أمين زيادات يكتب.. الرصد والدور الأمني لم يعد حلا !!
أخبار الأردن- نبراس نيوز- بقلم أمين زيادات .. كنا نستهجن عندما نسأل عاملا مصريا عن عمله ويجيب بتاع كلو حتى أصبحنا في الاردن بتاع كلو .
فقد أصبح الشعب الاردني خبيرا في السياسة والإقتصاد وخبيرا في الطب والبناء وخبيرا في معرفة الناس، فقد سهلت مواقع التواصل الإجتماعي التواصل مع الغير من خلال نقل المعلومة او الخبر في ثواني لآلاف لا بل ملايين الأشخاص، وخصوصا الفيسبوك والواتس اب .
أنا شخصيا تصلني يوميا مئات الرسائل منها مقالات ومعلومات اقتصادية وأخرى سياسية وفيديوهات، منها انتقادات للملك والملكة والحكومة فكل شيء في البلد غير مرضي عنه.
مقالات وتحليلات سياسية واقتصادية باسماء مستعارة حيناً وأسماء لا يعرف أصحابها أنهم يستعملون أسمائهم دون علمهم، وكلها تنتقد إدارة الدولة وميزانيتها ومدخولاتها ومصروفاتها وفسادها ورواتب المسؤولين فيها.
كل تلك الأرقام والمعلومات والفيديوهات التي يتم تداولها غير صحيحة أحيانا أو مبالغ فيها أحيانا أخرى، المواطن العادي يستقبل هذا الكم الهائل من المعلومات المغلوطة ويبدأ بتداولها مما يزيد سخط وغضب الناس من الدولة بشكل عام والحكومة بشكل خاص.
وما يزيد الطين بلة هو عدم مقدرة الدولة وحكومتها الدفاع عن نفسها من خلال تصحيح المعلومات التي يتم تداولها بطريقة وأسلوب مهني من خلال أشخاص قادرين على إدارة هذا الملف بمهنية واحتراف، مما يفتح المجال عند متلقي تلك المعلومات المغلوطة الى تصديقها وتداولها على أوسع نطاق.
إني ادعو الدولة وحكومتها الى الإستعانة بشركات استشارات إعلامية وتسويقية خبيرة في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي تتولى إيصال المعلومة الدقيقة للناس وتصحيح أي معلومة يتم تداولها إن كانت سياسة او اقتصادية .
الوضع أصبح لا يطاق 99% مما ينشر ويتم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي أخبار ومعلومات وفيديوهات غير صحيحة أو غير دقيقة ابدا، والذي يغضبني أن جزءاً كبيراً مما يصلني ويتم تداوله هو من اشخاص متعلمين ومثقفين ويعرفون أنها أخبار غير صحيحة ولكن نوع من التسلية ولكسر الملل يتم تداولها.
و لا ننسى ان هناك جهات مهمتها أن تصنع الخبر الكاذب السياسي والإقتصادي من خلال اشخاص متخصصين ويتم تداولها من خلال أعداد بسيطة ما تلبث بعدها الا ان تصل لملايين الاشخاص داخل الاردن وخارجه والسبب مواقع التواصل الإجتماعي التي لا تعترف في الحدود بين الدول والتي تصل لكل هذه الأعداد من خلالنا نحن الذين أصبحنا نسوق لهم أفكارهم ومعلوماتهم الكاذبة دون أن نعلم ونحن نظن اننا نتسلى .
على الدولة الأردنية ومكوناتها أن تهتم بهذا الجانب التكنولوجي كثيراً وتستعين باأشخاص وشركات متخصصة في هذا المجال، وان يتعدى دور أجهزتها رصد ما يُكتب وتحويل المسيئين للقضاء فالحلول الأمنية لم تعد حلاً بل على الدولة ومكوناتها أن تصنع الأخبار والمعلومات الدقيقة وأن تصحح الأخبار المغلوطة التي يتم تداولها وتوزعها بنفس الطريقة التي يتم توزيع الأخبار والمعلومات غير الصحيحة .
العالم والعقول تتغير وتتطور، اذا لم نتغير ولم نتطور معها علينا أن نتحمل النتائج.