أمين زيادات يكتب: ما في دخان بدون نار... دخان مطيع مثالاً
المركب الاخباري - بقلم أمين زيادات.. القضية التي أشغلت الرأي العام والحكومة والأجهزة الأمنية منذ أيام وما زالت والتي باتت تعرف باسم مصنع الدخان.
أراقب حجم المداهمات وأتابع حجم المضبوطات وأراقب تباعد المصانع والمزارع عن بعضها البعض وأراقب زراعة الدخان والحشيش وأستغرب من حجم التسهيلات وحجم التواطئ من أشخاص هم في موقع المسؤولية أو خارجها .
وأقول هذه المجموعة أو بالأصح هذه العصابة هي أقرب ما تكون للفعل الإجرامي المنظم والتي يعاقب عليها القانون بحكماً مشدداً.
فالذي أدخل كل هذه الماكنات والمعدات الحديثة جداً والمتطورة في صناعة الدخان والتزوير لا يمكن أن يكون شخصاً وحيداً بل استغل أشخاص بالوظيفة أو خارجها لتسهيل دخولها ونقلها مقابل منافع مادية أو بالتهديد بفضح طوابق وأفعال بعض الأشخاص فكان له ما يريد.
أما موضع تباعد المصانع والمزارع وتوزيعها بين مدينة هنا وأخرى هناك فهذا سلوك و فعل شخص يخطط للمستقبل بأنه اذا ضُبط مصنع أو مزرعة ينجو بباقي المصانع والمزارع، وهذا سلوك وتخطيط إجرامي بامتياز.
لم يعد خافي على أحد بأن الشخص المتهم الرئيسي بهذه القضية شخصاً ليس سهلاً وقد خطط لكل شيء، ولا أستغرب أن ينجو من فعلته ويتحملها صغار عماله فمن يفكر بهذه العقلية لا يمكن أن يُبقي شيئاً مسجلاً في الدوائر الحكومة بإسمه مع أن الجميع يعرف أنه هو مالك هذه المزارع والمصانع التي تمارس أعمالاً وأفعالاً غير قانونية.
هذه القضية التي انفجرت بوجه رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز هي امتحان له عن جدية مكافحة الفساد الذي انتشر بشكل كبير بكافة أشكاله ومسمياته.
ومن خلال متابعتي وتقييمي لهذه القضية أرى أن الإجراءات التي تمت وتتم هي إجراءات أراحت الشارع لوضوح وجدية الحكومة في مكافحة الفساد.
ولكن الشارع ينتظر بفارغ الصبر جدية الحكومة فعلاً قي القبض على أي مسؤول حالي أو سابق مهما كان موقعه ومركزه يثبت تورطه بهذه القضية بأي شكل من الأشكال.
أما إعلامياً فقد أثبتت الحكومة أيضاً من خلال الزميلة جمانة غنيمات الناطق الرسمي باسم الحكومة مهنيتها وحرفيتها في التعاطي مع هذا الملف ولم تترك مجالاً للتأويل بل تعطي يومياً تقريراً مفصلاً عن تطورات القضية وهو ما أراح الشارع فعلاً.
أتمنى لرئيس الحكومة الصديق الدكتور عمر الرزاز أن يستمر بنفس هذه الروح والنهج بتعاطيه مع مختلف الملفات بالتعاون مع مختلف الأجهزة الأمنية التنفيذية.
حمى الله هذا البلد من كل فاسد ومُفسد ومن كل شخص يدعي النظافة وهو أوسخ ما يكون.