لماذا لم نسمع رأي صندوق 《الضمان 》بمشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية..؟
معلومة تأمينية استثمارية رقم (366)
( حقك تعرف عن الضمان )
لماذا لم نسمع رأي صندوق "الضمان" بمشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية..؟
تُشكّل موجودات الضمان الاجتماعي التي يقوم على إدارتها واستثمارها صندوق استثمار أموال الضمان (33%) من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، حيث تصل هذه الموجودات حالياً إلى حوالي (13) مليار دينار، ويُعدّ الصندوق أكبر صندوق استثماري في المملكة الأردنية الهاشمية. ولا يُقبَل بأي شكل من الأشكال أن يقف الصندوق ممثلاً برئيس وأعضاء مجلس الاستثمار ورئيسة الصندوق موقف المتفرّج إزاء مشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية الذي طرحته الحكومة للنقاش، فهذا القانون من أهم القوانين التي إما أن تساعد في تشجيع وجذب الاستثمار وخلق بنية وبيئة استثمارية حيوية متطوّرة قادرة على جذب رؤوس الأموال وتوطينها في الأرض الأردنية وخلق فرص العمل التي تحتاجها الدولة لمواطنيها، وإما أن يكون قانوناً تقليدياً بيروقراطياً جامداً قد يعرقل النشاط الاستثماري ولا يسهّله..!
من هذا المنطلق فإنني أتساءل عن دور ومشاركة صندوق استثمار أموال الضمان في مناقشة مشروع القانون المطروح، وماذا كان رأيه وملاحظاته فيه، فلا يُعقَل أن يكون الصندوق بلا رأي حول أهم تشريع يتعلق بعمله ونشاطه..!
وقد أعجبتني بعض القطاعات التي أبدت رأيها وملاحظاتها حول مشروع القانون، ولا سيما الورقة التي قدّمها القطاع الصناعي مُمثّلاً بغرفة صناعة الأردن وغرفة صناعة عمّان وغرفة صناعة إربد وغرفة صناعة الزرقاء، حيث تضمنت (19) ملاحظة على مشروع القانون أهمها؛ أن المشروع لا يخدم عملية جذب الاستثمار وإنما يفترض معالجة مشكلات الاستثمارات القائمة والتي لم يعالجها أيضاً، وأن المشروع أحال الكثير من التفاصيل المهمة على الأنظمة والتعليمات (23 نظاماً و 4 مشروعات تعليمات) والتي لم يتم إرفاقها بالمشروع ولا أحد يعرف عن تفاصيلها، وأن مشروع القانون لم يُعطِ مجلس الاستثمار أية صلاحيات في اتخاذ القرارات الاستثمارية وإنما اكتفى بمنح المجلس صلاحيات تنسيقية فقط، إضافة إلى أن المشروع لا يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي الأخيرة..! كما قدّمت ورقة القطاع الصناعي حلولاً ورؤىً حول كيفية خلق بيئة استثمارية جاذبة، وقدّمت أيضا مقارنة بين قانون الاستثمار رقم (30) لسنة 2014 ومشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية المطروح.
والقطاع الصناعي محق تماماً في اهتمامه بهذا القانون فهو أكبر قطاع اقتصادي موظّف للأيدي العاملة.
من هنا فقد كان حرِيّاً بصندوق استثمار أموال الضمان أن يقدّم هو الآخر رؤيته وملاحظاته حول مشروع القانون، كونه أكبر صندوق استثماري في المملكة، ومع ذلك هو من أقلها توظيفاً للأيدي العاملة مع الأسف، علماً بأن مشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية جاء لتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز المنافسة وتحفيز التشغيل، ومن هنا فإننا نرجو أيضاً أن تطلعنا رئيسة الصندوق على عدد الوظائف وفرص العمل التي وفّرها النشاط الاستثماري للصندوق خلال السنوات الخمس الأخيرة، كما نرجو أن تُطلعنا رئيسة الصندوق على مطالعتها هي ومجلس استثمار أموال الضمان لمشروع قانون تنظيم البيئة الاستثمارية وما هي ملاحظاتهم ورؤيتهم لهذا المشروع الحيوي المهم، وكيف يمكن أن يخدم القانون عمل ونشاط صندوق استثمار أموال الضمان ويحرّك الجزء الراكد من مياهه ويُعظّم عوائده الاستثمارية، أما إذا لم يكن لهم رأي في موضوع حيوي كهذا فمصيبتهم كبيرة ومصيبة الصندوق بهم أكبر..!
(سلسلة معلومات تأمينية توعوية بقانون الضمان نُقدّمها بصورة مُبسّطة ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والمعرفة مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي