طفي الضو .. حملة التنديد بـ اتفاقية الغاز تؤسس لمفهوم احتجاجي جديد
المركب
فيما انتشرت على صفحات وسائط التواصل الاجتماعي، دعوات لإطفاء أضواء المنازل والمؤسسات، في نطاق حملة "طفي الضوء"، تنديدا بتوقيع الحكومة على اتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل، عكست الحملة تصورا شعبيا، يمكنه التجاوب مستقبلا مع أي حملات تناهض قرارات حكومية، وعلى نحو حضاري، سلمي، بعيدا عن أي مناكفات سياسية.
ولقيت الحملة التي تجاوبت معها شرائح اجتماعية مختلفة، وفق ناشطين فيها، أكدوا لـ"الغد" أنها أثبتت أن الأردنيين غير مغيبين عن قضاياهم، ويتفاعلون مع ما يمسهم من قضايا، على أرض الواقع أو على صفحات التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من الاعتقاد بأن طريق هذه الحملة مسدود، ولن يحقق غايته بإبطال الاتفاقية التي وقعت مستهل الشهر الحالي مع إسرائيل، إلا أن ما تجلى من "خلق فزعة شعبية، خرج أفرادها عن الصمت، رافضين الاتفاقية بطريقة غير تقليدية كان أكبر نجاح للحملة".
رانيا الشلبي، ناشطة، لفتت إلى تلاحم الناس مع الحملة، مستشهدة على ذلك بلحظة تطبيق إطفاء الأضواء الذي دعت له الحملة قبل ايام، وذلك حين كانت تسير في شوارع منطقة اللويبدة بعمان، فجذبتها لحظة إطفاء أضواء المقاهي والمحال والمطاعم هناك، مستبدلين الإضاءة الكهربائية بالشموع.
وفي ضوء ذلك، تقول شلبي إن "أجمل ما في الحملة، أنها شعبية بامتياز، بعيدة عن الحملات التقليدية لمناهضة التطبيع، خرجت من قلب الشارع، ومن أناس كانوا بعيدين كل البعد عن الشأن العام"، وانها تأتي بعد سبات عميق لحركة حرية التعبير عن الرأي.
وتضيف "ربما لا جدوى من هذه الحملة، لكنها تمكنت من تحقيق تضامن رمزي مختلف، يحمل معنى كبيرا جدا، يفيد بأن الأردنيين يرفضون الاتفاقية"، مؤكدة أن الحملة مستمرة ويرجح أن تأخذ أشكالا أخرى.
وأعمق ما في هذه الحملة، وفق معدة البرامج في إذاعة مزاج نور عز الدين، وهي الإذاعة التي أطلقت الحملة، أنها تحمل طابعا إنسانيا، لمشاركة مختلف الشرائح فيها، إلى جانب ما عززته الإذاعة في هذا الجانب، حين توقفت عن البث لمدة ساعة، ما دفع المستمعين للتساؤل عن السبب، وحين عرفوه، بدأوا بإطفاء الأضواء.
وتدرك عز الدين كغيرها ممن شاركوا في الحملة، أن هذا التحرك لن يحقق المرجو منه، لإلغاء الاتفاقية، لكنه قدم للرأي العام الخارجي صورة عن أداء الأردنيين الاحتجاجي على الاتفاقية.
ودعا الناشط عز الدين الناطور، أن تأخذ الحملة أشكالا جديدة، وألا تستمر على روتينها، وأن يجري تصعيدها بما يكفل إظهار الرفض الشعبي للاتفاقية، مبينا أن تجربته في إطفاء الأنوار واستبدالها بالشموع "جعلتني أشعر بأني حققت أضعف الإيمان، واستمتعت برؤية الناس البعيدين عن قضايا الشأن العام وهم يشاركوننا الاحتجاج".
ربة المنزل منى عيسى، مصرة على الاستمرار في المشاركة بالحملة، وتحرص على تذكير أبنائها باطفاء أضواء المنزل، في الوقت الذي تطلق فيه الحملة دعوتها لذلك، مؤكدة ان الحملة أوصلت رسالة رفض الأردنيين للتطبيع