نواب يباغتون الرئيس ويضعونه بموقف حرج !
في لفتة تستحق الاحترام، قام اعضاء بمجلس النواب اليوم بجمع مبلغ وصل قرابة 35 الف دينار الى زميلتهم النائب مريم اللوزي بعدما توصلوا الى قناعات فيما يبدو ان رئيس الوزراء الذي سبق ان وعدهم بتكفل حكومته بمصاريف علاجها، لم تكن وعوده سوى كلمات في الهواء.
النواب الذين اتخذوا زمام المبادرة، كلفوا النائب عبد الرحيم البقاعي بجمع مساهماتهم تجاه زميلتهم، وتمكنوا من جمع المبلغ المذكور في غضون ساعة واحدة فقط من فتح باب المساهمة، كبادرة فورية تحتذى المركب -
منهم، ليست غريبة على شيم الاردنيين ابدا، فيما يتوقع أن يرتفع المبلغ الى رقم اعلى بكثير سيما وأن العديد من النواب لم يكونوا تحت القبة الثلاثاء، ولم يكن حضورهم يتجاوز نصف عدد اعضاء المجلس ، كما سيظهر تقرير لاحق لـ 'جراسا' باسماء النواب الذين ساهموا في المبادرة الطيبة.
العتب في الاوساط البرلمانية والسياسية والشعبية كذلك، طال شخص رئيس الحكومة ذاته الذي تخاذل فيما يبدو عن مساعدة النائب اللوزي، متناسياً انها مواطنة اردنية قبل أن تكون نائباً، وجب لزاما على حكومة بلادها عونها ومساعدتها في المحنة التي تمر بها، بدلا من اتخاذ موقف سلبي تجاهها.
رئيس الحكومة الذي امتعض من موقف النواب، ومبادرتهم تجاه زميلتهم اللوزي، معتبراً انها 'سابقة لا يحبذها'، ربما لانها تسحب البساط من تحت قدميه وتعزي الفضل للنواب دونه، الامر الذي قد يراه الرئيس صفعة وجهت له من النواب مباشرة ، خاصة وانه سبق ان وعدهم بمساعدة اللوزي مرارا وتكرارا، ولم تر وعوده بصيص نور حتى اللحظة.
الغريب في الامر، أن الرئيس الذي لم يقدم 'على فعل الخير' ان جاز التعبير، بدا كانه لا يريد من النواب 'فعل الخير' كذلك، ولم يكتف بانه لم يَجُد من مال الدولة على مواطنة اردنية، بل يريد منع من يجودون بمالهم الخاص لها، وبات كمن لا يرحم، ولا يريد لغيره أن يرحم !
موقف النواب اليوم تجاه اللوزي، وان كان موقفا أخوياً مشرفاً ، الا انه اوصل رسالة ايضاً الى رئيس الحكومة من النواب مفادها، 'اننا لم نعد نحتاج وعودك'.. فعمل الخير لا يحتاج وعودا بل تنفيذا مباشرا لا يقبل التأويل والمماطلة والتسويف.
امتعاض الرئيس على ما وصفها بالـ'سابقة التي لا يحبذها' من قبل نواب تجاه زميلتهم، تضعف فيما يبدو نرجسية الرئيس تجاه نفسه، وشعوره الدائم انه المسيطر وصاحب اليد الطولى، والمرجع لحل هذه المشكلة وتلك، لنواب يأس البعض منهم فيما يبدو منه ومن حكومته، فاتخذوا زمام المبادر تجاه زميلتهم، تاركين الرئيس وحكومته ووعوده خلف ظهورهم.