الدكتور وائل عربيات يوجّه رسالة مؤثرة يدعو فيها إلى صون المشروع الهاشمي وحماية الوطن   |   إنهاء الصراع العربي الأسرائيلي أو استمراره بيد الإدارة الأمريكية   |   سماوي يلتقي سلامة ولحود ويبحثان سبل التوأمة بين مهرجان جرش والمهرجانات اللبنانية   |   اللجنة التنفيذية لشؤون التربية والتعليم في 《الميثاق الوطني》تصدر توصيات حول نظام الثانوية العامة الجديد (نظام الحقول   |   شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة   |   فعالية رياضية نوعية تشعل أجواء الحماس في جامعة فيلادلفيا   |   مذكرة تفاهم بين الضمان الاجتماعي والبوتاس العربيّة لتنظيم إجراءات تسديد الاقتطاعات المستحقة من رواتب المتقاعدين   |   ACY Securities تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة وتؤكد دورها في تطوير الأسواق المالية الأردنية والإقليمية   |   جهود الإعلام الأردني تعزز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع   |   مؤسسات المجتمع المدني وتحقيق مستهدفات التحديث الاقتصادي   |   وزارة السياحة والآثار وأورنج الأردن تختتمان هاكاثون الحلول الرقمية في القطاع السياحي للأشخاص ذوي الإعاقة وتكرمان الفائزين   |   أبوغزاله يعرض رؤيته لإصلاح الأمم المتحدة أمام دبلوماسيين من 30 دولة   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين: - مشرف أنظمه وشبكات في مركز الحاسوب.   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين: - فني صيانة الكترونيات في مركز الحاسوب.   |   ديانا كرزون تسحر الجمهور بأحدث أعمالها الغنائية 《دوخني》   |   ماذا على مؤسسة الضمان أن تفعل في المرحلة القادمة.؟    |   عمّان الأهلية تنظّم ندوة عن الصناعات الدوائية ويوما طبيا في عين الباشا   |   زين تدخل في شراكة مع المنتدى الدولي لأعمال الإعاقة كأول شركة اتصالات في المنطقة   |   مجموعة الخليج للتأمين – الأردن تعزز ريادتها في قطاع التأمين بعد فوزها بجائزة   |   شركة ميناء حاويات العقبة تكشف عن أبرز مؤشرات أدائها التشغيلي لشهر تشرين الثاني 2025   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • تركيا نحو الاتجاهات الاربعة ومغالطات فهم معاهدة لوزان واتفاقية مونترو

تركيا نحو الاتجاهات الاربعة ومغالطات فهم معاهدة لوزان واتفاقية مونترو


تركيا نحو الاتجاهات الاربعة ومغالطات فهم معاهدة لوزان واتفاقية مونترو
الكاتب - مهنا نافع

تركيا نحو الاتجاهات الاربعة ومغالطات فهم معاهدة لوزان واتفاقية مونترو
مهنا نافع

المشهد لم يعد يبدو محيرا فتركيا اكتفت حاليا بعمقها الآسيوي وتستعد لعدة تغييرات قادمة بعد مرور مائة عام على معاهدة لوزان والتي حتى الآن لم نعرف الاتجاه العام لسياسة الدولة التركية القادمة نحوها، فهل ستعتبرها منتهية الصلاحية (رغم عدم وجود اي نص بها يحدد مدة لانتهائها) بعد الرابع والعشرين من شهر تموز هذا العام ام ستعمل على التعامل بانتقائية مع بنودها، الشئ المهم الآن ان تركيا لديها اهتماما قويا بالثروة الموجودة بشرق البحر الأبيض المتوسط من الغاز والبترول وهي كعكة دسمة تستحق لاهل السياسة تغيير اي موقف لا يقدم ولا يؤخر مقابل العائد الاقتصادي الهائل لهذه الثروة وربما نسمع غدا (وايت سي ستريم)  ليزود اوروبا بالغاز بعد مروره بالاراضي التركية ليخفف قليلا من وطأة الهيمنة الروسية على هذا القطاع الحيوي للمصدر الرئيس لتوليد الطاقة لديها.

لن تختلف الآراء على ان تركيا 2023 تتمتع بنفوذ متصاعد وعلى جميع الاصعدة وبكل الاتجاهات الجغرافية فلو اتجهنا إلى الشرق فخمس دول من الخمس عشرة دولة التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لغتها الرسمية رغم الاختلاف باللهجات هي التركية وتعتبر هويتها القومية هي القومية التركية، ليصبح من يؤمن بهذه القومية ما يتجاوز عدده 300 مليون نسمة فتركيا الان تعتبر الام او الشقيقة الكبرى لهن وقد عززت نفوذها بتلك الدول في العمق الآسيوي من خلال العديد من المعاهدات والتفاهمات وكأنها تقترب من تحقيق حلما واختصارا للشرح عزيزي القارئ هو حلم يشبه كثيرا احلامنا بوحدة عربية وحتى لو كانت فقط على المستوى الاقتصادي.

ومن الشرق نتجه إلى الغرب فتركيا الان هي عضو فعال في حلف الناتو وهي من تمانع الى الان انضمام السويد وفنلندا لهذا الحلف وما زالت تضع امامهما الشروط والعراقيل، وهي من تغطي جزءا كبيرا من توريد الغاز لاوروبا وكذلك هي الوسيط الذي يعول عليه للوساطة مستقبلا بين روسيا واوروبا.

أما جنوبا فتركيا تسعى إلى السيطرة على موارد الغاز شرق البحر الأبيض المتوسط  هي تسعى لذلك بالشراكة مع بعض القوى بشرق البحر الأبيض المتوسط والتي عملت مؤخرا على إعادة العلاقة معها على أفضل حال ورغم ان معاهدة لوزان (لا يوجد بها أي بند يتعلق بمنع تركيا من التنقيب عن البترول او اكتشاف أي من حقول الغاز) الا أن بنود المعاهدة الذي يتعلق بجزر بحر إيجة الواقعة تحت السيطرة اليونانية قد يكون موضع قلق وخاصة إذا أصرت اليونان على تمديد مسافة مياهها الاقليمية مما سيضيق من اغلب الممرات المائية التي ستكون متاحة لتركيا وبالتالي سيشكل ذلك ذريعة لتركيا لاعادة النظر ببنود هذه الاتفاقية.

وصعودا من الجنوب إلى الشمال حيث مضيق البوسفور ومضيق الدردنيل، فقد استطاعت تركيا ان تفرض سيطرتها شبة الكاملة عليهما من خلال اتفاقية مونترو التي عقدت عام 1936 والتي كانت التعديل الذي يعتبر فيه نوعا من الإنصاف لها لما ورد باتفاقية لوزان، فقد كان من اهم بنود هذه الاتفاقية ان تمنع تركيا مرور اي من السفن الحربية في حالة وقوع الحروب، وتقييد لمرور السفن العادية التي لا تتبع لدول البحر الاسود بتحديد المدة الزمنية لبقائها به، وكذلك تم تحديد أوزان حمولة السفن التجارية، والنقطة الأهم تحديد العدد المسموح به، ولكن كل ذلك بدون أن يكون لها الحق بتحصيل اي نوع من (الرسوم) من هذه السفن، وقد التزمت تركيا بهذه الاتفاقية وتم ارسال رسالة واضحة لروسيا بمنع مرور اي من سفنها الحربية من هذين الممرين بسبب حربها باوكرانيا.

الا ان تركيا حاليا تقوم بتنفيذ قناة اسطنبول (استانبول) والتي لن تخضع لأي من الاتفاقيات الدولية مما سيمنحها كامل السيطرة على جميع انواع وتصنيفات وتبعية السفن الراغبة بالعبور منها، وسيكون لها كامل الحق بتحصيل اي من الرسوم التي ستفرضها على ذلك العبور.

وللتوضيح اكثر فتركيا ستطبق ما ورد باتفاقية مونترو من تقييد للحركة الملاحية بالمضيقين، ولكن بسبب تضاعف اعداد السفن عشرات المرات فإن هذه العدد المتزايد سيجبر السفن حتى لا تضيع الكثير من وقت الانتظار إلى التوجه إلى القناة الجديدة وبدون أي من التقييد والشروط الحالية ودفع ما سيترتب من (الرسوم) ، وبذلك ستبقى تركيا ملتزمة بتطبيق الاتفاقية بمكان وغير ملتزمة بتطبيقها بمكان آخر سيدر عليها الكثير من العوائد. 

تركيا الان نفوذها يمتد لجميع الاتجاهات الجغرافية فهل سينتظر الغرب ان تصبح قوة عظمى ام سيورطها بحرب مع احدى جارتها على غرار الحرب الروسية الاوكرانية؟ ام ان الساسة الاتراك بحكمتهم وحنكتهم لن ينجروا وراء ذلك وسيتمكنوا من تجاوز كل الخلافات المتوقعة والتي كما ذكرنا قد يكون اي منها نتيجة إلغاء او حتى المطالبة بتعديل اي بند من بنود معاهدة لوزان وكمثال لا للحصر اعتقد اهمها المطالبة بعودة البعض من جزر بحر إيجة للسيادة التركية وخاصة جزيرة كاستيلوريزو الغنية بحقول الغاز والتي تقع ضمن المياه الاقليمية التركية ولا تبعد عن سواحلها اكثر من كيلومترين ولكنها بموجب المعاهدة تقع تحت النفوذ اليوناني. 

وأما عن اوضاعنا في العالم العربي فطالما نحن بقينا مشجعين مراقبين، نُناظر اوارق غيرنا ولا نخط حرفا على ورقنا، فإلى ان يأتي اليوم الذي يتغير به هذا الواقع إلى حالة لنا قريبة من تلك التكتلات والاتحادات الكبرى التي فرضتها الظروف العالمية على الكثير من الدول، فسيبقى من صالحنا ولمرحلة ما أن يستمر التوازن الحالي للقوى الدولية والاقليمية، وهو ديدن متبادل متتابع وقد تعلمناه من قراءه كتب التاريخ منذ زمن الفرس والروم وحتى قبل ذلك العصر بكثير، ربما هذه هي طبيعة الامم وربما يوما ما مشهد امتنا العربية لن يبدو محيرا وسنكتفي بعمقنا العربي كما اكتفت تركيا حاليا بعمقها الآسيوي.
مهنا نافع