قبل أن تشعر بأنك تعرضت للغش بالعنوان، نطلب منك أن تتذكري، ولو للحظة، ردة فعلك عند توقف خدمة "واتساب” نتيجة عطل تقني ما أو انقطاع خدمة الإنترنت لديك.
تذكر الإنفعال والضيق الذي تشعر به وكأنك انقطعت عن العالم أجمع من دون أي إمكانية لتصفح صور وحالات الآخرين أو التواصل مع الأصدقاء والحبيب وغيرهم.
تذكر الإنهيار العصبي الذي ينتابك نتيجة شعورك المفاجئ بالوحدة القاتلة والإنعزال عن العالم الإفتراضي الذي بات حقيقتك المرّة، البعيدة كل البعد عن أشكال التواصل الحقيقي.
ولكن تذكر أنه نتيجة هذا الخلل الحاصل، بتّ مضطر إلى التواصل مع أفراد عائلتك مباشرة أو ممارسة النشاطات المختلفة مع الأصدقاء والتي لم تقوم بها منذ فترة طويلة.
تذكري شعورك المفاجئ بالراحة النفسية والسعادة الحقيقية وكأنك عدت للتنفس مجدداً بعد إحساس قاتل بالإختناق امتلكك لفترة طويلة من الزمن، فبت أسيرة العالم الإفتراضي خاسرة للأحاسيس والمشاعر الحقيقية الإنسانية.
فتذكر أن تأخذ دقيقة من وقت لتفكر في خطورة المرحلة التي تعيشها، إن كان لناحية السرعة الهائلة التي باتت تتحكم بكل مجالات حياتك أو خسارتك لكل التقاليد أو فرصتك لإختبار النشاطات والتواصل البشري المباشر.
تذكر أن تستعيد قوتك وصلابتك بغية مكافحة هذا التيار الجارف، فلا تسمح لوسائل التواصل الإجتماعي، على اختلاف أنواعها، أن تتحكم بحياتك بل تذكري أن تبقي أنت سيدة نفسك وقرارك.
تذكر ألا تستسلم لتيار التكنولوجيا الذي حوّل حضارتنا الثقافية إلى مجرد قرية افتراضية مليئة بالكذب والغشّ والأوهام، بعيداً عن الحقيقة والقيم الإنسانية والبشرية.
تذكر أن حياة مليئة بالحب والمغامرة والسعادة بانتظارك خارج مربّع وسائل التواصل الإجتماعي، من "واتساب” و”إنستغرام” وغيرها…