سباق 《وينغز فور لايف》 العالمي يجمع 38,3 مليون يورو من أجل الأبحاث الهادفة الى إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي
سباق 《وينغز فور لايف》 العالمي يجمع 38,3 مليون يورو من أجل الأبحاث الهادفة الى إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي
عندما أنشأ ديتريش ماتيشيتز وهاينز كينيغادنر مؤسسة "وينغز فور لايف" أو "أجنحة من أجل الحياة" في العام 2004، قليلة كانت المشاريع التي تركّز على الأبحاث الأساسية، وأسوأ ما في الأمر أن التمويل كان ضئيلاً للغاية. ولكن سرعان ما تغيّر كل ذلك عندما أبصر سباق "وينغز فور لايف" النور للمرة الأولى في العام 2014. ولهذا السبب، يُحتفل هذا العام بذكرى سنوية خاصة، إذ في السابع من مايو 2023، سيلتقي أشخاص من جميع أنحاء العالم في النسخة العاشرة لسباق "وينغز فور لايف" العالمي، للركض من أجل الذين لا يستطيعون الجري. وتتطلع المديرة التنفيذية لـ"وينغز فور لايف" أنيتا غيرهاردتر للحدث المرتقب قائلة: "هذا السباق هو حدث مميز للغاية. يمكن لأي شخص المشاركة فيه ويتم التبرع بجميع رسوم الاشتراك من أجل قضية إنسانية".
سجل رائع: الهدف في نهاية المطاف هو تحفيز أكبر عدد ممكن من الأشخاص للمشاركة عندما يحتفل سباق "وينغز فور لايف" العالمي بعيده العاشر. وفي كل عام، يسطّر هذا السباق الفريد لحظات تاريخية في كل أنحاء العالم. وإحداها على سبيل المثال من توقيع نينا زارينا، التي تعيش في الولايات المتحدة وفازت بأربعة من تسعة سباقات عالمية، أو آرون أندرسون من السويد، الذي برز على قائمة الفائزين ثلاث مرات على كرسيّه المتحرك، تاركًا جميع العدائين خلفه.
وبصرف النظر حتى عن تلك المآثر البطولية، فإن لهذا السباق الفريد قصة نجاح لا مثيل لها في الواقع، إذ حتى تاريخ كتابة هذا المقال، ثمة أكثر من مليون مشارك لحقت بهم سيارة المطاردة، وهي خط النهاية المتحرك الذي يُعد سمة رئيسية لهذا السباق. وحتى اليوم، تم جمع إجمالي 38.3 مليون يورو على شكل تبرعات، وهذا المبلغ بكامله يُستثمر في الأبحاث الهادفة إلى إيجاد العلاجات. ونجحت نسخة العام 2022 وحدها من سباق "وينغز فور لايف" العالمي في جمع 4.7 مليون يورو من التبرعات، بفضل 161892 مشاركًا من 192 بلداً. وبحسب أنيتا غيرهاردتر: "كلما جمعنا المزيد من الأموال، زاد عدد الدراسات التي يمكننا المساعدة في تمويلها، ما يجعلنا أقرب بالتالي من تحقيق هدفنا الأكبر."
نتائج بحثية واعدة للغاية:بفضل الدعم المالي الذي تؤمّنه مؤسسة "وينغز فور لايف"، يستطيع الباحثون من كل أنحاء العالم راهنًا العمل على إيجاد حلول في عدد من المجالات المختلفة. وعلى سبيل المثال، يعمل البروفيسور مايكل كيلغارد من جامعة تكساس على تحفيز العصب المبهم، وهو ما من شأنه أن يسمح للأشخاص الذين يعانون من إصابة في النخاع الشوكي على مستوى عالٍ بتحريك أيديهم من جديد. كما أنّ غريغوار كورتين، من مدرسة لوزان الاتحادية للعلوم التطبيقية في سويسرا، استخدم التحفيز الكهربائي لتمكين الأشخاص الذين يعانون من إصابة في النخاع الشوكي من المشي مجدداً لبضع خطوات. وثمة مجال رئيسي آخر متمثّل بالأبحاث الجارية حاليًا على يد البروفيسور ستيفن ستريتماتر، وهي تشمل دراسة في جامعة ولاية أوهايو حول ما يُعرف بـ"نوغو تراب" الذي يسمح للجسم بتجديد الألياف العصبية المقطوعة، ما يتيح بالتالي إعادة إحياء الشبكة العصبية.
وتم تمويل ما مجموعه 276 مشروعًا مختلفًا حتى الآن، بعد خضوعها لإجراءات اختيار صارمة. وتوضح الدكتورة فيرينا ماي، المنسقة العلمية بمؤسسة "وينغز فور لايف": "يوجد حاليًا 74 مشروعًا بحثيًا حول العالم، بما في ذلك 16 مشروعًا جديدًا منذ العام 2022." وتضيف: "تركز هذه المشاريع بشكل أساسي على التجديد والترميم والإصابات الثانوية."
متى سنصل إلى العلاج؟
كل ما سبق يسمح لأنيتا غيرهاردتر أن تقول بشكل جازم: "على الرغم من أننا لن نحصل أبدًا على حبة دواء عجائبية تشفي جميع الحالات، إلا أنّنا شهدنا إحراز تقدم كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ورأينا مجموعة كاملة من التطورات المثيرة للاهتمام. ولم يعد السؤال منذ فترة من الزمن هل سنتوصّل إلى علاج، بل متى سيحصل ذلك. ويؤدي سباق وينغز فور لايف العالمي دورًا رئيسيًا على هذا الصعيد من خلال جمع التبرعات القيّمة ونشر الوعي."
حقائق وأرقام:
أكثر من مليون شخص شاركوا في إجمالي تسع نسخ من سباق "وينغز فور لايف" العالمي. الهدف الرئيسي الآن هو مشاركة مليون عداء قريبًا في حدث واحد.
119 مليار خطوة عبرها عداؤون شاركوا في السباقات حتى اليوم.
38,3 مليون يورو من التبرعات تم جمعها حتى اليوم من خلال سباقات "وينغز فور لايف" العالمية وحدها. 100% من هذه الأموال تلقتها مؤسسة "وينغز فور لايف"، وتم استخدامها بالتالي من أجل الأبحاث الهادفة الى إيجاد علاج لإصابات النخاع الشوكي.
35397 مشاركًا كانوا عند خط انطلاق النسخة الأولى على الإطلاق من سباق "وينغز فور لايف" العالمي في العام 2014. وبعد تنظيمه للمرة التاسعة في العام الماضي، كان الإقبال عظيمًا مع 161892 مشاركًا من 192 بلدًا.