المركب - عدنان شملاوي
يتفاعل بعض المحللين مع توصيات مجلس السياسات الاقتصادية بشأن بورصة عمان لتحويل بورصة عمان الى شركة مساهمة عامة ويرى بعضهم ذلك سيصب في مصلحة البورصة باعتبار ان ذلك سيقلل من بيروقراطية القرار .... واسمحوا لي ان اعارض ذلك واعتبره سيسهم في تدهور السوق وتبعيته وقد تصبح فيه امكانية لمحاباة البعض في قراراته وامكانية غض النظر عن تصرفات في اسهم معينة ، او تشدد تجاه اسهم معينة ، او اتهامات بهذا الخصوص من قبل جهات متعاكسة المصالح وبالتالي فان عنصري المحايدة والتحكيم قد يكونا غرضة للنقاش واختلاف وجهات النظر .
ان امكانية السيطرة على اسهم " شركة سوق عمان المالي " قد تصبح ممكنة ، او التدخل في تعيينات ادارات السوق قد تصبح لعبة من يمتلك القرار ( او من يمتلك المال ) فيتحول السوق الى شركة اخرى من الشركات التي تدار بعقلية المصلحة الفردية لا مصلحة السوق المالي فينفض من بقي من المستثمرين وتصبح فكرة انشاء الشركات المساهمة العامة او الاستثمار فيها عرضة للتحوط في ضوء محاذير شتى .
سوق عمان المالي يجب ان يدير الشركات المساهمة العامة ، لا ان يصبح جزءا منها ، ويتوجب عليه ان يدير التعاملات ، لا ان تديره التعاملات ، وعلى من يقول انه يرغب بتحويله الى شركة مساهمة عامة ان يضع الأسباب ، فما هي الاسباب التي أدت باللجنة الاقتصادية للتفكير بهذا المنحى المقصلي ؟؟ هل هناك قصور من السوق ؟ ام من الحكومة ؟ ماذا سيغير ذلك من التعاملات وهل يؤثر سوق عمان المالي كجهة محايدة على السوق ؟
الجواب : لا ... فسوق عمان المالي يدير التعاملات ويستوفي العمولات بدون تأثير وتحويله الى شركة ربحية سيؤدي الى زيادة التوجيه نحو المضاربة عوضا عن الاستثمار مما سيزيد الطين بلة .
انصح اللجنة بالتريث في اتخاذ قرارها ، فيكفي السوق المالي ما يعانيه ... وانصحهم لتوجيه الحكومة لاتخاذ أساليب فاعلة لتنمية الاستثمار والفكر الاستثماري وتفعيل دور الرقابة وتغليظ العقوبات ، فما أدى بالسوق المالي الى هذا الترنح ليس نابعا من ادارة سوق عمان المالي الحالية بل من غض النظر عن التصرفات الادارية السيئة التي يعلم القاصي بها والداني اللهم الا من الحكومات المتعاقبة التي تغط على ما يبدو في سبات عميق تجاه هذا الموضوع الحساس والمؤثر في اقتصاد الاردن الذي نفخر بالانتماء اليه ونأمل ان يرتقي الجميع الى المستوى المتقدم الذي وصل اليه سوق عمان المالي بامكاناته المحدودة ، والذي سبق العديد من الاسواق العربية ، الا انه توقف عند نقطة ما وسبقته الاسواق المجاورة لاسباب كثيرة أدت ليس فقط الى عزوف المستثمرين العرب والاجانب عنه بل الى توجه مستثمرين اردنيين الى تلك الأسواق .