منتدى الفكر العربي يشارك في ندوة مأزق الوضع العربي الراهن بموسم أصيلة الثقافي الدولي
د. أبوحمور: مصير الدول والمجتمعات متوقف على إعداد الموارد البشرية وتأهيل الطاقات الشابة
د. أبوحمور: المنطقة العربية فقدت الكثير من المكتسبات التنموية بسبب الحروب والعنف والإرهاب
د. أبوحمور: خسائر الدخل القومي العربي جراء الربيع العربي 1700 مليار دولار وأعداد اللاجئين والمهجرين في الوطن العربي وصلت إلى 14 مليون لاجىء
أصيلة/ المغرب – قال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور: إن مستقبل التنمية العربية يرتبط بالإنسان وإيلائه رعاية شاملة لمختلف جوانب حياته المعيشية والروحية والثقافية المعرفية، والمشاركة المسؤولة والمُنظَّمة تشريعياً ومؤسسياً في صنع القرار؛ مؤكداً أن رؤية منتدى الفكر العربي كما عبَّر عنها رئيسه وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال تنبع من كون التطوير يحتاج إلى رؤية واضحة منفتحة على العالم وعلى الآخر، وتأكيد دور الفرد وحقه في المواطنة الصالحة المسؤولة التي يتم من خلالها التعاطي مع تحديات الواقع وترسيخ ثقافة العمل.
وأوضح د. أبوحمور في الورقة التي قدمها بالنيابة عنه نائب الأمين العام للشؤون الثقافية كايد هاشم في ندوة "مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق" ضمن الدورة 40 لموسم أصيلة الثقافي الدولي بالمغرب التي افتتحت يوم 11/7/2018، أن المصير المستقبلي للدول والمجتمعات متوقف على الكيفية والمنهج في إعداد الموارد البشرية وتأهيل الطاقات الشابة للإيفاء بمتطلبات مجتمع المعرفة، والمشاركة الحقيقية في صنع المستقبل ضمن منظومة تشريعية وسياسية لضمان العدالة وتساوي الفرص بين الجميع على أسس الكفاءة والنزاهة.
وأشار إلى أن ما مرت به المنطقة العربية من الأزمات والحروب والنزاعات المسلحة وخاصة خلال العقدين الأخيرين، أدى إلى فقدان الكثير من المكتسبات التنموية، فضلاً عن أن الكلفة البشرية الباهظة للعنف والنزاعات المسلحة والإرهاب يتحمّل معظمها الشباب والنساء والأطفال كضحايا ومهجرين ومشردين ومحرومين من الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والغذاء ومياه الشرب، وخسائر الدخل القومي العربي جراء أحداث الربيع العربي التي وصلت إلى 1700 مليار دولار، وتزايد معدلات البطالة التي بلغت 17,9%، وارتفاع أعداد اللاجئين والمهجرين في الوطن العربي إلى 14 مليون لاجىء.
وأضاف أن الدمار والخراب لم يقتصر على البنى التحتية بل وصل إلى البنى الاجتماعية، كما أن الدول التي عانت من الحروب والصراعات فقدت الكثير من أبنائها أصحاب الكفاءات المهنية والعلمية، مما يدعو إلى الاهتمام باستعادة القوى البشرية المهجرة وتأهيل كوادر جديدة للمشاركة في إعادة الإعمار والتنمية.
ودعا د. أبوحمور إلى خطط استراتيجية عربية مشتركة لتجنيب الوطن العربي المزيد من الخسائر البشرية والمادية مما يهدد السلم الاجتماعي ومستقبل التنمية القائمة على الموارد البشرية والطبيعية والأرض.
من جهته، قدم كايد هاشم في ندوة موسم أصيلة الثقافي خلاصة حول نتائج المؤتمرات الشبابية التي بدأ منتدى الفكر العربي بتنظيمها منذ عام 2006 وبلغ عددها حتى الآن 7 مؤتمرات حظيت برعاية ومشاركة سمو الأمير الحسن بن طلال، مشيراً إلى أن أهم ما تمثله كونها لقاءات فكرية عربية كبيرة يشارك فيها الشباب والمثقفين وأصحاب الخبرات في مجالات متعددة، وتشكل أعمالها ومضامينها حصيلة غنية من الحوارات في مختلف قضايا التنمية، انطلاقاً من أن الإنسان هو أداة التنمية وروحها وهدفها، وأن الشباب هم المستقبل الذي تبني عليه الأمة الآمال والطموحات نحو الحياة الأفضل، مؤكداً أن تمكين الشباب العربي يستند وفق معطيات هذه المؤتمرات إلى الثقافة العصرية الشاملة والانفتاح الذهني وتشجيع التفكير الناقد والحوار الهادف والتطلع الإيجابي للمشاركة في صنع المستقبل.