نقيب الاطباء الدكتور العبوس يكشف المستور عن السياحة العلاجية وخلط الاوراق
المركب
خاص - مروة البحيري
كلمات حق يراد بها باطل.. هكذا يمكننا ان نختزل استعانة بعض المستشفيات الخاصة والمؤسسات المنتفعة بقشة وذريعة تنشيط السياحة العلاجية عبر استقدام فرق طبية اجنبية متكاملة العدد والعدة لـ "غزونا" في عقر دارنا واجراء عمليات مخالفة تحمل علامات استفهام كثيرة لا سيما ان الاردن انجب ودرس ورفع رأسه باطباء هم علم في الداخل والخارج ومشهود لهم بالكفاءة والخبرات الواسعة.. ولكن هذا مجتمعا لم يكن رادعا او صدا امام رغبة بعض العاملين بالقطاع الصحي في مزيد من الحجوزات وتعظيم الارباح ولو على حساب الوطن باسره...
القضية ليست عابرة وغير مؤثرة ولكنها تحمل في جوانبها هزات وهزات قد تصيب قطاع الاطباء الاردنيين في مقتل وتؤثر على سمعتهم بالدرجة الاولى من منطلق ان المستشفيات الاردنية خالية من الكفاءات وتستعين بالغرب المتقدم لاجراء العمليات للمرضى،، كذلك فان تهافت الاطباء الاجانب على المرضى في الاردن سوف يسلب الطبيب الاردني عمله واسمه وحقه.. وتبعيات ونتائج اخرى ظالمة وكارثية..
وتتجه العيون والامال اليوم نحو نقابة الاطباء باعتبارها المظلة الحامية لـ الاطباء والمنبر الذي يدافع عن حقوقهم وقضاياهم وارتأينا ان نستعرض رأي نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس في هذه القضية الهامة ووجهة نظر النقابة نحوها..
واكد الدكتور العبوس ان الاردن حقق انجازات كبيرة في الحقل الصحي في القطاعين العام والخاص منذ عقود وهي انجازات مشهود لها في الداخل والخارج وبمختلف التخصصات.. وكان العنوان الابرز لها اخلاقيات المهنة التي ارتسمت وتحددت بين الطبيب والمريض بعيدا عن الماديات فهذه العلاقة امر مقدس يستمد قدسيته من قدسية الحياة التي وهبنا الله تعالى وفي وقت لم يكن مصطلح السياحة العلاجية له وجود.
واضاف العبوس بتنا نلمس اليوم تجاوزات غير مقبولة تحت مسمى تنشيط السياحة العلاجية التي باتت مصطلحا فضفاضا يتيح لبعض الاشخاص والمؤسسات الطبية تمرير المصالح الشخصية على حساب المشاعر والاطباء والوطن واصبحنا نلمس سلوكيات باطنها غير ظاهرها وهنا اشير الى استقبال الفرق الطبية الاجنبية التي تضم جراحين واطباء تخدير وغيرهم وتحت حجج وذرائع بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة وتحت مسمى (السياحة او الزيارة).
واشار الدكتور العبوس ان هذه الوفود تصل وعيونها ترنوا نحو المرضى العرب واحضارهم عبر وسطاء الى الاردن لاجراء العمليات لهم واخذ نصيب الاسد دون اضطرارهم لدفع ضرائب تصل الى 40% في بلادهم او دفع ضرائب للاردن وترك الفتات للمستشفيات التي تستفيد من المبيت والاشغال وكأن انجاز السياحة العلاجية اصبح انتاج فنادق..!
وتساءل الدكتور العبوس.. عن اي تنشيط سياحة علاجية يتحدثون والاموال تخرج مع الاطباء الاجانب الى خارج الاردن بعد ان انقضت على فرص الاطباء الاردنيين ووضعتهم على "الرف" او في خانة الاحتياط .. فالمرضى العرب الذين كانوا يتهافتون لنيل فرصة العلاج على ايدي الطبيب الاردني الماهر اصبحوا الان ورقة رابحة في ايدي بعض المنتفعين الذين يسعون لاستقطاب الخواجا من اجل اقناع المريض العربي للعلاج بالاردن .. بل ان الامر لن يتوقف عند هذا الحد وستقوم الفرق الاجنبية مستقبلا بمعالجة حتى المريض الاردني وفي عقر داره . ولن يسلم حتى الوطن واقتصاده من هذه التجاوزات والنتائج..
واشار الدكتور العبوس الى طريقة التلاعب بالمصطلحات وتحجيمها وقولبتها وتغيرها بما يتناسب مع مقاس المصالح الشخصية والزج باسباب واهية ونتائج وهمية تدور في فلك السياحة العلاجية وهي في الحقيقة ضربة في الصميم لهيبة البلد واقتصاده ومصالح اطبائه علما بان السياحة العلاجية نشأت على أكتاف الاطباء الاردنيين المبدعين وليس على اسماء الاغراب القادمين من قارات مختلفة!!
وتطرق الدكتور العبوس الى قانون المسائلة الطبية وهل كانت قضية استقدام اطباء اجانب غاية من غايته وهدف من اهدافه.. مؤكدا ان النقابة التي تم تجاوزها في قضية الاطباء الاجانب لن تقف مكتوفة الايادي وهي تشهد على انهيار القطاع الطبي والاساءة له ولسمعته بهذا الشكل موجها رسالة الى اجهزة الدولة المختلفه والمهتمة بهذا المجال لتحمل مسؤولياتها وعدم تجاوز نقابة الاطباء في القرارات التي تمس قلب وعمق هذا القطاع.