أمير... وقد أسقط رحيله أقنعة القوم
أمير... وقد أسقط رحيله أقنعة القوم
فلحه بريزات
لا أعلم عند أي باب وقف نداء أمير، ولست متيقنة من حسن الإستجابة، لأن النتيجة هي محنة طويلة عاشها الأمير أفضت إلى ارتحاله .
أمير جعل الشمس اليوم تتخلى عن نورها، وكشف رحيله عن عورة الدولة بكافة قَباتها المدنية والعسكرية... هذه الدولة التي تمطرنا بانسانيتها عند كل شاردة وواردة .
عتبة الحظ قفزت عن أوجاع أمير بذكاء جاف وتمرد على صوت أنينه بحق المعالجة خارج أسوار الروتين من مرض رافقه منذ ولادته فأزهق روحه في ربيعها .
أمير الذي لم يمتلك مزايا أسمه ورفاهيته في دولة تجمع المتناقضات الموروثة،فثارت عزيمتها لأن الثورة العربية خرجت ملكيتها في لحظة شاردة.
من الذي وقف أمام نداءات أمير؟، أهي السياسة ؟،أم فقر الحال وضعف المنزلة.
هل نحن بحاجة لمزيد من الفواصل المكارثية، والفواجع حتى يهتز عرش الكون في دولة تسخر امكانياتها لنصرة غريق في بلاد( الواق واق)؟.
لقدعَرت الحقيقة نوايا الحكومات وبطلان صكوك سياساتهم، والثمن المستحق وغير الكافي، هو رحيل السياسة العمياء التي تميز بين أمير وأمير.
لتغفر لنا يا أمير فنحن أمة عليلة بالكذب، تتقن فن الخطابة بلا مضمون، وفن الصور، وكل بريق وسائل التواصل الإجتماعي وزيف مشاعرها التي طغت على آخر حصون انسانيتا .
لا شك أن الموت هو الضيف الرحيم القادر على وأد أمراضنا التي دثرناها بزيف الولاية، وأنسنة الخطايا بعد أن البسناها ثوب العفة.
كل ما أعرفه اليوم أن عائلة أمير لن تسنتنشق فوح عطره عندما يهطل المطر.
وسيمضي موته في مركب الربان بلا التفاتة ،إلا من برقيات تعزية متناثرة تحمل أحر مشاعر الحزن والمواساة.والتقيد بأوامر الدفاع.
لا عليك يا صغيري فرب الأيتام هو الحي الذي لا يموت.