الملك المغربي يؤكد موقف بلاده الراسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية    |   إطلاق مبادرة 《كرسي إرم نيوز للإعلام والإبداع》 في الكونغرس العالمي للإعلام   |   《جو أكاديمي》 تسلط الضوء على أهمية التكنولوجيا لسلامة وعدالة التعليم على هامش المشاركة في منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024   |   سامسونج للإلكترونيات توسّع برنامج مكافآت أمان الأجهزة المحمولة لتعزيز التعاون في القطاع وضمان حماية المستخدمين   |   الحاجه فاطمة عثمان عوض الرمحي حرم السيد سميح مؤنس الرمحي في ذمة الله   |   زين تجدّد التزامها بدعم جمعية قرى الأطفال الأردنية 《SOS》 للعام 25 على التوالي   |   توقعات وتناقضات بعد عودة ترامب   |   انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان الأردن للإعلام العربي تحت شعار 《نصرة فلسطين》   |   أورنج الأردن تستعرض إنجازات المبدعين والمبتكرين ضمن برامجها المجتمعية الرقمية في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024   |   شقيقة الزميل المخرج زيد القضاة في ذمة الله   |   البداد القابضة تعلن عن استحواذ استراتيجي بنسبة 60% على شركات في إسبانيا والمغرب العربي   |   اتحاد النقابات العمالية يثمن موقف الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني   |   طلبة قسم العلاج الطبيعي في عمان الأهلية يزورون مستشفى الحسين بالسلط   |   عرض فيلم وجلسة حوارية في عمان الاهلية عن السينما السعودية      |   وزير العمل يلتقي نقيب وأعضاء نقابة المقاولين   |   مجموعة فاين الصحية القابضة تحقق رقماً قياسياً جديداً في سرعة إنتاج المناديل الورقية   |   توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة فيلادلفيا ودائرة المكتبة الوطنية   |   فندق الريتز - كارلتون عمّان يحصد جائزة أفضل فندق ومنتجع صحي فاخر في العالم من جوائز السفر العالمية World Travel Awards 2024   |   أشجار الوفاء من العربية لحماية الطبيعة تكريماً لروح الشهيد ماهر الجازي   |   مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والأكاديمية العربية للسمع والتوازن   |  

  • الرئيسية
  • عربي دولي
  • استدارة أردوغان الإقليمية: مع إسرائيل اليوم ومع سوريا ومصر بعد الانتخابات!

استدارة أردوغان الإقليمية: مع إسرائيل اليوم ومع سوريا ومصر بعد الانتخابات!


استدارة أردوغان الإقليمية: مع إسرائيل اليوم ومع سوريا ومصر بعد الانتخابات!
كشفت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس عن رغبته في تغيير السياسة الخارجية لبلاده والتي اتسمت بالصدامية، لكن هذا التغيير سيكون على خطّيْ سرعة مختلفين، واحد سريع مع إسرائيل ويريده أن يحدث اليوم ويتجاوز كل العراقيل السابقة، والثاني مع سوريا ومصر سيكون مؤجلا إلى ما بعد الانتخابات التركية في يونيو 2023.
 
وحمل الاتصال الهاتفي بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي القديم – الجديد بنيامين نتنياهو رغبة تركية واضحة في تجاوز كل الخلافات بما في ذلك التي أدت إلى البرود في العلاقة بين البلدين، أي موقف أردوغان من استهداف إسرائيل للفلسطينيين.
 
وقال أردوغان في اتصاله مع نتنياهو إن "المهم هو الحفاظ على العلاقات على أساس الاحترام المتبادل”، وهو ما يعني أن تركيا لن تتدخل مستقبلا في ما لا يعنيها، ولن تكرر عنترياتها السابقة في غزة، ولن تطلق تصريحات أو اتهامات لإسرائيل باستهداف الفلسطينيين، فتلك مرحلة قد مرت خاصة بعد أن فشلت لعبة الرئيس التركي في توظيف الموضوع الفلسطيني.
 
وأضاف أردوغان في كلامه لنتنياهو أنه يشعر بالحزن إزاء "الأحداث التي وقعت قبل يومين في الضفة الغربية”، في إشارة إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين على يد مهاجمين فلسطينيين. صحيح أن التعزية جاءت في قالب ملتبس، لكنها في النهاية تظهر أن أردوغان يريد ربط علاقات متينة مع إسرائيل بقطع النظر عن رأي الفلسطينيين وصدمتهم من ازدواجية خطابه.
 
إسرائيل أكثر أهمية بالنسبة إليه على المستوى الواقعي، ولأجل ذلك يريد طمأنة نتنياهو أن تركيا تغيرت في السنتين الأخيرتين، وأنها باتت تبحث عن مصلحتها فقط، وأن عليه أن ينسى ما حدث في السابق من عنتريات خاصة تلك التي أطلقها أردوغان أمام مؤتمر دافوس سنة 2009. فكل ذلك بات من الماضي.
 
 
وبالإضافة إلى المصالح الاقتصادية والعسكرية المتينة مع إسرائيل، فإن أردوغان يريد ربط صلة قوية بنتنياهو وتحالفه اليميني من أجل تأمين موافقة إسرائيلية على السماح لتركيا بأن تلعب دورا مهما في نقل غاز شرق المتوسط عبر أراضيها، وليس عبر أيّ دولة أخرى، وهو ما أشار إليه أردوغان نفسه خلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال زيارته إلى أنقرة في أغسطس الماضي.
 
وأعرب أردوغان عن استعداده "للتعاون (مع إسرائيل) في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة”، مع احتمال نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا.
 
وإذا كانت العلاقات مع إسرائيل تجلب نتائج مباشرة ربما تساعد أردوغان على زيادة حظوظه في الانتخابات، فإن التقارب مع سوريا ومصر سيكون أمرا مؤجلا إلى ما بعد الانتخابات، وذلك لحسابات خاصة لدى الرئيس التركي.
 
◘ أردوغان لا يتخوف من تأخير التقارب مع مصر، ولا يرى داعيا للاستعجال مع تعاط مرتبك للمصريين مع نفوذ تركيا في ليبيا
 
ويريد أردوغان تأجيل التقارب مع سوريا ولقاء الرئيس بشار الأسد، ليس لأن الأتراك يهمهم الموقف من الأسد، ولكن لأن أيّ مصالحة مع الأسد تعني تغييرا لوضع السوريين في تركيا وهي قضية شائكة، وتداعياتها لا تقف عند البعد الإنساني، فقد تظهر ردود فعل عنيفة ضد هذا القرار خاصة أن أنقرة لا تعرف إلى حد الآن كيف ستتصرف تجاه الآلاف من مقاتلي المعارضة الذي دربتهم وصاروا محسوبين عليها، وكيف سيكون مصيرهم، هل سيتم تسريحهم أم إقناع الأسد بدمجهم في قواته.
وكانت وسائل إعلام تركية قد نقلت في سبتمبر الماضي أن أردوغان أبدى رغبة في لقاء الأسد في قمة شنغهاي في أوزبكستان، لكن الأسد لم يشارك في القمة. وتزامنت هذه المعلومة مع أنباء عن لقاء جمع في دمشق بين رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان ورئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا علي مملوك.
 
ويجد التقارب بين أنقرة ونظام الأسد ضوءا أخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي باتت تربطه علاقات مميزة مع الرئيس التركي خلال الحرب في أوكرانيا، فقد بات الوسيط الثقة بينه وبين أوكرانيا والدول الغربية الداعمة لها.
 
◘ التقارب بين أنقرة ونظام الأسد يجد ضوءا أخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
◘ التقارب بين أنقرة ونظام الأسد يجد ضوءا أخضر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وقال أردوغان إنه يمكن لبلاده أن تعيد النظر في علاقاتها مع مصر وسوريا، وذلك بعد الانتخابات المقبلة في بلاده، مؤكدا أنه "ليس هناك خلاف واستياء أبديّ في السياسة”، وأنه "يمكن تقييم الوضع عندما يحين الوقت وتجديده وفقًا لذلك”.
 
ومن الجانب الآخر، أي تطوير العلاقة مع مصر، لا يبدو الرئيس التركي متخوفا من تأخير هذا التقارب، ولا يرى أيّ داع للاستعجال أو القلق خاصة مع تعاطي المصريين مع النفوذ التركي المتزايد في ليبيا، وهو نفوذ امتد حتى إلى منطقة الشرق، وباتت أنقرة هي المتحكم في أيّ حل مستقبلي بعد أن نجحت في أن تتحول إلى قبلة للفرقاء الليبيين بمن فيهم من كانوا محسوبين على القاهرة.
 
ولم يتجاوز الرد المصري بعض البيانات والتصريحات التي توحي بالانزعاج من التمدد التركي لكن على أرض الواقع هناك تعايش مصري واضح مع الوجود التركي كأمر واقع.
 
ويرى الأتراك أن موضوع التقارب مع مصر غير ضاغط الآن إلا بقدر تطوير القاهرة لعلاقاتها بقبرص واليونان بالشكل الذي يهدد مصالح أنقرة وخاصة اتفاقياتها مع الحكومة المسيطرة على الغرب الليبي. عدا ذلك فإن تركيا نجحت الآن في ملاعبة المصريين بورقة الإخوان، فتارة تطلق العنان لهم ولإعلامهم وتارة أخرى تضغط عليهم، ويكتفي المصريون بردة الفعل الكلامية.
 
وكان أردوغان قد عبّر عن إستراتيجية الانفتاح بالحد الأدنى مع مصر حين قال في يوليو الماضي إن المباحثات بين أنقرة والقاهرة تسير عند المستوى الأدنى، مشيرا إلى إمكانية ارتقائها إلى مستوى رفيع.