التدخين واحتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية
التدخين واحتمالية الإصابة بالأمراض الجلدية
من المعروف أن العوامل الوراثية والتركيبة الجينية تلعب دوراً في الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، لكن الحقيقة أنها ليست العامل الوحيد لذلك؛ فهناك العديد من الأسباب والعوامل الأخرى.
جلد الإنسان يعد أكبر عضو من أعضاء الجسم مساحةً، معرض بعيداً عن العوامل الوراثية لعوامل خارجية وذاتية، كالتغيرات البيولوجية وتأثيرات البيئة المحيطة والأنماط الحياتية، وهي العوامل تجعله فريسة لعدد من الأمراض منها ما هو خطير، الأمر الذي يجعل الاهتمام والعناية بالجلد أمراً ضرورياً.
ولا تتوقف العناية بالجلد على تفادي العوامل الخارجية كالتعرض لأشعة الشمس والملوثات الضارة، كما أنها لا تقتصر على تطبيق برامج التنظيف والترطيب، بل تشمل الاعتماد على خيارات أفضل لحماية الجلد، بما فيها الإقلاع عن تدخين التبغ الذي لا يتسبب فقط في زياده حدوث التجاعيد لدوره في تسريع أكسدة الخلايا، بل يتسبب في حدوث مشاكل أكثر خطورة.
وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن النيكوتين، على الرغم من عدم خلوه تماماً من المخاطر واحتمالية تسببه بالإدمان، إلا أنه ليس السبب الرئيس للأمراض المرتبطة بالتدخين بما فيها الأمراض الجلدية؛ حيث أن الدخان المنبعث من حرق التبغ في السجائر التقليدية، يولد أكثر من 100 مادة سامة تم تحديدها على أنها الأسباب الرئيسة وراء المشكلات الصحية المتعلقة بالتدخين.
ويرتبط دخان السجائر بالعديد من الآثار الضارة على صحة البشرة عدا عن الشيخوخة المبكرة، مثل تصبغ الجلد، وحب الشباب، والتهاب الأوعية الدموية، وأنواع من سرطان الجلد، وهو ما يعزز أهمية التوعية حول الأمراض الجلدية المحتملة جراء التدخين التقليدي، مع تشجيع المرضى المدخنين على الإقلاع بصرف النظر عن طبيعة مرضهم وعمّا إذا كانوا يعانون من أية مشاكل جلدية أم لا.
وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه الكثيرون الإقلاع عن التدخين برغم محاولاتهم، ومع وجود عدد كبير من المدخنين البالغين الذين لا يرغبون بالإقلاع النهائي، فقد اظهرت العديد من الدراسات والابحاث أن المنتجات البديلة التي تقصي الحرق قد تكون بديلاً أفضل عن السجائر، كونها لا تولّد دخاناً وإنما رذاذاً ينتج من تسخين سائل يحتوي على النيكوتين في البدائل المعتمدة على نظام التبخير، أو هباءً جوياً ينتج من تسخين التبغ في البدائل المعتمدة على نظام التسخين.
وبالرغم من أن الإقلاع النهائي عن التدخين هو الحل الأمثل دائماً، إلا أن التحول إلى منتجات بديلة وإن كانت غير خالية تماماً من المخاطر بالنسبة للمدخنين الذين لم ينجحوا في الإقلاع عن التدخين بعد، أو أولئك غير الراغبين في ذلك، قد يكون خياراً أفضل من الاستمرار في تدخين السجائر التقليدية وتقليل فرص التعرض للسموم الضارة الموجودة في دخان تلك السجائر.
الأمر مشابه تماماً للحال عند استخدام منتجات الوقاية من الشمس؛ فعلى الرغم من أنها لا تلغي المخاطر المرتبطة بقضاء الوقت في الشمس نهائياً، إلاّ أنّ استخدامها بانتظام يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض و السرطانات الجلدية.
الدكتورة هلا سواعي
أخصائية الأمراض الجلدية
-انتهى-