الأردن .. شهادة حق
كتبت سمية الحاج عيد
كما تكونوا يولى عليكم وكُلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته
هذا هو النموذج الواقعي الذي عُرض على شاشات التلفزة العالمية للاعتصامات والمظاهرات التي قام بها الشعب الأردني في أقل من ثمانية واربعين ساعة
مشهداً يترجم معنى المواطنة الحقيقية والانتماء الذي لا تشوبه تشوهات الحقد بين أفراد المجتمع المدني وقيادته وجيشه
الشعب الأسطورة يبعث برسالة حيوية للعالم بكيف يكون حب البلد خالصاً نقياً وكيف يكون همّ المواطن هو ذاته همّ السلطة الحاكمة والسلطتين التنفيذية والتشريعة
لقد زرع الهاشميون منذ الثورة الأولى بذرة الأُلفة الحقيقية بين فئات الشعب الأردني وأورث الملوك لأبنائهم همّ سقاية الأرض بمزيد من الديمقراطية والعدل حتى خرج من شقوق الأردن ومحافظاتها هذا النشء من أبنائه المثقفين
الذين يعتنقون ديانة الانتماء لأرض الكرامة
يُقرون بواجباتهم كما يعرفون حقوقهم حق المعرفة ..
الشعب العظيم الذي كشّف عن ساعده وسعى في بناء دولة مؤسسات مدنيّة تؤمن بالمساواة والعدل هو ذاته من فتح قلبه قبل بيته لإخوته المستضعفين فصارت عمان بفضل الله ثم بهمة النشامى من أبنائها مخيماً كبيراً لكل من لفظته أرضه وهام على وجهه يبحث عمن يحتضن جراحه التي حملها معه من وطنه النازف
ها هو الأردن مرة أخرى يقف عصيّاً في وجه المعوقات العظيمة والظروف الصعبة الجبارة التي تعصره من كل الاتجاهات .. ها هو يقف قيادةً وحكومةً وجيشاً وشعباً يعلنون للعالم
هُنا الأردن أرض الأمن والأمان