتك    |   جمعية المطاعم السياحية تنتخب اعضاء مجلس ادارتها الجديد    |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • ذكرى الاستقلالِ … تاريخٌ يُنبئُ بمستقبلٍ الدكتورة زينة محي الدين غنيم 

ذكرى الاستقلالِ … تاريخٌ يُنبئُ بمستقبلٍ الدكتورة زينة محي الدين غنيم 


ذكرى الاستقلالِ … تاريخٌ يُنبئُ بمستقبلٍ الدكتورة زينة محي الدين غنيم 

ذكرى الاستقلالِ … تاريخٌ يُنبئُ بمستقبلٍ
الدكتورة زينة محي الدين غنيم 

تحتفي الأسرةُ الأردنيّةُ في الخامسِ والعشرينَ من شهرِ أيّار من كلِّ عامٍ بعيدِ الاستقلالِ، وفي هذهِ المناسبةِ الوطنيّةِ الّتي تبعثُ على الفخرِ والاعتزازِ تشرئبُّ أعناقُ أبناءِ الأردنِّ إلى سماءِ الوطنِ التي تعجُّ بأصداءِ انتمائِهم إلى ثراه، مُباهينَ بهِ سائرَ الأممِ والأوطانِ.

وها قد بزغَتْ شمسُ الاستقلالِ من جديدٍ، واجتمعَ الأردنيّونَ على تعدّدِ منابِتِهم وأصولِهم المنصهرةِ في بوتقةِ الهُويّةِ الأردنيّةِ الواحدةِ على التّغني بالاستقلالِ السّادسِ والسّبعينَ، متّحدينَ وجيشَهم في إعلاءِ رايةِ الوطنِ والتّفاخرِ بتاريخِه … جيشُ الأردنِّ الذي سطّرَ في صفَحاتِهِ أصدقَ معاني البطولةِ والفداءِ، ليختصرَ بدورِهِ تاريخَ المجدِ والعلياءِ.

تُحيلُنا هذه المناسبةُ إلى سبرِ أغوارِ ذاكرةِ الوطنِ وتأمّلِ خطابِ الملكِ المُؤسِّسِ المغفورِ لهُ عبدِ اللهِ الأوّلِ الذي وجّهَهُ إلى الجيشِ العربيِّ الأردنيِّ في يومِ الاستقلالِ، وفي هذا المقامِ يقولُ -طيّبَ اللهُ ثراه-: 
"جنودَنا البواسلَ … أنتمْ سياجُ وطنِكم، ويومُ الاستقلالِ هذا هو الفجرُ اللّامِعُ من بريقِ سلاحِكم، وإنّي لمُغتبطٌ لما شاهدْتُ اليومَ من حقِّ نظامِكم وتدبيرِكم، وأرجو أن تكونَ العاقبةُ لكم ما دمتم المثلَ الذي يُحتذى في التّضحيةِ باسمِ الأمّةِ العربيّةِ وفي البسالةِ والطّاعةِ وأداءِ الواجبِ، وكانَ اللهُ معكم وأعزّكم وأعزَّ الوطنَ بكم". 

وكان لا بدَّ من الاستشهادِ بهذهِ الكلمةِ التي ألقاها الملكُ المؤسّسُ على مسامعِ حماةِ الوطنِ، وجنودِ الجيشِ العربيِّ الباسلِ أثناءَ الاستعراضِ العسكريِّ المَهيبِ الذي أُقيمَ في مطارِ ماركا في الخامسِ والعشرينَ من أيّار عام ١٩٤٦ احتفاءً باستقلالِ المملكةِ الأردنيّةِ الهاشميّةِ، وإعلانِها دولةً مستقلّةً ذاتَ سيادةٍ وحكمٍ ملكيٍّ، فلكلِّ مقامٍ مقالٌ.

إذ أرسى المغفورُ له الملكُ المؤسّسُ دعائمَ الدّولةِ الأردنيِّةِ التي أرادَها أنموذجًا يُحتذى تتطلّعُ إليه مصافُّ الدّولِ نظرةَ إعجابٍ وانبهارٍ بسياساتِها الحكيمةِ وقيادَتِها الفذّةِ التي تُشكّلُ في كُنهِها رمزًا للعزّةِ والإباءِ، ولم تنحرفْ يومًا عن مسارِ الهاشميّينَ في بناءِ أردنٍّ أنموذجٍ؛ فكرّسوا مبادىءَ نهضتِهِ وأسّسوا لقواعدِ استقرارِهِ مستندينَ في ذلك إلى تعاضُدِ أبنائهِ وإيمانِهم الرّاسخِ بفكرةِ اللُّحمةِ الوطنيّةِ.

كما يتبادرُ إلى أذهانِنا في ذكرى الاستقلالِ من هذا العامِ وكلِّ عامٍ دّورُ الهاشميّينَ في حمايةِ المقدّساتِ الإسلاميّةِ في مدينةِ القدسِ، حيثُ كانوا الأوصياءَ الأمناءَ على الأماكنِ المقدّسةِ فيها، وتزامنتْ هذه الوصايةُ مع بدءِ حكمِ الهاشميّينَ للأردنِّ، ونأوْا بها عن كلِّ ما يتعارضُ معها من سياساتٍ واتفاقيّاتٍ؛ فذلك ديدنُ الرسالةِ التي آمنوا بها ولازمتهُم منذُ تولّيهِم مقاليدَ الحكمِ.

فألقتْ رِعايةُ الأسرةِ الهاشميّةِ ظلالَها على المقدّساتِ الدّينيّةِ في القدسِ منذُ فجرِ حكمِهم؛ أي منذُ عهدِ الملكِ المُؤسِّسِ عبدِ اللهِ الأوّلِ، ومن قبلِه المغفورُ له الشّريفُ الحسينُ بنُ عليٍّ - طيّبَ اللهُ ثراه- ليتوراثَها من بعدِهِم ملوكُ الأردنِّ وصولًا إلى جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثّاني ابنِ الحسينِ - حفظهُ اللهُ -  الذي حملَ على عاتقهِ مسؤوليّةَ حمايةِ القدسِ، وصونِ معالمِها الدّينيّةِ، واستنكارِ كلِّ ما قد يمسُّ مقدّساتِها؛ الإسلاميّةَ والمسيحيّةَ، ليواصلَ مسيرةَ أجدادِهِ، وينحى منحاهم في حمايةِ الأماكنِ المقدّسةِ فيها والذّودِ عنها، تلك المسيرةُ التي يمكنُ وصفُها بالوثيقةِ الدّينيّةِ التّاريخيّةِ بينَ الهاشميّينَ والقدسِ الشّريفِ. 

فهنيئًا يا وطني استقلالُك … وهنيئًا لشعبِكَ الذي يفاخرُ بكَ ويزهو في كلِّ الأقطارِ والأمكنةِ، وها هي ذي ضروبُ الاحتفالِ تعمُّ أرجاءَ الوطنِ وربوعَه، إذ علتْ أصواتُ الأهازيجِ الشّعبيّةِ، وسادتِ الأغاني الوطنيّةُ، وعمدَ الشّعراءُ إلى نظمِ قصائدَ يتغنّوْنَ فيها بذكرى استقلالِك لتملأَ أشعارُهم الدنيا وتشغلَ النّاسَ بصدقِ المعاني وسيطرةِ العاطفةِ، فالوطنُ هو الغايةُ والقصدُ.