تجارة عمان : مكافحة آفة المخدرات واجب وطني   |   هذه أهم (20) مؤشّراً لإصابات العمل في الأردن.!   |   《طلبات الأردن》 تجسد روح العطاء والتكافل مع أبناء المجتمع المحلي والأهل في غزة   |   البيطار من مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية: مركز زين مستمر بدعم المواهب الأردنية ورفد هذا القطاع في الأردن   |   تجارة الأردن تشارك باجتماع لجنة شؤون العمل باتحاد الغرف العربية   |   زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت   |   مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية ينطلق 23 تشرين الأول   |   ما هو الحد الأعلى للأجر الخاضع للضمان وبدل التعطل   |   عمان الأهلية تُكرّم المشاركين بفعاليات احتفالات الإفطار الخيرية الرمضانية   |   لقاء خاص مع الدكتور هاني الاصفر رئيس مشروع GCB للحديث عن التكنولوجيا المالية وتقنية الذكاء الاصطناعي   |   سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي توفر التحديث الجديد من Galaxy AI باللغة العربية في الأردن   |   الأسرى الفلسطينيون في مواجهة «مخططات هندسة القهر» الإسرائيلية   |   ثمن حزب عزم التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني للهيئة المستقلة للانتخاب بإجراء الانتخابات النيابية المقبلة   |   《عزم》 يختتم في اربد فعاليات قعدة شباب   |   الرباط.. اختتام أعمال الدورة الرابعة لمحاكاة القمة الإسلامية للطفولة من أجل القدس   |   سامسونج تقدّم معرض 《التوازن المستحدث》 ضمن فعاليات أسبوع ميلانو للتصميم 2024   |   جامعة فيلادلفيا تستضيف الأولمبياد الكيميائي الأردني السادس بالتزامن مع المعرض العلمي لكلية العلوم   |   الضمان تتيح الانتساب الاختياري التكميلي للمؤمن عليهم الذين تم تعليق تأمين الشيخوخة عن فترات اشتراكهم خلال أزمة كورونا   |   الانتخابات البرلمانية القادمة تأسيس لمرحلة جديدة   |   فيلادلفيا تقيم ملتقى القصاصين التاسع بمشاركة 10 جامعات و18 قاصة وقاصا   |  

ميناء غزة المنتظر يفجر التساؤلات .. ما دور 《نحل البحار》؟


ميناء غزة المنتظر يفجر التساؤلات .. ما دور 《نحل البحار》؟

منذ الإعلان عنه قبل أيام، والرصيف البحري الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاءه في نقطة ما على ساحل قطاع غزة، يثير الفضول بقدر ما يفجر التساؤلات حول موقعه المحتمل، فضلا عن طريقة تشغيله وإدارته، ناهيك عن الجهات التي ستتولى الاستلام والتوزيع داخل القطاع المنكوب.

 

فبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب التي اندلعت في قطاع غزة وقتل فيها نحو 31 ألف فلسطيني وجرح ما يزيد على 70 ألفا آخرين، تبدو حليفة إسرائيل، مهتمة بشكل خاص بإيصال المساعدات الإنسانية لمليونين و200 ألف شخص يسكنون القطاع بعد أن بدأت تخرج للنور لقطات لوفاة عدد من الأطفال جوعا.

 

فقد أعلن البنتاغون قبل يومين أن تشييد ميناء عائم لتوصيل المساعدات إلى القطاع قد يستغرق شهرا واحدا على الأقل أو اثنين حتى يدخل حيز التشغيل الكامل، وإن الميناء سيحتاج على الأرجح ألف جندي لإنشائه.

 

لكن حتى الآن، لم يصرّح أحد بالموقع المحتمل لإنشاء الميناء الذي حلمت به غزة لعقود والذي ستحصل الآن على رصيف منه، بينما يأمل أهلها ألا يكون ذلك بعد فوات الأوان.

 

وفي السياق، أوضح العميد السابق بالمخابرات الأردنية عمر الرداد أن هذا المشروع لإنشاء خط بحري من قبرص إلى غزة كان واحدا من خيارات طرحت قبل بضع سنوات من دون أن يوضع موضع التنفيذ.

 

كما أضاف أن الولايات المتحدة التي أعلن مسؤولوها أن الأمر قد يستغرق نحو شهرين لإيصال أول شحنة مساعدات لمن تحاصرهم إسرائيل في القطاع الساحلي، منذ السابع من أكتوبر لن يكون لقواتها وجود على الأرض، حسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي. وقال "لن يكون هناك تواجد للقوات الأميركية على الأرض، لكنها ستكون قريبة منه في البحر لتأمين الحماية له".

 

لكنه طرح أيضا أسئلة مشروعة عمن سيتكفل باستلام الشحنات في الميناء المنتظر ثم توزيعها على مئات الآلاف من الجوعى الذين يطرق شهر رمضان بابهم خلال أيام من دون أي بادرة لهدنة تحترم صيامهم.

 

لاسيما أنه من المحال أن تقبل تل أبيب أو واشنطن بأن تلعب حماس أي دور في استلام الشحنات وتوزيعها.

 

 

فيما أكد مخطط بحري عسكري أردني، لم يكشف عن هويته، أن الجهة المكلفة بإنشاء الرصيف هي القاعدة الأميركية في ساردينيا بإيطاليا. وقال "أميركا قادرة على عمل إنزالات بدون أي ميناء.. يعني تصل السفينة وترسو على الشاطئ مباشرة ثم تفتح بطنها لتنزل منها شاحنات تفرغها وتنطلق مغادرة".

 

كما أضاف "عندهم مركبات اسمها (إل.سي.يو).. ترسو ثم تمشي على البر.. كل واحدة تستوعب حمولة شاحنتين أو ثلاث.. بمقدورها التنقل ذهابا وعودة وحمل أي كميات يريدونها".

 

نحل البحار

 

إلى ذلك، رجح أن يوكل الجيش الأميركي مهمة إنشاء هذا الهيكل البحري، إلى وحدات له تتمركز في جزيرة ساردينيا الإيطالية.

 

وأضاف أن "الجيش الأميركي يملك وحدة هندسة كاملة اسمها وحدة نحل البحار.. مهمتها إنشاء مثل هذه الأرصفة.. رغم أننا لم نسمع عن هذا الأمر منذ الحرب العالمية الثانية".

مستحيلة

 

في المقابل، رأى مسؤول بحري عراقي كبير إنشاء هذ الميناء المحدود بالشكل الذي يطرحه الأميركيون "عملية صعبة جدا لأنها تحتاج إلى أشياء كثيرة، إن لم تكن مستحيلة"

 

وقال أسعد الراشد، مدير مشروع ميناء الفاو الكبير في البصرة، لوكالة أنباء العالم العربي إن هذه عملية تحتاج للتعامل مع البحر والبر، إضافة لضرورة توفير أعماق لرسو الباخرة.

 

كما أضاف "هذه الوظيفة تتطلب أن يكون هناك عمق بحري كافٍ لترسو السفينة.. وتتطلب وجود واجهة بحرية متينة تتحمل رسو الباخرة وتتحمل في نفس الوقت الأحمال التي ستفرغ على الرصيف ولا تدفع الساحل أو التربة باتجاه البحر. وأردف قائلا :" هذه العملية تحتاج إلى حماية.. يعني عادة تعتمد على نوع التربة في المنطقة بإضافة طبقات معينة في التربة لمنع تسرب الرمل إلى البحر وفي نفس الوقت تحمي الساحل وتوفر مرسى للباخرة".

 

كما شدد على أن "كل هذه الأشياء من الصعب أن تنجز خلال 60 يوماً". وقال: "إذا كنا نتحدث عن رصيف وقتي لإنجاز مهام إنسانية أو ما شابه، فإن هذا العمل صعب جدا يتحقق خلال 60 يوما".

 

في السياق، رجح مصدر سياسي فلسطيني أن يكون نهاية شارع صلاح الدين (نتساريم) في وسط قطاع غزة الموقع الذي يعتقد أن الأميركيين سيشيدون فيه رصيفهم الموعود. وقال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه إن هذه المنطقة توفر أكثر من عامل للإسرائيليين "الذين ولا شك سيتحكمون في العملية من أولها لآخرها".

 

كما أضاف أن هذه النقطة تقع بين دوّارين رئيسيين لتوفر ما يشبه بمنطقة محكومة يسهل السيطرة عليها". وأردف موضحا أن تلك المنطقة لا تبعد كثيرا عن دوار النابلسي الذي قتل فيه أكثر من 100 فلسطيني تجمعوا للحصول على ما تيسر من شاحنة مساعدات قبل أن يتعرضوا لإطلاق إسرائيلي

 

كذلك أشار إلى أن "هذه البقعة ترتفع بنحو 20 مترا عن سطح البحر وتقع بين الدوارين اللذين يسيطر عليهما الجيش الإسرائيلي تماما، وتسهل بالتالي هذه التضاريس الأمنة له عملية التوزيع بما أنها تقع في منتصف القطاع تماما".

 

إلى ذلك، لفت إلى أنه في حال العزوف عن هذا الخيار، فإن شاطئ الزهراء سيكون الخيار الآخر الذي يمكنهم اللجوء إليه، وإن كان لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن نهاية شارع صلاح الدين.

من سيديره؟

 

وعن الطرف الذي يعتقد أنه سيتولى مهمة استلام المساعدات في غزة وتوزيعها على الجياع فيها، فلا توجد معلومات كافية حول تلك المسألة.

 

إلا أن العميد السابق في المخابرات الأردنية، عمر الرداد، لفت إلى أن جهات فلسطينية، سياسية وغير سياسية، قد تلعب دورا في هذه المرحلة.

 

وأضاف "مؤكد أنه لن يكون لحماس أي دور.. بدأت تسريبات حول تنسيق مع عائلات في القطاع وترتيبات يشرف عليها بعض السياسيين الفلسطينيين".

 

لكن مصدرا سياسيا فلسطينيا أثار شكوكا حول النوايا الإسرائيلية والأميركية من وراء الإعلان عن مثل هذا المشروع في مثل هذا التوقيت. وأضاف "لعلهم يرغبون في إعادة إغلاق معبر رفح لتكون تلك المساعدات التي تدخل عن طريق الرصيف البحري المؤقت هي كل ما يمكن لأهل غزة الحصول عليه".

 

وقال: "أعتقد أنها مجرد تمهيد للمرحلة الثالثة والكبرى من العملية العسكرية الإسرائيلية.. دخول رفح".

 

يذكر أن الجهات المانحة اعتمدت قبرص لتكون مركزا لوجيستيا لتجميع المساعدات وفرزها قبل إرسالها نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.

 

وحتى الآن، تدخل غزة بضع عشرات من شاحنات مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. إلا أنها لا تمر إلى داخل قطاع غزة قبل تفتيشها بشكل حثيث في معبر كرم أبي سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية مع قطاع غزة.

 

فيما دفعت قلة عدد الشاحنات والتحذيرات الأممية من مجاعة حقيقية توشك أن تحل بآلاف الفلسطينيين دولا عربية وأخرى غير عربية إلى إسقاط المساعدات من الجو خاصة إلى شمال غزة الذي تمنع عنه إسرائيل المساعدات