خبير اقتصادي يكشف الطابق: لهذا السبب هرب الملياردير "بيل جيتس" من الاردن..؟
خبير اقتصادي يكشف الطابق: لهذا السبب هرب الملياردير "بيل جيتس" من الاردن..؟
2016-02-15 /
05:35am
المركب -
لم يستطع خبير اقتصادي من وزن محمد صقر إخفاء قصة من وزن "هروب بيل جيتس″ من الاردن بسبب "النمطية والتقليدية” التي اعتبرها صقر الاشكال الاساسي في مراحل تطور الاستثمار في المملكة.
رئيس سلطة منطقة العقبة الخاصة الاسبق محمد صقر، والذي اعتاد الصمت منذ سنوات لم يستطع الا سوق الامثلة للمستمعين في ندوة حوارية ليثبت وجهة نظره عن أن الكثير من الفرص تم "التفريط بها” وبصورة لا يبررها الا "التقليدية وعدم التفكير خارج الصندوق” متفاديا بذكاء "الغام” الملفات الجدلية.
ملف هروب الرجل الاول في تكنولوجيا المعلومات والملياردير الشهير بيل جيتس، يتلخص في الاجتماع الاخير الذي حضره الرجل مع عدد من المختصين والذين كان ضمنهم صقر نفسه، إذ وأثناء شرح احد الموجودين لعرض تقديمي لجيتس والمجموعة، وقف الملياردير سائلا الرجل عما تريد ان تعمل به الاردن في المجال "الخدمات ام المنتجات”، وان الدول الاخرى في المنطقة تعمل على المنتج، وحددت وجهتها وما تريده، فجاء لجيتس الجواب "التقليدي الاردني”، كما اسماه صقر، بأن الاردن تريد الجهتين، فخرج الزائر مستفزا من القاعة ورفض حتى ان يتم التقاط الصور له مع المعجبين.
عقب هذه القصة تحديدا، طرح صقر في الجلسة التي عقدتها جمعية الشفافية الاردنية تساؤلا عن من "المنفذ للرؤيا في الاردن؟” معتبرا ان رؤية عاهل الاردن الملك عبد الله الثاني كانت في جذب امثال بيل جيتس في تحويل الدولة الى حاضنة ووجهة في مجال قطاع المعلومات، الا ان "الخلل المركزي” في الاردن هو في ايجاد الاليات المثلى لتنفيذ الرؤيا.
ضمن قراءة "هيلوكبترية” للمشهد وفق تسميته، قسّم صقر الاستثمار في المملكة الاردنية الى ثلاث فترات الاولى ما اعتبرها الخروج من الازمات وتمتد وفقه في الفترة بين عام 1990 وعام 2000، ثم الفترة التي اسهب اكثر في الحديث خلالها والتي جرت فيها حادثة "هروب بيل جيتس″ الشهيرة، والممتدة من عام 2000 الى 2008 مع بداية الازمة العالمية.
صقر في قراءته، اسمى الفترة المذكورة فترة "الفرص الضائعة” معتبرا ان المملكة دخلت فيها في "حُمى واندفاع وفوضى” بسبب وجود السيولة النقدية والرؤيا الملكية، وصلت إلى "تفريط في الاستثمار”.
التمثيل على "الفوضى” التي تسهم في هروب الاستثمار تمثلت بصورة اساسية في كون "تسهيل الاجراءات” ايضا ضمن رؤيا لملك الاردن منذ ذات الوقت، والعمل على اتمتتة الحكومة مشروع منذ ذلك الوقت لم يتم العمل عليه رغم ان المشروع المذكور تحديدا قد يكون الاكثر جذبا للاستثمار اذا ما نُظر اليه على انه يجنب المستثمر "السماسرة” من الموظفين والمسؤولين.
وتحدث صقر عن كون المملكة في ذات الفترة منحت رخصة الشبكة الثانية في الاردن "موبايلكم” ولكن بذات الشروط والرسوم التي كانت قد اخذتها الاولى التي كان يرأسها "فاست لينك” مذكرا ان لا دولة في العالم تمنح رخصة لشركة اتصالات بعد اربع سنوات بذات الشروط السابقة.
ورغم ان صقر الذي واجه الكثير من المعيقات حين استلم السلطة، "صامت” ونادر التصريح، الا انه وفي الندوة مع رئيس الوزراء الاسبق المهندس علي ابو الراغب قرر ان يسرد بعضا من المواقف التي عاصرها منذ توليه رئاسة شركة "فاست لينك” للاتصالات، وصولا لكونه مستثمر في الاردن وفي قطاع الخدمات المساندة.
ويبدو ان الرجل ترك الحديث خارج ملف تكنولوجيا المعلومات لابو الراغب الا فيما ندر، اذ تحدث مثلا عن ملف السياحة والتي برأيه لم يستطع الاردن حتى اللحظة ان ينتج شيئا بخصوصها يضمن بقاء السائح لخمسة ايام دون ملل، موضحا انه مؤيد لمقترح تقدم به ابو الراغب عن فتح كازينوهات في المناطق السياحية يحظر ارتيادها على الاردنيين.
ولم يخفِ صقر انه حين استلم سلطة اقليم العقبة وجد ان السلطة تمنح الاراضي دون قيد او شرط لاستثمارها الامر الذي جعل معظمها لا يحوي مشاريع حقيقية او خطط لاستدامتها.
حديث الرجل عن الفترة الثالثة والاخيرة اقتصر على معنى واحد هو "كان علينا في الفترة الاخيرة (من 2008 حتى اللحظة والتي اسماها فترة التباطؤ او التراجع) ان نحافظ على ما لدينا من استثمارات على اقل تقدير الا اننا حتى في ذلك فشلنا”.