المركب الاخباري -
مندوبا عن رئيس الوزراء هاني الملقي، افتتح وزير الثقافة نبيه شقم اليوم المؤتمر الدولي "الأمن المجتمعي واثره في وحدة الامة" الذي ينظمه المنتدى العالمي للوسطية بالتعاون مع رابطة العالم الاسلامي وبمشاركة ممثلي 25 دولة. وقال شقم خلال الافتتاح، ان انعقاد هذا المؤتمر اليوم دليلٌ على الحسٍّ الإنسانيٍّ النبيلٍ، والقدرة على استشرافِ المستقبلِ بكلِّ ما فيهِ من مستجدات محتملة تَمسُّ جانباً من جوانبِ حياتنا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو أكثر، مؤكدا ان حضور رابطة العالم الإسلامي يعطي للمؤتمر زخماً فكرياً يتناسب مع حجمِ الرابطةِ ودورها الفكريِّ والدعوي الذي تضطلعُ به منذُ أن تأسستْ عامِ 1962 بوصفِها هيئةً فكريةً تهدف الى إيجاد خطابٍ دعويّ يتناسبُ مع معطيات العصر، بعيداً عن الجمودِ والانغلاق على الذات، مستخدمةً في سبيلِ ذلك كلَّ الوسائلِ المتاحة، لتكونَ أكثر حضوراً وأكبرَ نفعاً للناس، والتعريفِ بدينِ الرحمةِ والاعتدالِ والوسطية. واضاف، إنّ أمتنا اليوم أحوجُ ما تكونُ إلى الأمنِ المجتمعيّ، كي تستعيد توازَنها في جميع المجالات الفكرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وبما يمكنُها من مواجهة المخاطر والأزمات والانتكاسات التي لحقتْ بها جراء جنوح بعض أفرادها وجماعاتها وحركاتها الفكرية عن خط السير القويم، ما جعل الآخر ينظرُ بعين الشك والريبة ليس للمسلمين فحسبْ بل للإسلام عامةً، دونَ تفريقٍ بين الدينِ والمُتدين، مؤكدا اهمية المؤتمر في وضع أسس فكرية قادرة على تصحيح المسار وتوضيح الرؤى، وفقَ ما يرتضيهِ اللهُ ورسولهُ، ويبعدُ الشكَ والإهمالَ عن دينِنا وأمِتنا ومجتمعاتنا. من جهته قال الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري، "نلتقي اليوم في مدينة عمان واسطة العقد العربي توكيداً على أنها كانت ولازالت وستبقى بإذن الله واحةً آمنة مستقرة بإذن الله وبفضل وسطية نظامها السياسي واعتدال شعبها، في محيط الأرض التي باركها رب العزة في كتابه العزيز ببركة قربها من الأقصى وبيت المقدس الجريح". واضاف، يأتي مؤتمرنا هذا لنذكر الأمة، حكاماً ومحكومين، علماء ومفكرين، بالواجب الملقى على كواهلهم لحماية القدس من التهويد وطمس الهوية، فالقدس وفلسطين أساس الأمن والاستقرار للمنطقة بل وللعالم بأسره، مؤكدا أن الرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ، والتي هي موضع تأييد ودعم من العرب والمسلمين أجمعين، إنما تعكس الشعور العميق بالمسؤولية الدينية والأخلاقية إزاء بيوت الله سبحانه التي يُذكرُ فيها اسمهُ تعالى ويرتفع فيها ذكرهُ في العالمين، وعسى أن يكون في ذلك دلالة مؤكدة على حرص أبناء الأمة الإسلامية على نصرة إخوانهم الفلسطينيين، وتثبيتهم في ديارهم أعزّة آمنين. واشار الى اهمية الابحاث التي تعرض في المؤتمر والتي أنجزها نخبة من مفكري الأمة الإسلامية في شتى أقطار الأرض لإضاءاتٍ معتبرة ورؤى شاملةً وعلم نافع نرجو أن نُفيدَ منه في حاضر أيامنا وقادمها على السواء. واكد رئيس جامعة الزيتونة بتونس الدكتور هشام قريسة في كلمة الوفود المشاركة، ان الوسطية التي هي شعار الاسلام وشعار هذا المنتدى "لا يوجد مصطلح انسب منها لتعرف به الامة الحاملة لرسالة الاسلام حيث ان جميع معاني ودلالات واوصاف الوسطية تدل على العدل والخير والفضل واستقرار الامور، وأن الله جعل هذه الامة امة وسطا وجعلها شاهدة على الامم الاخرى وهو تشريف لها"، مؤكدا ان الله شاهد على الرسل والرسل شهداء على اممهم وهذه الامة شاهدة على الامم الاخرى ويقع على عاتقها واجب الدعوة الى الاسلام. وقال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الامام الصادق المهدي، ان الامن المجتمعي تكفله الكرامة والحرية والعدالة وقبول الاخر والسلام والاستقرار، وان اي شيء فيه نفع للناس موجود في الشريعة الاسلامية ومنها هذه المبادئ، مثلما أن ان الأمن المجتمعي يكفله نظام مؤسسي مبني على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة القانون وجميعها واضحة في الاسلام. واشار الى ان "اعداء الامن المجتمعي هم الاستبداد ونفي الاخر وتدهور المعايش والاحتلال والحصار والامتثال للهيمنة الدولية"، مؤكدا أنه "لا مكان للأمن المجتمعي مع الاحتلال والحصار وهذا هو حال اهلنا في فلسطين وظهر ذلك جليا في يوم الارض عندما تعرضوا للاعتداءات حيث ترفض اسرائيل حقوق الاخرين". ودعا المهدي المشاركين بالمؤتمر الى وضع شروط وتوصيات تكفل الامن المجتمعي وتدين الممارسات الاسرائيلية وتقصير مجلس الامن بهذا الخصوص، كما دعا مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في الرياض منتصف هذا الشهر الى العمل على وضع حد لممارسة ارهاب الدول على مواطنيها، وعدم السماح لقوى دولية تحميل المسلمين مسؤولية الارهاب، والمبادرة الى وقف اطلاق النار ووقف الحروب في منطقتنا التي تضر بكل اطرافها، ودعم الصمود الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، وادانة تقصير مجلس الامن، والمطالبة بإصلاح الامم المتحدة الذي اصبح ضروريا خاصة وان منح حق النقض الفيتو لـ 5 دول اصبح عائقا أمام مجلس الامن لتحقيق مهامه، مطالبا مؤتمر القمة العربية بـ "رفع غصن زيتون للمصالحة في المنطقة والدعوة الى معاهدة امن اقليمي". وقال عضو هيئة كبار العلماء الامين العام لرابطة العالم الاسلامي محمد بن عبدالكريم العيسى، ان وحدة الامة على الوسطية والاعتدال وثباتها على جادة سواء، ينعكس على داخلها في امنها المجتمعي وعلى رسالتها الشاملة التي جاءت رحمة للعالمين ومتممة لمكارم الاخلاق، مضيفا ان الامن المجتمعي كسبيل الى وحدة امة "يتطلب منها النهوض بواجبها وتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ونهوض علمائها على هدي الاسلام الرفيع والمستنير. واكد العيسى اهمية دور حملة العلم والفكر في توعية شباب الامة من تداعيات الشر التي تستغل عاطفتهم الدينية ، مؤكدا ان أي أمة "لن تنهض الا بوعيها، وما اعاق النهوض الا الجهل وضيق الافق، ولن تنهض امة الا بتمثيل قيمها الرفيعة سلوكا بعيدا عن سلبيات كشفها الزمن ولا زال يكشفها". واكد ان الامة بحاجة الى عزيمة صادقة وتشخيص صحيح، لافتا الى ان الحل يبدأ من داخلها لمواجهة جميع التحديات التي تواجهها، وإعلاء شرعية الدولة وامنها المجتمعي. ويناقش المؤتمر على مدار يومين العديد من اوراق العمل الهامة ومن ابرزها اثر الاعلام الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي في تحقيق الامن المجتمعي، آفاق العصر.. التطرف والارهاب والعولمة، دور المنظمات الدولية في تعزيز السلم المدني، اثر التعايش الديني في تحقيق الامن المجتمعي، دور رسالتي عمان وباكستان في نبذ التطرف والارهاب، الامن المجتمعي واثره في التنمية، اثر التطرف والارهاب على السلم المدني، الحوار ودوره في تحقيق الامن المجتمعي، دور القيادات الفكرية ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز السلم المجتمعي، ارتباط مفهوم الامن والتنمية واستراتيجية، مكافحة التطرف لتأمين امن المجتمع، عرض تجارب ناجحة في تحقيق الامن المجتمعي، مكافحة التطرف والتجربة الاردنية في تحقيق الامن المجتمعي، تحقيق الامن المجتمعي ومكافحة التطرف والتجربة السعودية، والتجربة المغربية في تحقيق الامن المجتمعي ومكافحة التطرف.